بورصة قطر تستضيف ندوة عن صناديق الاستثمار المتداولة
بورصة قطر- 2015-05-14


استضافت بورصة قطر اليوم ندوة حول صناديق الاستثمار المتداولة في قطر. وقد هدفت الندوة التي عقدت في فندق الفورسيزنز بالتعاون مع iShares إلى نشر الوعي حول صناديق الاستثمار المتداولة في قطر. كما هدفت هذه الندوة التي ضمت خبراء عالميين في مجال صناديق الاستثمار المتداولة ومديري الأصول المحلية وممثلين عن الجهات لتنظيمية والمستثمرين المؤسسات إلى مناقشة مستقبل صناديق الاستثمار المتداولة في قطر فضلا عن دول مجلس التعاون الخليجي.

وشدد السيد راشد بن علي المنصوري الرئيس التنفيذي لبورصة قطر في الكلمة الإفتتاحية التي ألقاها في هذه الندوة على أهمية عقد مثل هذه السلسلة الحوارية مشيرا إلى أنها مبادرة مهمة تجمع المتخصصين وأصحاب القرار وتفتح الباب لامتزاج الآراء حول عدد من القضايا المهمة التي تمس قطاع الأسواق المالية في دولة قطر. وأضاف أن صناديق الاستثمار المتداولة أو كما تُعرف في العادة بالـ ETFs تعتبر من الأدوات الاستثمارية الهامة لجميع المشاركين في السوق وبالتالي فإنه من الضروري الاستماع إلى آراء ووجهات نظر نخبة من خبراء السوق حول هذه الأداة الاستثمارية المهمة.

وأشار السيد المنصوري إلى أن بورصة قطر تقدم منصة لتداول الصناديق الإستثمارية المتداولة ، والتي هي عبارة عن صناديق مفتوحة، ترتكز على مؤشر ما Index-based Funds، ويتم تداولها بصورة يومية، وتوفر فرص عديدة ومتنوعة للاستثمار في العديد من الأسواق المتطورة والناشئة وشبه الناشئة، وفي الأسهم والدخل الثابت والسلع. وأضاف السيد المنصوري قائلا ان البورصة جاهزة لاطلاق 3 صناديق استثمارية متداولة ولكنها في انتظار الحصول على موافقة الجهة التنظيمية على ذلك.

وشهدت ورشة العمل التفاعلية مشاركةً فعالة من الحضور الذين ناقشوا أيضا الجوانب المتعلقة بإدراج صناديق الإستثمار المتداولة في السوق القطري والمزايا التي ستجلبها للمستثمرين والمتمثلة بمنحهم القدرة على تنويع استثماراتهم. وتجدر الإشارة إلى أن صناديق الاستثمار المتداولة يتم تداولها بنفس طريقة تداول الأسهم حيث توفر هذه الصناديق للمستثمرين القدرة على شراء وبيع وحدات الصندوق الذي صمم لمحاكاة فئة من الأصول أو سوق معينة. ومن الأمثلة على هذه الصناديق تلك التي تتبع المؤشر أو تلك التي تتبع سعر أصول معينة. تستخدم صناديق الاستثمار المتداولة على نطاق واسع من قبل المستثمرين المؤسسات وبشكل متزايد من قبل المستشارين الماليين والمستثمرين الأفراد وذلك بهدف السماح للمستثمرين كباراً وصغاراً ببناء محافظ استثمارية بنفس التنوع الذي تبنى به محافظ المؤسسات الإستثمارية. وتوفر صناديق الإستثمار المتداولة للمستثمرين سهولة الدخول على الأسواق التي من الصعب الإستثمار فيها.

وركزت حلقة النقاش على تطور صناديق الاستثمار المتداولة في قطر والتحديات التي تحتاج إلى معالجة من قبل الجهة التنظيمية وجهة الإيداع. وتضمنت الحلقة النقاشية مجموعة من المتحدثين وهم السيد فهمي غصين الرئيس التنفيذي لشركة أموال والسيد أكبر خان مدير إدارة الأصول في الريان للإستثمار وخبراء من شركة بلاك روك وبنك ميريل لينش الأمريكي.

وتحدث السيد محسن مجتبى مدير إدارة المنتجات وتطوير السوق في بورصة قطر عن فوائد الإستثمار في الصناديق الاستثمارية المتداولة قائلاً أن صناديق الاستثمار المتداولة توفر للمستثمرين القدرة على شراء مجموعة الأسهم المكونة للمؤشر من خلال صفقة واحدة في البورصة. فعلى سبيل المثال، لنفترض أن أحد المستثمرين أراد الحصول على عائدات تعادل العائدات التي تجنيها الأسهم المكونة للمؤشر العام لبورصة قطر أو مؤشر الريان الإسلامي، كل ما يحتاج القيام به هو شراء صناديق المؤشرات المتداولة التي تتتبع هذه المؤشرات من خلال ارسال أمر شراء واحد إلى شركة الوساطة التي يتعامل معها. وفي الوقت الحاضر وفي ظل غياب صناديق الاستثمار المتداولة في السوق القطري، فإن الاستثمار في مؤشر بورصة قطر واستنساخ أداء العشرين سهم المكونة له يعني ادخال ما لا يقل عن 20 أمر شراء بما يتماشى مع النسب (وزن كل سهم في المؤشر) الصحيحة والتأكد من تنفيذ كل طلب من العشرين طلبا بالأسعار الصحيحة. وهذا ليس سهلا بالنسبة للمستثمرين الأفراد، الأمر الذي يدفع مديري صناديق الاستثمار المتداولة لتعيين مزودي سيولة مهمتهم التأكد من أن المستثمرين سوف يكونوا قادرين على شراء الصندوق بما يعادل القيمة العادلة للمؤشر. ومن هذا المنطلق، يكون المستثمرون قادرين على تنويع الأصول من دون تكبد التكاليف المرتبطة ببناء محفظة بأنفسهم ".

وناقش المشاركون في الحلقة النقاشية أهمية صناديق الاستثمار المتداولة بالنسبة للمحافظ الإستثمارية الأمر الذي يفسر الاقبال الكثيف من قبل المستثمرين على الاستثمار في هذه الصناديق، وذلك بهدف تحقيق مبدأ الاستثمار غير النشط وفقاً لاستراتيجيات الاستثمار المفضلة وتنويع الإستثمار من خلال السماح للمستثمرين كبارهم وصغارهم ببناء محافظ استثمارية بنفس التنوع الذي تبنى به محافظ المؤسسات الاستثمارية. وتطرق المشاركون في الحلقة النقاشبة إلى مزايا هذه الأداة الإستثمارية التي توفر سهولة الدخول إلى الأسواق التي من الصعب الاستثمار فيها وتمكن المستثمرين من تنفيذ تعديلات تكتيكية على المحافظ الاستثمارية الأمر الذي يؤدي إلى السماح لهم بالتحوط من مخاطرالسوق. وفي سياق الحديث عن أهمية صناديق الاستثمار المتداولة، اشار المتحدث من بلاك روك إلى أن قيمة الأصول تحت الإدارة التي تتبع صناديق الاستثمار المتداولة عالمياً تبلغ أكثر من 3 تريليونات دولار.

وتحدث المشاركون في الجلسة النقاشية عن أنواع الصناديق الاستثمارية التي من المخطط تداولها في البورصة بعد الحصول على موافقة الجهات التنظيمية . حيث تهدف بورصة قطر إلى إطلاق 3 صناديق استثمارية متداولة (ETFs) سيكون أحدها مرتكزاً على السندات الحكومية لإحدى جهات الإقتراض الآسيوية. وسيرتكز الصندق الإستثماري الثاني على المؤشر العام لبورصة قطر والصندوق الثالث سيكون متوافقا مع الشريعة الإسلامية.

واختتم المشاركون النقاش بالتأكيد على أن مقدمي السيولة يلعبون دورا حاسما في ضمان تداول صناديق الاستثمار المتداولة بقيمة عادلة، حيث تحتاج هذه الصناديق إلى آليات تحوط سعري تتمتع بالكفاءة وذلك للتأكد من حصول المستثمرين على أفضل سعر تنفيذ. وأشار المشاركون إلى أن غياب مثل هذه الآليات كان أحد الأسباب الرئيسية لعدم نجاح صناديق الاستثمار المتداولة في الأسواق الأخرى في المنطقة.

وتجدر الإشارة إلى أن صناديق الاستثمار المتداولة يمكن شراؤها وبيعها كما هو الحال بالنسبة للأسهم خلال يوم التداول. ويمكن للمستثمرين الأفراد شراء أو بيع هذه الصناديق عن طريق شركات الوساطة التي يتعاملون معها، وبإمكانهم إدخال نفس أنواع الأوامر التي يتم إدخالها عند بيع وشراء الأسهم. ويحظى المستثمرون في وحدات هذه الصناديق بشفافية كاملة بالنسبة لمحافظهم الاستثمارية، وذلك من خلال معرفة أصولها المسعَّرة خلال تعاملات اليوم، بالإضافة إلى الإفصاح عن الحيازات بشكل متكرر ومنتظم.