كتب - عبدالمجيد حمدي :

هو أول بروفيسور قطري فى كلية طب وايل كورنيل متخصص في أمراض الأطفال السريرية وحاصل على البورد الأمريكي في أمراض الرئة عند الأطفال وطب الأطفال وزميل للكلية الملكية البريطانية لطب وصحة الأطفال .. أسس وحدة الصدر بمؤسسة حمد الطبية بعد أن كان هذا التخصص غير موجود في قطر .. حصل على البورد الأمريكي من جامعة إلينوي فى طب الأطفال ثم انتقل للزمالة التخصصية في الأمراض الرئوية والصدرية للأطفال في هيوستن ومكث هناك 3 سنوات ونجح بامتياز وتوالت عليه العروض من عدة جامعات أمريكية، لكنه فضل العودة إلى قطر لرد الجميل إلى بلاده التي ابتعثته للدراسة بالخارج .. إنه الدكتور إبراهيم الجناحي استشاري أول ورئيس وحدة الصدر للأطفال بمؤسسة حمد الطبية رئيس مركز الأبحاث بالمؤسسة، التقيناه للتعرف على أبرز المحطات في تاريخة الحافل بالكثير من الإنجازات والنجاحات وكان الحوار التالي:

> في البداية .. كيف كان اختيارك لمهنة الطب؟

- اخترت دراسة الطب منذ أن كنت في الصف الأول الإعدادي بعد أن قمت بزيارة تم تنظيمها للطلاب المتميزين من قبل وزارة التربية والتعليم آنذاك إلى جامعة الملك فيصل بالمملكة العربية السعودية، وكان من بين الكليات التي زرتها وأعجبت بها كلية الطب .. خلال الزيارة قمنا بتفقد كليات عديدة، لكن أكثر ما جذب انتباهي هي كلية الطب وتحديدا مختبر التشريح الذي أبهرني عندما رأيته، وكيف أنه يتم تشريح كل جزء من الإنسان لمعرفة كافة التفاصيل، فأردت أن أخوض غمار هذا العالم الجديد واتخذت قراري آنذاك بأن أبذل قصارى جهدي للالتحاق بكلية الطب، وكان ما أردت والتحقت بجامعة الملك فيصل ودخلت كلية الطب بها وتعلمت في مختبر التشريح الذي رأيت فيه أول جثه يتم تشريحها.

خلال الزيارة شاهدت كيف يتم تشريح جسم الإنسان وكنت منبهرا للغاية بما أراه في هذا العالم الغريب الذي وقفت أمامه مندهشا لما أراه فكل جزء في جسم الإنسان يحتاج إلى ساعات للشرح والتدقيق لمعرفة أسراره وخلال رؤيتنا لعملية تشريح داخل المختبر لمسنا على أرض الواقع كيف أن هذا العالم الغريب داخل جسم الإنسان سوف يظل مجهولا وغريبا ومهما توصل العلم إلى تقنيات وتطور فإن جسم الإنسان كبير ومتسع يحتاج لعشرات السنين للوصول إلى تفاصيله وحقائقه، ومن هذا المنطلق فإن علم التشريح هو ما جعلني أكثر فضولا لاختيار مهنة الطب والبحث في أسرارها، فحب المعرفة والبحث عن المجهول كان دائما هو الدافع الأكبر لي نحو الاستمرار في الجهد والتحصيل للوصول إلى الهدف المنشود.

بالإضافة إلى ما سبق فإن مهنة الطب تعتبر من المهن السامية التي تخدم البشرية والمجتمع وهذا أيضا من بين الأسباب الأساسية في اختياري هذه المهنة التي قد أستطيع من خلالها أن أنقذ حياة شخص ما، كما أن والدي ووالدتي شجعاني على هذه المهنة وأدين لهما بالفضل بعد الله تعالى، كذلك أعتبر زوجتي من بين العوامل الأساسية الهامة التي دعمتني في دراستي ووقفت بجواري منذ أن كنت أدرس في كلية الطب.

> وهل شغلتك دراسة الطب عن حياتك الخاصة؟

- على العكس تماما .. فقد تزوجت خلال دراستي الجامعية وتحديدا في السنة الثالثة بالكلية حيث كان عمري 23 عاما، وكان للزواج المبكر أثر كبير في تحفيزي وتركيزي في الدراسة وحقق لي الاستقرار النفسي، وفي هذا الصدد فإنني أعتبر زواجي من أهم ما حدث في حياتي خاصة في السن المبكرة، وهو ما أنصح به الشباب خاصة إذا رزقهم الله تعالى بالزوجة الصالحة المتفهمة لظروف زوجها مثل زوجتي، فقد وقفت بجواري كثيرا وكانت تدعمني باستمرار، وقد رزقنى الله تعالى بأول مولود حينما كنت في السنة الخامسة من كلية الطب.
وماذا عن أول راتب حصلت عليه في عملك بالطب؟ وهل ترى هناك اهتماما ماديا ومعنويا بالأطباء؟ وما سبب عزوف الشباب عن دراسة الطب؟

- أول راتب كان 3200 ريال عام 1992 وكان راتبا مرتفعا، واعتقد أن هناك الكثير من الاهتمام بالطب على جميع المستويات ولكن على الرغم من ذلك فهناك حالة من العزوف بين الشباب القطري الذين يجدون فيه صعوبة كبيرة للسير في هذا الطريق الطويل فمن يلتحق بالطب سوف يجد نفسه إلى الأبد لا ينتهي من التعليم وأتذكر في هذا المقام قول والدي رحمة الله عليه حينما سألته عن الطب وأنني سوف ألتحق به فقال لي إنك إن دخلت الطب فلن تنتهي من دراسته إلا مع القبر، وبالفعل كان معه حق فالطب كل يوم في جديد ولا بد للطبيب أن يواصل الدراسة والبحث باستمرار في كل ما هو جديد ومتطور وألا يقف عند حد.

من الممكن أن نزيل المخاوف لدى الشباب من دراسة الطب من خلال عمل مجموعات مساعدة لتشجيع الطلاب على دراسة الطب وإزالة الخوف لديهم وكذلك توفير الحوافز المادية والمعنوية التى تشجع الشباب على اقتحام هذا المجال، فيجب أن نوضح لهم أن الطبيب في المجتمع ينظر إليه كحكيم وكقائد بين أقرانه فدراسة الطب فرض كفاية وإن عزف عنه الجميع فإنهم يأثمون.

http://www.raya.com/Mob/GetPage/f645...6-e7008b53b50b