التعريف
في اللغة إن مادة غلل تعني تخلل الشيء وتعني استتاره ، يقال " تغلّل الماء في الشجر " أي اختفى في عروقه ، قال ابن حجر رحمه الله كما في الفتح " إن الغلول أصله من الإخفاء ، وذلك بأن يخفي الإنسان شيئا قد غلَّه في ثوبه " ونقل رحمه الله كما في الفتح عن النووي رحمه الله أنه قال " نُقل الإجماع في تحريم الغلول وأنه من كبائر الذنوب "
الغلول :اصطلاحا هو أخذ المال وحقوق الناس بغير ِ حقٍ ولا موجب ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة .
قال الله عز وجل { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ{161} أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللّهِ كَمَن بَاء بِسَخْطٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ{162}
سبب التسمية
أصل الغلول المحاربون حينما يكتسبون الغنائم هذه لمجموع المسلمين توزع وفق تعليمات الشرع , فإذا أخذ أحد المقاتلين درعاً لنفسه , ولم يدخلها في مجموع الغنائم , ولم يعلن عنها , فهذا الذي يأخذه سمي غلولاً , و معنى غلول أن الأيدي فيها مغلولة، أي مجعول فيها الغل , وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه، الأسير أحياناً توضع في يده قيود تربطها بعنقه.
سبب النزول
يقول ابن عباس رضي الله عنهما كما ذكر ذلك الطبري في تفسيره يقول ( إن قطيفة حمراء في غزوة أحد قد افتقدت فقال بعض القوم لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذها ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية ، ما كان ينبغي ويستحيل أن يغلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من حقوق الناس ، لأن حقوق الناس تعني المال العام ، فقال عز وجل { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } يقول القرطبي رحمه الله " يعني أنه يحمل هذا الشيء الذي غلَّه- وهو من حقوق الناس – يأتي على ظهره ورقبه قد حمله مُعذَّبا بحمله مرعوبا بصوته مُوبَّخا بإظهار خيانته على رؤوس الأشهاد ، وهذا نظير من افتضح بالغدر "
من أنواع الغُلول :
1-ما يستفاد منه من الوظائف ، بعض الناس يكون في وظيفة فيستفيد من وظيفته في أخذ ما يسمونه إكرامية حتى يملحونه بأنه هدايا ، يأتي أحد الأشخاص إلى الموظف ولديه معاملة فإن قال لا أعمل إلا أن تعطيني فهذه رشوة ، وإن كانت هذه المعاملة فيها حق ولم يظلم هذا الموظف أحدا فإنه داخل ضمن الغُلول ، ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في المسند ( هدايا العمال غُلول ) أنت تأخذ أجرة وراتبا من الدولة فلا يجوز لك أن تأخذ ريالا واحدا ، حتى لو أعطيت هذا الشيء على أنه هدية أو إكرامية هذه الأسماء لا تغير الحقائق ولا المسميات .
2-أن يؤخذ من بيت مال المسلمين ، وأن يؤخذ من المال العام بأي طريقة كانت ، من أخذ شيئا من بيت مال المسلمين أو من المال العام بأي طريقة كانت من غير وجه حق فإنه غُلول ،
3-اختلاس أوقات العمل في الوظائف العامة، وذلك بأي وجه كان كمن يمضي أوقاتِ العمل في أكل أو شراب أو محادثات هاتفية غير ضرورية على حساب عمله الرئيس. فمن يتعمد التأخر عن عمله ولو لخمس دقائق فليقسم راتبه على عدد أيام عمله، ثم ليقسم أجرة نهاره على عدد الساعات ثم الدقائق وعندها سيرى كم سيدخل إلى جيبه من المال المشبوه. ومن الغلول ما يفعله بعض الموظفين بطلبهم من الأطباء (وصفات) غير صحيحة لصرف قيمتها من حساب الدولة، في المعاينات والعمليات الجراحية. ومنه أيضاً ما يأخذونه من أموال إضافية مقابل أعمال إضافية وهمية، أو أذونات سفر لم تكن موجودة.
4- أنت تبيع حاجات جاءك موظف من عند تاجر، طلب منك حاجات إن أعطيته مبلغاً خاصاً على أنه اشترى من عندك هذه الحاجات هذا لا يجوز، لأنه أنت أعنته على ذلك، يقول لك: أريد فاتورة بأعلى، هو يخون سيده، وأنت أعنته على هذه الخيانة بإصدار فاتورة بمبلغ أعلى مما ينبغي.
5- محل تجاري , فيه موظف، هذا الموظف كلفته أن يشتري حاجة , فاستطاع أن يأخذ حسماً خاصاً له، هذا الحسم وضعه في جيبه، أخذه فوق راتبه من هذا التاجر.
مَنِ استعملناه على عمل، فرزقناه رزقاً، فما أخذَ بعد ذلك فهو غُلول )).
6-أحدهم يضع هاتفه الجوال جانباً ثم يتكلم من هاتف العمل في أموره الشخصية.
7-شخص يرسل العامل أو الفراش في العمل ليقضي له حاجة أو يأتي له بطعام من المطعم القريب .
8- استخدام سيارة العمل في قضاء حاجياته أو ليقوم برحلة خارج المدينة مع عائلته .
9-مسؤول يستخدم سائق العمل لتوصيل أولاده من وإلى مدارسهم أو لشراء حاجيات البيت من السوق أو الجمعية !
10-الخروج مبكراً من العمل بحجة أنه لا يوجد تقدير للموظف من حيث الراتب أو العلاوات فهو ينتقم بطريقته الخاصة !!
11- الإطالة في سنة الظهر القبلية والبعدية في مصلى العمل أو في المسجد في حين إنه في أيام الإجازة لا يصليها
الموضوع منقول بتصرف جمعته من هنا وهناك
في النهاية أهديكم هذا الفيديو
http://www.youtube.com/watch?v=zdBsqgKTIDI