لماذا نتألم من الحظر ؟
إنهاء أحدهم لعلاقة صداقة معك دون وجود أسباب حقيقية أو واضحة، أمر مؤلم وشاق على النفس لقبوله، والأكثر ألماً وبؤساً حينما تنتهي هذه الصداقة بشكل مفاجئ، ودون أن تكون متهيئا أو مستعداً لقبول هذا التخلي فيصبح وقع الفراق نوعاً من العذاب الذي لا يمكن له أن يلتئم بسرعة، هذا في واقع الحياة الحقيقي، أما في العالم الافتراضي وأعني به عالم الإنترنت، حيث تنشأ الصداقات الجميلة والمبهجة من خلال ريتويت لتغريدة، أو إضافة نقرة إعجاب على صورة في الانستغرام، لتبدأ في تكوين علاقات صداقة مؤثرة وقوية من خلال الشاشة.
يسعد الكثيرون بتواجد مثل هذا القدر المتاح لاختيار أصدقاء مختلفين عن واقعهم وجنسهم وجنسياتهم، هذا التعدد يضفي فوضى من السعادة إلى جانب الثقة في ذوات مستخدمي الإنترنت، إذ تصبح لديك القدرة على إضفاء المزيد من الرتوش لبعض صفاتك وتلميعها وصقلها.
لكن الغريب أن معظمنا يصاب بالألم والخيبة، حينما يقرر أحد هؤلاء الأصدقاء، إلغاء متابعته لنا من خلال أي وسيلة من وسائل التواصل الإنترنتية، أذكر أنني أثناء استخدام المحادثات في «البلاك بيري»، أي شخص يقوم بحذفي من حسابه من دون سبب، تنتهي علاقتي الفعلية به أو تموت أشياء كثيرة بداخلي تجاهه، ونحن في الوقت الحالي إذا أردنا أن نعاقب من نختلف معه، كل ما علينا أن نقوم فقط بحذفه أو حظره، لأننا ندرك أن هذه الطريقة يمكن أن تسبب أوجاعاً حقيقية للطرف الآخر، سواء أكان صديقا يعيش في واقع حياتنا أو صديقا «إنترنتيا»، الألم يبقى واحداً.
وفي دراسة حديثة قرأتها مؤخراً، أوضحت أن الحظر وإلغاء المتابعة من أصدقاء تكونت علاقاتنا معهم عبر الفضاء الرقمي، يمكن أن يترك وقعاً مؤثراً على ثقتنا في أنفسنا، حيث نبدأ في لوم وتقريع ذاتنا، عن السبب الذي دفع الأصدقاء للتخلي عنا فجأة، وتضيف الدراسة أن الصداقة عبر الإنترنت حقيقية، ويمكنها أن تصبح أكثر شدة وأسرع من العلاقات خارج الإنترنت، لذلك أن يتم إلغاء صداقتنا هو أمر مؤلم، لأنه رفض يلعب على مشاعر الطفولة، فتشعر بنفس المشاعر حتى وأنت بالغ، لأنه لم يتم إعطاؤنا أية فرصة لإبداء الرأي، أو التسوية، أو التفاوض، أو التحدث عن المشكلات. ورغم أنه بإمكاننا حالياً استخدام المنطق كبالغين لكي ندافع عن أنفسنا ضد الألم بطريقة أفضل مما كنا نفعله كأطفال، لكن يبقى نفس الشعور بالألم.
وتقول «راسل» إنه إذا تم التخلي عنك بواسطة صديق عبر الإنترنت أو خارجه، فمن الضروري ألا تثق به مجدداً، وتضيف: لكن إذا لم تثق، فستكون أنت الخاسر الوحيد، علينا المخاطرة بجزء من أنفسنا في الصداقة، إذا كنت حذراً للغاية بشأن العلاقات اللاحقة وحذرا بشأن الثقة، فقد ينتهي بك الأمر وحيداً، عليك أن تكون حريصاً للغاية من عدم أخذ التجربة وتطبيقها على تجربة أخرى، تمسك بالأمل وأدرك أنها قد تكون حدثت مرة، ولكن لن يعاملك الجميع بنفس الطريقة.
*
*
،،
مقال من جريدة الوطن للماتبه السعودية
ساره مطر
و هذا الرابط لامانة النقل
http://www.al-watan.com/viewnews.asp...51117&writer=0