النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: إضاءة.."الوصاية" بين ثقافة الاختلاف وعقلية الخلاف

  1. #1
    Banned
    رقم العضوية
    33882
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    33,270

    Lightbulb إضاءة.."الوصاية" بين ثقافة الاختلاف وعقلية الخلاف

    حين ننظر حولنا إلى هذا العالم ونرى الكم الهائل في التعدد والاختلاف في شتى مناحي البشرية والحياة، ولو أمعنا النظر قليلا لرأينا أن هنالك حكمة من هذا الاختلاف الذي في نهايته يكون لنا صورة جمالية متناغمة أحيانا ومشوشة أحيانا أخرى.

    لكن نأتي إلى بعض المجتمعات بما فيها المجتمعات العربية ونجد أنها تعاني حتى الآن من انعدام ثقافة الاختلاف وبروز عقلية الخلاف التي تلقي بظلالها ليس على الأفراد والمجتمعات فحسب بل أيضا الحكومات والأنظمة، لعل انعدام تلك الثقافة يعزو لحد كبير إلى ثقافة أخرى ترتهن بمجتمعاتنا وهي ثقافة "الوصاية".

    ثقافة الوصاية وهي مضادة لثقافة المسؤولية والاستقلال الذاتي، باتت أحد السمات البارزة لمجتمعنا ودخلت في جميع جوانب الحياة السياسية، الاجتماعية، الدينية، الفكرية، هذه الثقافة أي الوصاية أصبحت وكأنها تلغي عقل الإنسان البالغ والعاقل لتجعل آخرين أفرادا كانوا أو جماعات أو حكومات أوصياء عليه، في محاولة لتقليل حجم الفرد في إدراك حياته وأيدلوجياته وقناعته وتوهمه بأن هنالك من يستطيع أن يرسم له "خريطة" ويضع له مسارا مثل نظام gps ليسلكه.

    إن أردنا الرجوع إلى أصل ثقافة الوصاية، فهي ليست وليدة اللحظة وهي ليست سمة للمجتمعات العربية فقط، ولكن هنالك مجتمعات تخلت عن تلك الوصاية وأخرى مازالت تنتهجها. ولعل أوج ثقافة الوصاية برز مع الاستعمار الأجنبي للوطن العربي، فالمستعمر عندما أتى لم يأت محملا بأهداف ومطامع عسكرية وسلطوية فقط بل أتى أيضا ليفرض وصايته على شعب ينظر إليه بنظرة دونية، شعب لا يمكنه تحديد مصيره، وشعب غير قادر على اتخاذ قرارته. ومن هنا برزت تلك الثقافة، حتى بعد انجلاء الاستعمار القديم والحديث مازالت هنالك دول ترى أنها الوصي على دول العالم، وتلك الوصاية تتخذ مبدأ القطب الأوحد أي أنها تنفرد بأسلوبها الوصائي معللة ذلك بأن الدول ليست في موضع تقرير مصيرها وحق اختيارها.

    ومن هنا فمع بروز ثقافة الوصاية نتج عنها انعدام ثقافة التعددية والاختلاف واستبدلت بالاستبدادية في الرأي والتفسير والمنطق وأصبحت منهجا للخلاف وصراعا للأفكار، الذي بدوره أفرز مجتمعات وحكومات متشنجة ترفض الآخر بل وفي أحيان أخرى تعتبره عدوا بسبب اختلافه، وأضحى المجتمع بأفراده في حالة تشنج غير قادر على مخالفة الأفكار ومقارعة الحجج واختلاف المنهجية، حيث ولّد هذا كله فيما بعد، التشنج والتعنت في الرأي ووصل إلى حد التطرف والإقصاء.

    ولعل الشواهد في عالمنا العربي كثيرة، فما أكثر هؤلاء الذين تم زجهم في السجون بسبب اختلاف آرائهم وبسبب توجه أيدلوجياتهم، بالإضافة إلى استخدام الدول والحكومات أسلوب الوصاية بكل ما أوتيت به من سلطة ونفوذ في التحكم في حياة الأفراد وجعلهم تابعين أكثر من كونهم مستقلين، وتتحكم الدول في مصير أفرادها بحسب ما تراه من حدود للتعددية أو الاختلاف. أما على صعيد الأفراد فهنالك صراعات خفية وعلنية بين الأفراد في محاولة لإرساء مفهوم الوصاية، التي تبدأ من البيت وتنتهي إلى العلاقات العملية والاجتماعية، هذا الأمر أفرز مجتمعات خائفة يسودها التردد في التصريح بأفكارها والنمو بقدراتها خوفا من الدخول في صدام مع الآخر بسبب عدم تقبل هذا الآخر لثقافة الاختلاف، ووصل الأمر لحد تشبيه فكر التبعية وانعدام ثقافة الاختلاف إلى راعي أوحد وقطيع يمشون من خلفه، لدرجة أن هذا الراعي أصبح مقدسا من قبل البعض لا يجرؤ أحدهم على محاججته والاختلاف معه.

    نحن في هذا الوقت في أمس الحاجة إلى التعددية واتساع الأفق الذي ضاق في وجه الكثير بسبب احتكار فئة قليلة للحقيقة أو ما يرونه بأنه كذلك، فالتعددية والاختلاف ليسا بالضرورة سيئين كما يتصور البعض، والآراء لا يمكن أن نحكم عليها بأنها خاطئة أو صائبة، فهنالك فرق بين الرأي والحقائق العلمية، وبين الثوابت والمتغيرات. لو نظرنا إلى القضايا التي تطرح في مختلف المجتمعات العربية لوجدنا أن البعض منها يعود إلى انعدام ثقافة الرأي والرأي الآخر واحتكار الحقيقة واختزال الواقع في أحداث أو أشخاص أو تجارب معينة، ومن هنا يبدأ الخلاف، ويكبر هذا الخلاف ليصل إلى الإقصاء والتجريم وغيره من صور رفض الآخر. لذا فإن السبيل لرقي المجتمعات ينبع من الأفراد أولاً، بإلغاء ثقافة الوصاية وترسيخ ثقافة التعدد والاختلاف لخلق مجتمع أكثر وعيا وقادرا على المساهمة بتنوعه واختلافه ليس للمجتمع الذي ينتمي إليه فحسب، بل وللعالم أجمع.


    مقاله جميله نقلتها لكم للكاتبه ريم الحرمي

    تستحق القراءه

    اتمنى لكم قراءه ممتعه

  2. #2
    تميم المجد
    رقم العضوية
    23201
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    34,332
    بوعلي اليوم الخميس والله لو شنو ماقريتها هههههه

  3. #3
    عضو مؤسس الصورة الرمزية بانغ بانغ
    رقم العضوية
    46669
    تاريخ التسجيل
    Dec 2013
    المشاركات
    11,249
    بوعلي العنف يولد عنف

    هذي مقولة بعض الفلاسفة والمفكرين اللي زجوا في السجون لان مجتمعاتهم لم تتقبل من يجادلها نظرا لان التركيبة الايديولوجية لم تتطابق مع افق تفكيرهم ومعتقداتهم

    فالاختلاف في التفكير نعمة عندما تكون البيئة مهيأة للنقاش*عكس مجتمعاتنا

    اما معي او ضدي

  4. #4
    Banned
    رقم العضوية
    33882
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    33,270
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد 2002 مشاهدة المشاركة
    بوعلي اليوم الخميس والله لو شنو ماقريتها هههههه
    اليوم الاثنين

    حيالك الله يااستاذ حمد في اي وقت


  5. #5
    عضو مميز
    رقم العضوية
    47769
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    المشاركات
    9,562
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن مشاهدة المشاركة

    لكن نأتي إلى بعض المجتمعات بما فيها المجتمعات العربية ونجد أنها تعاني حتى الآن من انعدام ثقافة الاختلاف وبروز عقلية الخلاف التي تلقي بظلالها ليس على الأفراد والمجتمعات فحسب بل أيضا الحكومات والأنظمة، لعل انعدام تلك الثقافة يعزو لحد كبير إلى ثقافة أخرى ترتهن بمجتمعاتنا وهي ثقافة "الوصاية".
    رحم الله والديك يابو علي

    اتصدق هالسطرين يختصرون الواقع العربي بكل صدق ودقة

    وانا اعتقد اخوي بو علي ان التيارات التكفيرية والفكر التكفيري وسياسة اقصاء الطرف الآخر تولّدت نتيجة لثقافة الوصاية والاعتقاد الخاطئ بمعرفة الحقيقة المطلقة
    متناسين في ذلك قول الله عز وجل : وما أوتيتم من العلم الا قليلا
    التعديل الأخير تم بواسطة غريب الدّار ; 12-10-2015 الساعة 08:00 AM
    دورت في الشدة حزام
    ولا لقيت اللي قوى

    يالله دخيلك مالقيت
    اللي نشد به الظهر

  6. #6
    Banned
    رقم العضوية
    33882
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    33,270
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بانغ بانغ مشاهدة المشاركة
    بوعلي العنف يولد عنف

    هذي مقولة بعض الفلاسفة والمفكرين اللي زجوا في السجون لان مجتمعاتهم لم تتقبل من يجادلها نظرا لان التركيبة الايديولوجية لم تتطابق مع افق تفكيرهم ومعتقداتهم

    فالاختلاف في التفكير نعمة عندما تكون البيئة مهيأة للنقاش*عكس مجتمعاتنا

    اما معي او ضدي
    هلا هلا

    هذه نشوفها في كل مكان وعدم تقبل الطرف الاخر ومحاربته
    شوف هذه الجمله للكاتبه فيها معاني كثيره للي يتفكر فيها
    لو نظرنا إلى القضايا التي تطرح في مختلف المجتمعات العربية لوجدنا أن البعض منها يعود إلى انعدام ثقافة الرأي والرأي الآخر واحتكار الحقيقة واختزال الواقع في أحداث أو أشخاص أو تجارب معينة، ومن هنا يبدأ الخلاف، ويكبر هذا الخلاف ليصل إلى الإقصاء

    هذا اللي يحصل عندنا وخصوصا المجتمعات العربيه

    الصراحه الموضوع جميل وفيه فائده للارتقاء بالحوار وتقبل الراي الاخر

    شكرا لك ولمرورك الكريم

  7. #7
    عضو مميز
    رقم العضوية
    47769
    تاريخ التسجيل
    Aug 2014
    المشاركات
    9,562
    على فكرة يابو علي المقال فيه نقاط راااائعة

    ومابي ادخل في تفاصيلها بصراحة

    لكن اللي يقراها بتمعن بيشوف الواقع بكل مرارة
    دورت في الشدة حزام
    ولا لقيت اللي قوى

    يالله دخيلك مالقيت
    اللي نشد به الظهر

  8. #8
    تميم المجد الصورة الرمزية راعي الكورفت
    رقم العضوية
    47964
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    الدولة
    Qatar
    المشاركات
    883
    الحكمه من تعدد الشعوب والثقافات هي للتعارف بين الأمم.

    قال تعالى
    ((ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم ))

    صدق الله العظيم.

  9. #9
    Banned
    رقم العضوية
    33882
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    33,270
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غريب الدّار مشاهدة المشاركة
    رحم الله والديك يابو علي

    اتصدق هالسطرين يختصرون الواقع العربي بكل صدق ودقة

    وانا اعتقد اخوي بو علي ان التيارات التكفيرية والفكر التكفيري وسياسة اقصاء الطرف الآخر تولّدت نتيجة لثقافة الوصاية والاعتقاد الخاطئ بمعرفة الحقيقة المطلقة
    متناسين في ذلك قول الله عز وجل : وما أوتيتم من العلم الا قليلا
    هلا هلا

    غريب الدار

    فعلا اقتبست جزئيه في حقيقه كبيره
    احيانيا لما اتابع التويتر وغيره اقول احنا مقبلين على فوضى في كل الامور
    اعتقد نحتاج الى ثقافه كبيره وماادري ليش هل الانفتاح الاعلامي
    وكثره الفضائيات والتويتر وتوابعه هي كانت سبب في كشف الحقيقيه

    شي غريب الصراحه

    شكرا لك

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •