يموت الأعزبون في ذا الشتاء
جاء في الحديث الشريف:
(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج) والأسباب كثيرة، أحصن للفرج وأغض للبصر والدعوة لعموم الرجال والنساء فالزواج في مجتمعاتنا المسلمة ضرورة لأنه صحة للجسد والنفس والذهن واستقرار نفسي وعاطفي وتعفف.
المتزوجون في الغالب سعداء هانئون يتنفسون هواء صحياً مشبعين بالرغبة الطبيعية إذا ثقلت همومهم تحدثوا مع من أحبوه ووجدوا متنفسا لهم ألفوه وأحبوه يواسيهم ويواسونه، جل المتزوجين مرتاحون مستقرون لا يعانون إحساس «العزوبية» الحياة بلا رجل أو الحياة بلا امرأة، إحساس مؤلم توتر واقع غير مريح ولسان حالهم يقول كما قال الشاعر:
«يموت الأعزبون بلا وفاة .. إذا جن الدّجى في ذا الشتاء»
«الأعزبون» على هامش الحياة اجتماعيا ونفسيا ــ ربما تكون هناك مبالغة في هذا التصوير ــ ولكن واقع الحال يقول نعم إن «العازب» محروم من أبسط حقوقه الشرعية «العازبة» تتألم من وضعها وتتوتر إذا فاتها القطار وهي في الانتظار و«العازب» يتوجع من عزوبيته ورعب العزوبية يعايشه الفتى والفتاة الرجل والمرأة.
أعرف شباباً يدرسون في الخارج دون زواج حالهم كحال الشاعر الذي قال:
«فلا نوم يجيء يفك كربا .. ولا موت يخفف ذا العناء.
وتحسبهم رقوداً غير أن .. عيون القوم في قمم البلاء» العزوبية تقلق مراقدهم في الشتاء وكل الفصول، وحدة وغربة وفتن لا حصر لها ولا أدري لماذا يتأخر زواج الشباب في المجتمع المسلم؟! ولماذا تواجه هذه المعضلة بروح صامتة وأحيانا هادئة على مستوى اهتمام المؤسسات المعنية والدولة؟!
أنا شخصيا قلق على شبابنا وبناتنا ورجالنا من الفتن، وأرى القلق باديا على وجوه الشباب بدوري أحيي مبادرة وحملة «اعفاف» التوعوية للتشجيع على الزواج والتحذير من المغالاة فيه.
إن حاجة الرجل للمرأة وحاجة المرأة للرجل حاجة فطرية، وعالم الزواج جميل طريق للحصول على «بنت الحلال» أو «ولد الحلال».
ان عالم الزواج ساحر ومسحور فيه من الامتاع والاشباع والقصص والنوادر المسلية والأشعار الشيء الكثير .. عالم الزواج «فله» أما العزوبية فمرعبة ووجع حفظ الله شبابنا وبناتنا ورجالنا ونساءنا منها ورحم الله قارئا قال: آمين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم: يعقوب العبيدلي
جريدة الوطن
(( منقول ))