السلام عليكم

صبحكم الله بالخير جميعا ..

مقالي اليوم في جريدة الشرق ..

.. ][ .. وقل رب زدني علما ..][..

أيام معدودة ويعود فيها طلبة العلم إلى خير مساعيهم وهو طلب العلم والاستزاده منه، ولكن هل يعرف أحدنا فضل طلب العلم ؟ هل جلس أحدنا مع أبنائه وبين لهم فضل العلم وأهله ؟ وهل يقتصر العلم على طلبة المدارس والجامعات؟

وقل رب زدني علما، لم يذكر مالا ولا ولدا ولكن طلب العلم لما فيه من فضل ومكانة في كل العلوم التي تسهم في خدمة البشرية وإعمار الأرض بما فيه خير، وقد كان السلف الصالح يطلبون العلم حتى آخر لحظات حياتهم مهما بلغوا من العلم فقد روي عن سفيان الثوري وهو على فراش الموت أن أحد أصحابه حدثه بحديث أعجبه فأخذ لوحا فكتبه فقيل له وأنت على هذه الحال؟! فقال "إنه حسن، إن عشت فقد سمعت حسنا، وإن مت فقد كتبت حسنا" وهذه وقفة من وقفات السلف والذين كان طلب العلم سبيلهم للنصر ورفعة الدين.

أبواب طلب العلم كثيرة ومفتوحة للجميع الكبير والصغير ولا تتوقف عند كراسي المدارس والجامعات، فطلب العلم أصبح هذه الأيام سهلا، فالكتب منتشرة والمعلومات متوافرة ولكن فقط تحتاج إلى من يسعى إليها بنية صادقة رغبة في طلب العلم والتطور والارتقاء بنفسه وبدينه.

أهمية طلب العلم وفضله من الأمور التي يجب أن يتم زرعها في أبنائنا قبل دخولهم للمدرسة وترديدها دائما على مسامعهم حتى يصبح طلب العلم أمرا محببا وليس منفرا.

أخي المعلم، أختي المعلمة، دوركم مهم في تحبيب الطلاب في العلم، فالمدرسة والجامعة مكان للتعليم رغبة وحبا، وليس لإيصال معلومات غصباً وكرهاً، فأنت تعد المساهم الأهم في زرع هذا الحب والرغبة في الطلاب.

أولياء الأمور، توقفوا من التذمر والتشكي مع بداية العام الدراسي، فتأثيركم على أبنائكم كبير، حببوا لهم طلب العلم.

واعلم يا طالب العلم أين كان مكانك، أنك تعمل في مكان عظيم وتسعى مسعى مباركا فالأمة تحتاجكم والوطن ينتظركم، وأنت المستفيد الأكبر من العلم؛ فعلمك سيبقى وأنت سترحل فاترك من العلم ما ينفع

" وقيمة المرء ما قد كان يحسنه.. والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بالعلم ولا تقنع به أبدا .. فالناس موتى وأهل العلم أحياء.