بين المد و الجزر...

[مختلف جداََ]

الهي
مذ رحلت إلى البعيد فقدت بوصلتي اتجاهاتها
كانت هي فقط كل الإتجاهات ، أينما كنت أذهب فلها و لأجلها فقط

إلهي
مذ رحلت عني تشابهت في عيوني كل الفصول ،
وتلاشت كل ألوان الدنيا و طغى عليها السواد.

الهي
بغيابها لم يعد للحديث معنى ،
بغيابها تلاشى الليل و النهار
فأصبح النهار طويلا مملا
والليل كئيب لا ينتهي

الهي
كانت الأمن و الأمان والبيت و الوطن
كانت حكيمة الزمان في عصر الفتن

كنت حين أشكو من علة و كرب
تصادق النجوم تستعذب التعب

هذي هي الحبيبة مليكة النساء
هي كانت السعادة و مصدر الضياء

هي
و هي
و هي

والحديث بقية

[بصمة قطرية]

بين مدٍ و جزر عصفت بنا الأمواج لترسو بنا السفينة
هنا ..
حيث فخامة التعبير
و رقي الحروف
و حسن الضيافة
من ( عابر )
أيها العابر بالله عليك ماذا فعلت ..!
أنطقت أفواهاً أقسمت أنها لن تنطق ..
وبعثرت حروفاً كانت حبيسةً ..
بين مدٍ و جزر كنت هناك جالسة
بعييييداً عن كل شيء
و بعيداً عن كل البشر ..
أمواجٌ تقاذفتني و ليتها لم تُرجعني
فقد كنتُ أشعر بالراحة و أنا هناك بين الأمواج ..
تارةً أغمضُ عيني و أنصت لهياجنها
و تارةً أتأملها و أتأمل روعتها
و تارةً أتمنى أن أكون في أعماقها لعلي أجد راحتي ..
عابر ..
ماذا عساي أقول و ما يجب أن يُحكى ..!!
سأكتفي و أتابع من بعيد ..
لكي لا أبوح بشيء اليوم أندم عليه في الغد..

فأمام جبروت قلمك لا يسعنا سوى الإنحناء تقديراً لفخامتك
أيها العابر ..

باقةٌ من الورد سأتركها هنا فهي ما تستحق ..

[ريم الشمال]

بشائر / مهرة ... اسعدكم الله وانعم الله عليكم بها ابد الدهر

آه انتزعت .. مطر .. يتساقط من كل عين

الهي لا اعتراض على اقدارك ...

لكم مني رسالة حب تحملها لكم ملائكة الرحمة كل لحظة ادعوا لكم فيها ..

عسى الله يجعل قبركما روضة من جنات عرضها السموات والارض ..

***

موجات يصارع فيه كل موجه..

يا طائر النورس احمل موجاتي فقد تعبت وهي تبحث عن شاطئها ..

في أي شاطئ .. ياترى تنزلي .. وإي نجمة تهتدي..

تعبت وانا اراقبك خوفاً أن تضل الطريق ..

أراقب خطاك ببطء .. خجلة متعب ..

اناظرها وانا ابتسم من محاولاتها المستمر..

نعم كوني محاربة ولا تخجلي ولا تتعبي ..

عين الله ترعاك لن تضل ابداً ..

موجاتي محاربة كصاحبتها تحب المغامرة ...
تزور شواطئ لتكتشف غور مشاعر أهلها وتتحدث عنهم

انتظروها ففي جعبتها الكثير

[ريم الشمال]

موجات سندباد بحرها تبحر وتنزل متراسها في كل شاطئ

وقفت موجتي على شاطئ هادي جميل

رأت عجوز تحمل سمات جمال كان

اقتربت هاهي تخوض بإرجل اتعبها الزمن

ارهفت السمع .. ترانيم .. حزينة بزفرات حارقة
لم يكن مروري عابراً.. فقد كانت تقصد ذلك

وقف مذهوله من جمال ما تسمع ..

لماذا الجفاء ؟ ..والوفاء من أحل خصالك ..

أفكر .. ما الذي يشغل بالك ..
انا اشتكي قلت وصالك ..
أشعر بالحزن .. رغم أني أتيت ..
لم أستطع رؤيتك .. رغم ذلك ..

سقطت دمعه .. حملتها موجة بعيداً

سأذهب الآن ..

وأجر قلبي معي .. وجسمي المتهالك ..

سأترك دمعي لعل موجه تحمله لك ..
لتعرف أني حضرت ..

لا سأبقى هنا ..

لعلك تحضر ..

عزف جميل لموجات .. تحكي أجمل الذكريات ..

لعل يمر .. دفتر ذكريات مفتوح .. روح متعطش للقاء ..

ارتحلت سندبادت الموجات بعد ترك العجوز التي لا تريد ترك شاطئها

[GENIUS]

شتان* في الفارق في المعنى بين المد كإطالة والجزر كإنكماش وقصور.

*

قد تطول رحلتي او روايتي او قد تكون مرثيتي لكن معها قد تقصر قدرتي وقلة حيلتي وعجزي*.

*

لن أكون مثل اسمك بين الموجات عابر أو كالأطياف ساحر* بل سأكون بمناجاة ربي ساهر*.

*

لن أعشق موجة أخرى وأنسى دفء شطآنك* بل سأنقشها على الصخر وليس على رمال البحر حتى لا تغدر بي أمواجك وتمحيني* كما تشاء*.

*

لا تجزع فرجوعي للوراء ليس انحناء لك بل شجاعة مني فالسهم ينطلق هكذا لكني لن أهاب سهام القدر بأن تصيبني لأن قررت أن أكون بجوار الرامي عز و جل*.

*

بعض المنعطفات في الحياة تكون قاسية لكنها اجبارية لمواصلة الطريق لذا انا دائما سأكون جسرا يصلح ويصل الناس وليس سدا يمنع ويفرق الناس.

*

وهمسة خاصة لك اخي بوراشد : عندما تكون راقيا في حوارك ونقاشك* فأنت تخبر العالم من حولك انك تلقيت تربية عظيمة دون ان تتكلم.

*

[مهرة]

..

نغير الموجة اشوي دعونا نرسم هنا وهناك بعض الشطحات.!

[مهرة]

..

*1*

يقول صاحب هذه الموجه جالساً علي شاطئ البحر متأملاً الأفق النحاسي،، فرشة رمل البحر ونامت وتغطت بالشمس وصارت مثل النار أعصابي متي الحلوة تحس طيورك يابحر تغازلها وتشرب من إديها وأمواجك تركض فرحانه وتلامس رجليها والرمل يذوب من الغيرة يحضنها يغطيها وأنا مثلك يابحر وأكثر معجب جداً فيها .!

*3*

يدها التي حطت علي كتفي كحمامة نزلت لكي تشرب،، عندي تساوي ألف أمنية ياليتها تبقي ولا تذهب،، تلك الجميلة كيف أرفضها من يرفض السكني علي كوكب،، قولي لها تمضي برحلتها فلها جميع ماترغب،، تلك الآبية كيف أقنعها اني بها معجب بها معجب.!

*5*

سألتها.. ليه البحر ساكن عيونك؟ جاوبتني للأرق سألتها.. ليه السواد الي في عيونك جاوبتني للغرق .! وليه الخدود .. قالت عبق*
سألتها هي رقتك مثل النسايم والورود؟ قالت لي لا يمكن أرق،، سألتها عن حسنها كنه يجاوب عنها ويقول ما للشعر فيني حدود قالت صدق .! سألتها يا أغلي الأنام كيف الغرام؟ قالت لي .. إنك ماتنام وأوهام وتنتظر شمس اللقا،، مشوار مايعرف وصول ولحظة بها كل الفصول وقلب واحد يحترق وخل عن خل يفترق،، وفي الأخير كل نهايات الفراق مافيها فرص مافيه نهايات بلقا إلا بخيالات القصص.

سألتها كيف الوفا.؟ قالت كفي النور من ضيي اختفي الصدق اختفي الجرح بقي والليل بعيوني غفي اترك كثير الأسئلة وأسأل عن عيوني وكفي.!

*7*

الليل يا ليلى يعاتبني ويقول لي سلم علي ليلي الحب لا تحلو نسائمه إلا إذا غني الهوي ليلى.. موجات البحر تسألني ترا هل غادرت ليلي،، وطيب الشوق يحملني إلي عينيك يا ليلي لأجلك يطلع القمر خجولا كله خفر ،، وكم يحلو له السفر مدي عينيك يا ليلي..
لنا الأيام تبتسم والليالي تنتظر فماذا ينفع الندم،، نديم الروح يا ليلي

[ريم الشمال]

موجات سندباد بحرها.. تبحر وتنزل متراسها في كل شاطئ

وقفت وموجتي تناظر درب شاطئ ..

رأت طفل يبني بيت .. لا .. لا بل قصر
اقتربت وارهفت السمع ..

هذه غرفتي ... وهذه غرفة ألعابي..

هذه غرفة أبي وأمي .. وهذه غرفة الطفل الجديد ..

طال غياب أمي ..
قالت لي أنها سوف تذهب لتأتي بطفل ..

استيقظ باكراً كل يوم ..

لكن لم تأتي ولم يأتي الطفل ..

أبي حزين .. ولا اعرف من الأفعال سوى احتضانه..

انهض امي لأساعد الشمس على النهوض ..

لأنك تحبي الصباح ..

كم اشتقت للمسة يدك الحانية ..

أين انت .. في لحظة انكسار ..

صوت ينادي من بعيد .. بني تعال ..

حضرت امك .. تأرجح وهو يثب واقفاً من الفرح ..

جاءت حبيبتي .. جاءت جنتي .. اسرع الخطى ..

ابتسمت امواج سندبادتي .. اروع شيء .. لإنهاء يومها السعيد ..

وارتحلت تناظر شواطئ زاهرة امامها .. يرفرف فوقها طائر النورس

[عابر سبيل]

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)



في رحلة عجيبة غريبة...
من مطار جنوبي..الى اخر في وسط أمريكا..
كانت الموجات كلها غريبة!!

فالغُربة..شعور او شيء لا يمكن ان يفهمه
من لم يعشه...
فهو شيء يسري في عروق "المغترب"
كالدم..و عندما يعود المغترب
يخرج منه الشعور و لكأنه لم يكن في احشائه
يقبع منحشرا في صدرا مثقلا على قلبه!


ومع ذلك...يحدث ان تفاجئك موجة حنين الى
مقرك في الغربة...بعد ان تتغرب عنه الى بلدة او مدينة اخرى..
فرغم انها كلها مدن عنك غريبة..أو انت فيها غريب!!
الا انه يحدث ان تتلبسك موجات من المشاعر الكاذبة
عندما تحس ان مطار العودة هو مطار انتهاء
الغربة "الصغرى"-إن امكن التعبير عن الغربة هكذا-!!

حدثٌ لا أنساه
عشته بعد أن أشبعتُ في اجازة قصيرة
مشاعرا جافة من طول الغربة..
بموجات لقاء عدد من الصحبة الذين يملؤك لقاؤهم
برائحة تراب الوطن.. فتهدأ في النفس
مشاعر "غربة" جاثمة كاتمة شبه قاتلة..

بدأ الحنين للعودة للموطن المؤقت..الذي هو اصلا
مكان الاغتراب و موقد الغربة...

فكانت رحلة العودة فيها موجات اشتياق "مندسة"
تخادع بها النفس..ذاتها..
بأمل ان العودة للوطن الحقيقي
ليست عن الأفق ببعيدة!!

وقبيل موعد الهبوط..إذا بالطائرة تنحرف عن مسارها..
و تمثل أمامنا الآية أعلاه...واضحة جلية صريحة حقيقية!!

تحدث القائد... عن انه مضطر للالتفاف حول تلكم الجبال
التي اصبحت عن يمين الطائرة.. لكيلا تهلكنا العاصفة الهادرة!

فرأيت بأم عيني ما احسب انه ما جاء في الآية..
جبال عظيمة معلقة بين السماء و الأرض!!
و تصدر منها انوار بارقة تكاد تخطف بابصارنا..

و تأكدت من ذلك بعدما هبطنا...

فكانت زخات البَرد المدمرة مرسلة فقط على جزء من المدينة
و لم تُصب كل البيوت و الطرقات... بل انها فقط اتت على
من أُمرت ان تصيبهم... ثم ابتعدت عن المدينة!!



هذه كانت قبل عقدين من الزمان...
تجربة ما بين مطار الى مطار..
لا تزال في ذاكرتي... ماثلة حية!
*
*
،،
شكرا يا بصمة على باقة الورد..
واسف على تحريك المياه الراكدة..

و انت يا بو عبدالله genius الشكر موصول لك
على مشاعرك و حسن طنك و على العودة مجددا
فانت سبق و وعدت بانك مبحر معنا
و لن تتركنا بصمتك المعهود هذه المرة..
فتقبل مني يا قناص المطر
هذه الاقصوصة او ما احسب
انها تجربة في حياتي فريدة...

أما توقيع/ريم الشمال
فأنا يا اخت/ مهرة..
اصدقك القول
اني اتجنب المكوث عنده و اتحاشى قدر المستطاع
قرائته..فهو لوحده..يحتاج الى موسوعة من التعابير
لا مويجات قابعة بين مد و جزر..كالتي ننقشها سويا ههنا

[بصمة قطرية]

ياليت ربي بس .. حلل لنا شي
فتح القبور ومعايدة ساكنينه !!

ودي اعايد ميت في داخلي حي
اللي عجزت انساه وأنسى سنينه !!


حاولت تجنب الوقوف عند توقيعك عزيزتي ريم
لكني لم أستطع ..
فعابر أبى أن يتركنا نمضي دون الوقوف و البكاء حنيناً و شوقاً
لراحلين يبكينا الحنين لهم ..
فهم أغلى من فقدنا ..
ليتنا نستطيع فقط أن نحتضنهم لدقائق ..
آه يا ريم لا مد و لا جزر و لا أمواج و لا عواصف
تصف ما بداخلنا من قسوة الحنين و ألم الفراق ..
تجرعنا الألم بصمت فلا يجب أن نعترض على حكم الله ..
حنيني لهما يقتلني
ويؤلمني
و يجعلني أبكي كثيراً أبكي شوقاً..
لا إعتراض على حكمه
و لا حيلة لنا غير الصمت و الدعاء
و إطلاق العنان لدموعنا علها تخفف و لو جزءاً من لوعة الفراق ..
كم أكره الفراق
خصوصاً الفراق الأبدي
فراقٌ من دون وداع ..
فراقٌ لم يترك لنا مجالاً لتقبل فكرة الفراق و الرحيل ..
أخذهم منا في غمضة عين ..

أمي رحيلك أتعبني
أمي الثانية رحيلك أهلكني ..

أشعر حين أجلس أمام البحر بأن الأمواج تعبر عن ما بداخلي
هكذا أنا تماماً ..
و الحنين يعصف بي ..
و تتخبطني الأمواج
و ما زال الحنين يقتلني ،،