السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا كتاب قراته واعجبني كثيرا ... اتمنى انكم تستفيدون منه
أيقظ المارد الكامن
كيف تتحكم بقدراتك الذهنية و البدنية و المالية؟
تأليف : أنتوني روبنز
أطلق قواك من عقالها
لكل منا احلامه الجميلة .. و كل منا يعتقد أنه يملك موهبة خاصة تميزه عن الآخرين،و أن لمسة له لمسة سحرية و أنه يستطيع أن يساهم في تغيير العالم الى الأفضل ،
و في لحظة ما من حياتنا ، نبدأ بتصور الشكل الرائع للحياة التي نتطلع إليها، بل و التي تستحقها .. و لكن بالنسبة لمعظمنا، فان هذه الأحلام تتبعثر في خضم الاحباطات و روتين الحياة اليومية، حتى إننا لا نعود نبذل أدنى جهد ممكن لتحقيقها ، و مع تبخر الأحلام، يفقد بعضنا الثقة بالنفس، تلك الثقة التي تميز الناجحين عن غيرهم .. فما هو السبب يا ترى؟!
الإجابة بسيطة و هي :
أننا لا نقدر أنفسنا حق قدرها، لأننا لا ندرك حجم الطاقات الهائلة التي يمكننا أن نستخرجها من أعماقنا عندما نركز قوانا الكامنة لننجح في واحد -فقط- من مجالات الحياة المختلفة .
فمن الاسباب التي تؤدي بالكثيرين منا الى العجز عن تحقيق ما نطمح اليه،أننا لا نعمل على تركيز ما لدينا من قوى و مواهب و توظيفها في الاتجاه الصحيح .
ان مبدأ تركيز القوى يعني أن تحدد لنفسك اتجاها خاصا و طريقا منفردا. و لعل السبب في فشل الكثيرين في حياتهم، هو تركيزهم على أشياء كثيرة صغيرة، بدلا من الرنو إلى شيء واحد كبير .
التغيير الكبير
لكي يكون التغيير ذا قيمة، ينبغي لنا أن يكون مستمرا و منتظما و متطورا . و الحقيقة أن معظم الناس يحجمون عن التغيير، لأنهم يخافون أن يكون مؤقتا، و لذلك فهو لا يستحق المعاناة أوالمحاولة.
ينطبق هذا على من يريد تطبيق الحمية الغذائية لإنقاص الوزن و يخاف أن يعود لعاداته الغذائية مرة أخرى0 كما ينطبق على مت يريد الاقلاع عن التدخين، و يخشى العودة للتدخين مرة أخرى، و هكذا .
و التغيير الكبير يبدأ بخطوات صغيرة ،، و لكنها منتظمة و متواصلة .
و يرتكز التغيير الناجح على ثلاثة مبادئ أو خطوات يمكن تطبيقها من قبل الأفراد لتحقيق ذواتهم، و من قبل الشركات لزيادة أرباحها، و من قبل الدول لتحتل أماكن مرموقة في العالم، و هي:
الخطوة الأولى:
ارتق بطموحاتك و تطلعاتك و معاييرك ,, فكر بالقادة العظماء و رجال الأعمال الناجحين و كيف سارت حيانهم في الاتجاهات التي رسموها لأنفسهم ,, و اسأل نفسك دائما : لماذا أقبل بالانجازات الصغيرة و في امكاني تحقيق الكثير؟
الخطوة الثانية:
تخلص من الاعتقاد الخاطئ بأن امكاناتك محدودة .
عندما ترتقي بطموحاتك ,, يجب أن تؤمن بأنك تستطيع تحقيقها، و الا فانك تغش نفسك,, لأن معتقداتنا تشبه الأوامر العسكرية الصارمة التي علينا تنفيذها و عندما نغير المعتقدات فاننا نغير معها المستحيل الى ممكن و الصعب الى سهل و الخارق الى عادي و المشكوك فيه الى مؤكد .
الخطوة الثالثة:
عندما ترتقي بطموحاتك و تغير قناعتك حول قدراتك .. ستجد الطريق نحو القمة سالكا .. و الطريق يبدأ بأن تستخلص لنفسك مثالا يحتذى .. تأمل التاريخ و اختر شخصية ناجحة تبهرك انجازاتها و اقتدي بها .. فالنجاح لا يعني اعادة اختراع العجلة .. و لكن احذر تقليد مثلك الاعلى في كل صغيرة و كبيرة، بل حاول تحسين نموذجك المثالي و اعادة تشكيله بما يناسب ظروفك و زمانك و قدراتك.
و عليك أن تعلم: "أن كل الناس يعرفون ما يفعلون .. و لكن قلة منهم يفعلون ما يعرفون" .
و المعرفة المجردة لا تكفي .. لذا يجب عليك أن تبدأ بالعمل .
و هناك جمسة مجالات في الحياة يجب التحكم فيها في سبيل الوصول الى التغيير الايجابي المستمر، و هي:
1- العاطفة:
كل ما نفعله في هذه الحياة .. يصب في نهاية المطاف في مجرى احاسيسنا .. فالسيطرة على مشاعرنا هي بداية التغيير .. و هي ايضا بداية السيطرة على المجالات الأربعة الأخرى .
2- اللياقة البدنية:
يقول " توماس موفييت" و هو أحد أطباء القرن السابع عشر:
"اننا نحفر قبورنا بأسناننا" .. اننا نثقل كواهلنا بالدهون و الأغذية غير النافعة، و نسمم أجسامنا بالسجائر و الكحول و المهدئات و المنبهات، و نلوث أسماعنا و أبصارنا و نترهل بالجلوس لساعات طويلة أمام التليفزيون .. و السؤال هو: ما فائدة الثروة و النجاح اذا لم نكن قادرين على الاستمتاع بهما ؟؟
3- العلاقات:
هل تريد أن تنجح حقا لكي تعيش سعيدا بمفردك؟ و ما فائدة السعادة اذا لم تشارك بها الاخرين؟ و هل يمكن أن تعتبر انسانا ناجحا اذا لم تقدم خدمات جليلة للناس و للعالم؟ علاقاتك السوية مع نفسك و علاقاتك العاطفية و الأسرية و التجارية و الاجتماعية و علاقاتك العامة الناضجة هي التي تحقق لك الاحساس بالسمو و تصبح نبعا فياضا للسعادة و الاحساس النقي تجاه العالم و الآخرين .
4- المال:
قد تتعرض لمزيد من الضغوط كلما زادت أموالك!
وهذه ليست المشكلة، المسألة ليست تحقيق الثراء و انما تغيير المعتقدات بشأنه ، بحيث نراه وسيلة سهلة للاسهام في الحياة و ليس طريقا الى السعادة المطلقة ، فما أكثر التعساء بين الأغنياء .
5- الزمن:
كل عمل ذي قيمة يتطلب الوقت، و لو توصلت الى السيطرة على وقتك فسوف تدرك الى أي مدى يبالغ الكثيرون منا في تقييم ما يمكنهم عمله في سنة، بينما يقللون من شأن ما يمكنهم تحقيقه خلال عشر سنوات!!
اتخاذ القرارات
من أكثر العبارات شيوعا في دنيا الادارة:
اذا لم تتخذ قرارا بشأن حياتك المستقبلية فقد اتخذت في الواقع قرارا بأن تترك ما حولك يحدد مصيرك بدلا من أن تلعب دورك في تشكيل البيئة المحيطة بك .
و هناك ثلاثة قرارات تشكل حياتك:
- ما الذي يجب أن تركز عليه اهتماماتك؟
- ما الذي تعنيه الامور بالنسبة لك و ما مدى أهميتها؟
- ما الذي يجب عليك عمله لكي تحقق النتائج التي تريدها؟
ان القدرة على اتخاذ هذه القرارات تكمن في اعماقك، و ما عليك الا أن تستخرجها من مكمنها العميق:
- تذكر أيضا أن الخطوة الصعبة تتمثل في اتخاذ قرار حقيقي، مصحوب بالالتزام و التحرك .
- أكثر من اتخاذ القرارات، فكما تشد العضلات بالاكثار من استعمالها، سوف تقوي عزيمتك بتكرار المران .
- التزم بالقرار، و كن مرنا في الوسائل و المسالك التي تتخذها نحو تنفيذه .
- تعلم من الشدائد و المحن، و اذا ساءت العواقب اتخذ منها درسا .
المعتقدات:القوة التي تبني و تلك التي تدمر
كثيرا ما نقع في هذا الخطأ الفادح، و هو أن نظن أن الأحداث هي التي تشكل حياتنا و أن البيئة التي تحيط بنا هي التي جعلتنا على ما نحن عليه الآن . انها ليست الأحداث و انما قناعتنا بشأن ما تنطوي عليه، "المغزى" الذي نلحقه بها و كيف نترجمها الى واقع .. هذه القناعات تحركها "التعميمات" أو القواعد التي نضعها لأنفسنا مما خبرناه و تعلمناه، و التي تؤدي الى الاحساس بالمتعة أو بالألم .
لقناعاتك قوة تجعلها قادرة على الابداع ، و أيضا قادرة على الهدم .. و هي لاتقف عند تأثيرها على عواطفنا أو أفعالنا، بل أنها تغير أحوالنا الجسيمة في ثوان!!
و هناك تجارب تظهر كيف أن القناعات تحدث في الجسم أثر الدواء، كما أنها تمحو هذا الأثر و تتفوق عليه .. تدور هذه التجارب في مجال يسمى (علم المناعة النفسية العصبية) ، و هو علم التأتير المتبادل بين عقل الانسان و جسمه .. و قد أثبتت ( هذه التجارب ) أن معتقداتنا بشأن الأمراض و علاجها تلعب دورا لا يقل أهمية عن العلاج بل يفوقه أحيانا ... من أقوى هذه المعتقدات أثرا في ما يتعلق باعتقادك في قدرتك، و اذا كان لك أن تخطئ في هذا الجانب من حياتك، فالأفضل لك أن تبالغ في قدرتك ، لا أن تتواضع في تقديرها .
الا أن هذا الخطأ (بعكس ما قد تظن) يصعب الوقوع فيه، فالقدرة الانسانية عادة أعظم من قدرتنا على تقييمها بل على أن نحلم بها .. و ما أكثر المواهب التي تضيع هباء!
هذا هو الفارق الأول بين من يحققون طموحاتهم و من لا يحققونها ، بين المتفائلين و المتشائمين .. الفارق الثاني هو شمولية المشكلات .. الانسان الناجح لايرى في المشكلة شيئا يشمل شخصيته و كيانه ، اذا كان يسرف في الطعام مثلا مما يؤدي الى زيادة وزنه فهو يرى أن المسألة لا تعدو أن لديه تحديا يجب مواجهته، و لا يقول: "هذا هو أنا .. و هذا هو قدري و سوف تتحطم حياتي على صخرة شخصيتي هذه" .
لكي نحقق نصرا كبيرا في حياتنا لابد أن نبدأ بتطوير قناعاتنا .. فكيف نحقق هذا التغيير؟
ابدأ أولا بأن تربط بين الاعتقاد الذي تريد أن تتخلص منه و الألم .. و تذكر دائما أن كل شيئ نعمله ينبع اما من حاجتنا الى تحاشي الألم أو الاحساس باللذة، و لو ربطنا أي شيء بالاحساس بالألم فسوف نتخلص منه، و العادات السيئة * كالتدخين و ما هو أسوأ * ليست استثناء من ذلك، اذا وجدت عندك اعتقادا يجعلها تؤلمك فسوف تتخلص منها و تقلع عنها بسهولة!
بعد ذلك " الشك" .. أليست هناك قناعات كانت راسخة في نفسك ذات يوم و لم تعد كذلك الآن؟ بل لعلك تخجل الآن من أن تقر بأنك كنت يوما تؤمن بها ؟ ما الذي حدث؟ شيء ما جعلك "تشك" في صحتها هذا الشك أدى بك الى التخلص منها تماما .
ان تجاربنا الجديدة تؤدي بنا الى احداث التغيير لأنها تجعلنا نشك فيما درجنا عن اعتقاده .. و يرى الفيلسوف الألماني "شوبنهاور" أن الحقيقة تمر بثلاث مراحل:
السخرية منها ، ثم الاعتراض عليها ثم رؤيتها كبديهية .
من أروع الأمثلة على ذلك (و أكثرها صدقا وواقعية) الاعتقاد الذي بثه الخبير الأمريكي (ادواردز ديمنج) في رجال الصناعة اليابانيين في أعقاب الحرب العالمية الثانية و الذي مكنهم من الانتقال من بلد يصعب فيها اتمام مكالمة هاتفية الى ما نراه اليوم من قوة صناعية تسيطر على اسواق العالم، كل هذا جاء من الاعتقاد بالقدرة على تحقيق الجودة .
و قد لجأت شركة فورد الى نفس هذا الخبير سنة 1983 و جعل ادارتها تتحول من التساؤل التقليدي العقيم: "كيف يمكننا ان نزيد من حجم الانتاج مع خفض التكلفة؟ " الى " كيف يتسنى لنا أن نرفع مستوى الجودة و نجعل الجودة تستمر دون تكلفة اضافية، على المدى البعيد؟ " و قد انتقلت شركة "فورد" من العجز المتزايد الى تحقيق ربح وصل الى 6 بليون دولار!! لذا عليك أن تدرك أن كل يوم يمضي يأتيك بالتحسن في جانب أو آخر، بشكل أو بآخر .
كم من الوقت يلزم لاحداث التغيير؟
هل يحدث التغيير في لحظة؟
هناك أسباب تجعلنا نرى استحالة ذلك .
أولها أننا حاولنا كثيرا و كثيرا و لم نحقق التغيير المنشود .
ثانيها أننا ننشأ في بيئة اجتماعية و في ظل تقاليد سائدة، تكسبنا قناعات راسخة تقف في طريق اكتساب القدرة على اطلاق طاقاتنا الكامنة .
ثالثهما هو اننا كثيرا ما نحقق التغيير، ثم لا نحتفظ بالنتائج، و هذا السبب الثالث هو المشكلة الكبرى لأنه يفرض علينا احساس بأن النجاح نفسه ليس طريقا للنجاح .