النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: لايعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    لايعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى
    إن الله تبارك وتعالى أثنى على الذين يؤمنون بالغيب، وما ذلك إلا لأنهم آمنوا وصدقوا بما لم يروه من موعود الله ومن سنة رسوله،صلى الله عليه وسلم،
    قال الله جل جلاله(الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ،الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ،والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ،أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)البقرة،
    والإيمان بالغيب هو الذي ينفع صاحبَه في الحياة الدنيا،قبل الغرغرة، فأما إذا بلغت الروح الحلقوم وعاين العبد ما غاب عنه من قبل ورأى عالم الغيب رأي عين، كأن يُعاين ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب عند الاحتضار، فإن الإيمان حينئذ لا ينفعه،لأنه آمن بما هو مشاهد فلا يكون إيماناً بالغيب،
    وأما علم الغيب فهو مما اختص الله به نفسه وحجبه عن عباده لمصلحتهم،
    قال ابن القيم،رحمه الله،وهو يُبيّن العلم الممنوح للعباد،والعلم الممنوع،كذلك أعطاهم من العلوم المتعلقة بصلاح معاشهم ودنياهم بقدر حاجاتهم كعلم الطب والحساب وعلم الزراعة والغراس، وضروب الصنائع واستنباط المياه، وعقد الأبنية وصنعة السفن واستخراج المعادن، وتهيئتها لما يراد منها، وتركيب الأدوية وصنعة الأطعمة، ومعرفة ضروب الحيل في صيد الوحش والطير،ومعرفة وجوه المكاسب وغير ذلك مما فيه قيام معايشهم،
    ثم منعهم سبحانه علم ما سوى ذلك،أي علم مما ليس في شأنهم ،كعلم الغيب وعلمِ ما كان وكلّ ما يكون،والعلم بعدد القطر وأمواج البحر وذرات الرمال ومساقط الأوراق وعدد الكواكب ومقادِيرها، وعلمِ ما فوق السموات وما تحت الثرى، وما في لجج البحار وأقطار العالم، وما يُكِنُّه الناس في صدورهم،
    وما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد،
    فمن تكلف معرفة ذلك فقد ظلم نفسه وبخس من التوفيق حظه،
    ولم يحصل إلا على الجهل،
    ومن حكمته سبحانه ما منعهم من علم الساعة ومعرفة آجالهم،فلو عرف الإنسان مقدار عمره، فإن كان قصير العمر لم يتهنأ بالعيش، وكيف يتهنأ به وهو يترقب الموت في ذلك الوقت، فلولا طول الأمل لخربت الدنيا،وإنما عمارتها بالآمال، وإن كان طويل العمر وقد تحقق ذلك فهو واثق بالبقاء فلا يبالي بالانهماك في الشهوات والمعاصي وأنواع الفساد، ويقول إذا قرب الوقت أحدثت توبة،وهذا مذهب لا يرتضيه الله تعالى عز وجل،من عباده ولا يقبله منهم
    وكذا سُنة الله عز وجل أن العبد إذا عاين الانتقال إلى الله تعالى لم ينفعه توبة ولا إقلاع،
    إلى أن قال ابن القيم،رحمه الله،أن من حكمة الله ونعمه على عباده أن سـتر عنهم مقادير آجالهم ومبلغ أعمارهم، فلا يزال الكيِّس يترقب الموت وقد وضعه بين عينيه، فينكف عما يضره في معاده، ويجتهد فيما ينفعه ويُسرُّ به عند القدوم،
    وإن الله اختص نفسه بعلم خمسة أشياء، وهذه الخمس سماها الله عز وجل،مفاتح الغيب،كما قال تعالى(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)الأنعام،
    فلا يعلمها نبيٌّ مرسل ولا مَلَكٌ مُقرّب،
    فمن ادّعى علم شيءٍ من هذه الخمس فقد افترى على الله الكذب، وقد قال الله تبارك وتعالى(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)النحل،
    وكذلك سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم،كما في قوله عليه الصلاة والسلام(مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله،لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله)رواه البخاري،
    وقد جاء ذكرها في آخر سورة لقمان في قول الله تعالى(إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)لقمان،
    سبب تسميتها بمفاتيح الغيب،لأنها مفاتيح لما بعدها،فقالوا،
    قيام الساعة،مفتاح لليوم الآخر،
    ونزول الغيث،مفتاح لحياة الأرض،
    وعلم ما في الأرحام،مفتاح لحياة المخلوقات،
    وما تدري نفس ماذا تكسب غداً،مفتاح للأرزاق،
    وما تدري نفس بأي أرض تموت،مفتاح للقيامة الصغرى لكل إنسان بحسبه،
    عن سلمة بن الأكوع قال،كنا مع النبي،صلى الله عليه وسلم،في قبة حمراء إذ جاء رجل على فرس عطوف تتبعها مهرة فقال،من أنت،قال،أنا رسول الله،
    قال،فمتى الساعة،قال(غيب ولا يعلم الغيب إلا الله)
    قال،فمتى يمطر الغيث،قال(غيب ولا يعلم الغيب إلا الله)
    قال،فما في بطن فرسي،قال(غيب ولا يعلم الغيب إلا الله)
    خصوصية الله بعلم الغيب، وصف الله تعالى،نفسه بخصوصية علم الغيب،فقال تبارك وتعالى(قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)النمل،
    وقال عز وجل لرسوله،صلى الله عليه وسلم(قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف،
    ويُنزل الغيث، فلا يعلم عدد قطر الأمطار،ولا متى ينزل المطر إلا الله،
    ويجب على المسلم أن يعتقد جازماً أن الغيث منّةٌ من الله سبحانه وتعالى،
    ويعلم ما في الأرحام، وهذه مما يُشكل على بعض الناس فيظنون أن الطب اليوم توصل لمعرفة ما في الأرحام، وليس الأمر كما ظنوا،
    فالله عز وجل قال(وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ)فلفظ،مَا فِي الأَرْحَامِ،
    فلا يعلم جميع ما في هذه الأرحام إلا الله، ولا يُحيط بها إحاطة شاملة تامة إلا الله عز وجل،
    ثم إنهم لا يعلمون ما في الأرحام إنما يُحاولون ويتوقّعون فيقولون بنسبة كذا ذكر وبنسبة كذا أنثى، ثم قد تقع ما توقعوه وقد لا يقع كما قالوا(إِنْ هُمْ إِلاّ يَظُنُّونَ)
    وقد ثبت في صحيح مسلم،من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري،أنه قال،سمعت رسول الله،صلى الله عليه وسلم،بأذني هاتين يقول، (إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة،ثم يتصور عليها الملك،فيقول،يا رب أذكر أم أنثى،فيجعله الله ذكرا أو أنثى، ثم يقول،يا رب أسوي أو غير سوي،فيجعله الله سوياً أو غير سوي، ثم يقول يا رب ما رزقه،ما أجله،ما خلقه،ثم يجعله الله شقياً أو سعيداً)رواه مسلم،
    وقال ابن مسعود رضي الله عنه،حدثنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم،وهو الصادق المصدوق(إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات،بكتب رزقه،وأجله،وعمله،وشقي أو سعيد)رواه البخاري،ومسلم
    قال تعالى(وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)لقمان،


    اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزِدنا علماً‏،
    سبحانك ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم،نحمدك على نعمة الإسلام، ونشكرك على أن هديتنا للإيمان، ونسألك أن تثبتنا على دينك وطاعتك، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب،
    نسأل الله العظيم بمنه وكرمه أن يوفقنا إلى العمل بمقتضى ما علمنا، وأن لا يميتنا إلا وهو راضٍ عنا،

  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك أخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •