,
تسنت لي ظروف في العمل والدراسة والسفر.. كي أحتك بأجانب غربيين من نوعيات مختلفة.. وبما أنني أمثل الشرق في نظرهم.. فقد كانوا فضوليين ليسمعوا مني..
كم أصابني الذهول كيف أني أستطيع في الواقع أن اكمل حديثي وقصصي بلا مقاطعة... وكيف أن الشخص كان يستمع بكل حواسه ثم يراجعني في تفاصيل حديثي ليستفسر أكثر عن نقاط معينة ذكرتها..
وكيف أني إذا صححت لهم معلومة.. كانوا يتقبلون التصحيح برحابة صدر ويشكرونني لأنني لم أتركهم بجهلهم ووفرت عليهم عناء البحث عن المعلومة الصحيحة
لم يكن أحد منهم لديه إصرار ليكون هو الصح.. أو يفحم أحداً.. أهم ما ينشده هو الفائدة
أتذكر شيئاً للدكتور صلاح الراشد في كتاب "على أبواب الملحمة" عن رحلة له في سريلانكا عندما كان طالباً مع مجموعة من زملائه ومعظمهم غربيون.. وكان الأستاذ يتدفق عليهم بالمعلومات.. ومن الأشياء التي توقفت عندها طويلاً كان تعليق للدكتور صلاح عن طريقته في تلقي المعلومات من الأستاذ حيث ذكر أن العرب ينشغلون بالجدل في صحة كلامه ومراجعته، فيما كان الطلاب الغربيون مشغولون بتدوين الفوائد (لم أنقل النص بالضبط لأني لا أتذكر بعض كلماته)
ومع ذلك فنحن العرب نغضب من مقولة "العرب ظاهرة صوتية" وهذه المقولة بالأصل هي عنوان لكتاب ألفه عبدالله القصيمي
وأعلم أن العديد (ومنهم أنا) لنا تحفظات على توجهات الكاتب التي أختارها في النصف الثاني من حياته.. ولكن أنا أستعير منه هذه الكلمة التي في نظري لديها قدر كبير من الصحة..وأتفادى محتوى كتابه لأنه مغرق في الذم المتحامل للعرب..