النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: متى تكون النصيحة سراً ومتى تكون علناً

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    متى تكون النصيحة سراً ومتى تكون علناً

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    متى تكون النصيحة سراً ومتى تكون علناً
    يعمل الناصح بما هو الأصلح،إذا رأى أنها سراً أنفع نصح سراً ، إذا رأى أنها في العلن أنفع فعل،إذا كان يعلم من أخيه ذنباً سراً ينصحه سراً لا يفضحه،ينصحه بينه وبينه،أما إذا كان الذنب معلناً يراه الناس مثلاً في المجلس قام واحد بشرب الخمر ينكر عليه،أو قام واحد يدعوا إلى شرب الخمر وهو حاضر أو إلى الربا يقول يا أخي لا يجوز هذا ،
    أما ذنب تعلمه من أخيك أن أخاك يشرب الخمر أو تعلم أنه يتعاطى الربا تنصحه بينك وبينه سراً تقول يا أخي بلغني كذا، تنصحه ،أما إذا فعل المنكر علانية في المجلس وأنت تشاهد المنكر أو شاهده الناس تنكر عليه ، إذا سَكتَّ معناه أنك أقرَّيت الباطل ،فإذا كُنَّا في مجلس ظهر فيه شرب الخمر تنكره إن استطعت ،وكذلك ظهر فيه منكر آخر من الغيبة تقول يا إخواني ترى ما تجوز الغيبة أو ما أشبهه من المعاصي الظاهرة ،إذا كان عندك علم تنكرها لأن هذا منكر ظاهر لا تسكت عليه من باب إظهار الحق والدعوة إلية،
    روى مسلم،أن النبي صلى اللَه عليه وسلم قال(الدين النصيحة،قلنا لمن،قال،لِلَه ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )
    قال ابن رجب رحمه الله،كان السَّلفُ إذا أرادوا نصيحةَ أحدٍ ، وعظوه سراً حتّى قال بعضهم،مَنْ وعظ أخاه فيما بينه وبينَه فهي نصيحة،ومن وعظه على رؤوس الناس فإنَّما وبخه،
    وإنما اعتبر هذا الأصل مراعاة لحق المنصوح في ستره وعدم توبيخه،
    وقال الفضيل،المؤمن يستر وينصح،والفاجر يهتك ويعيِّر،
    فإذا حصل المقصود بالنصح في السر،ولم تكن هناك حاجة إلى العلانية،اكتفينا بالنصح بالسر،
    وإذا لم يحصل المقصود إلا بالعلانية،تعين إعلان النصح،بقدر ما يحقق المصلحة الشرعية،ولم يكتف بالنصح بالسر،
    قال ابن عثيمين رحمه الله،المنكر إذا أعلن فيجب إنكاره علناً، لكن هل يجب تعيين الشخص القائم به،
    هذا ينظر فيه إلى المصلحة، إن اقتضت المصلحة أن نعين الشخص من أجل أن يرتدع عما هو عليه من المنكر،فليذكر بعينه، وإذا كانت المصلحة تقتضي أن يعمم القول،وأن يقال،يوجد من الناس من يفعل كذا، أو ما بال أقوام يفعلون كذا، أو ما شابه ذلك فهو أحسن،فالمهم أن المنكر إذا أعلن يجب إنكاره علناً ، لكن تعيين الفاعل ينظر فيه إلى المصلحة،أما التحذير من هذا الفاعل سراً خوفاً من أن يفتتن به الناس فهذا واجب،
    فقد قال النبي صلى الَله عليه وسلم قال(من رأى منكم منكَراً فليغيره بيده،فإن لم يستطع فبلسانه،فإن لم يستطع فبقلبه،وذلك أَضعف الإيمان)رواه مسلم،
    أن كثيراً من الناس قد انعكس وانقلب وصار فهماً مغلوطاً،إنهم صاروا يفهمون النصيحة أنها تدخل في الحريات الشخصية، ولذلك صارت لا تبذل،لأنها تفهم على أنها تدخل فيما لا يعني الإنسان،
    أنا لا أريد أن يقول لي،من أنصحه،ما دخلك،ولماذا تتدخل في شأني ونحو ذلك،ضاعت النصيحة بسبب انقلاب المفهوم،صرنا نخاف أن نتدخل في شأن رجل على منكر،وأن نوجه كلمة حق إلى إنسان في شر واقع فيه،
    ضاعت هذه النصيحة،لأن بعض الناس يوجهونها بأسلوب خاطئ، كأن يشهر بالمنصوح، أو أن ينصحه على الملأ،
    وهذا مما جعل القصد من الكلام يتغير،والطرف الآخر لا يتقبل، لأنه شهر به ونحو ذلك من الفضائح،أين حديث (المؤمن مرآة أخيه)رواه البخاري،والشعور بالمسؤولية في هذا الموضوع،
    إن نصائحنا يجب أن تكون مبنية على العلم الشرعي، وعلى الدليل، فإن بعض الناس ينصح بجهل،
    وكذلك يجب أن تكون بعيدة عن سوء الظن فإن كثيراً من الناس يسيء الظن بشخص، ثم يكلمه بنصيحة بناء على ذلك، وهذا الرجل بريء،
    وكذلك يجب أن تكون متكلفة بعيدة عن التفاصح، والتعاظم،
    وأسلوب التعالي،هو الذي ينفر المنصوح،
    ولكن الناصح يجب عليه أن يتقيد بآداب الشريعة في النصيحة، فيكون مؤدباً في نصحه،
    إن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غاية الكرم وحسن الكلام،
    هكذا فعل عليه الصلاة والسلام،في قصة الأعرابي الذي بال في المسجد، وراعى درء المفسدة الأعظم الكبيرة، ولذلك فإننا عندما نتذكر قول الله تعالى(فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)طـه،
    تبدأ النصيحة باللين، فإذا تمرد المنصوح انتقل الناصح إلى التهديد بعذاب الله تعالى، وهكذا هي السياسة الحكيمة في النصيحة، وهكذا يكون التدرج فيها،
    هناك فرقاً بين النصيحة والتأنيب، بين النصيحة والتوبيخ، يقول ابن القيم،رحمه الله،إن النصيحة إحسان إلى المنصوح بصورة الرحمة له، والشفقة عليه، والغيرة له وعليه، فهو إحسان محض يصدر عن رحمة، ورقة، ومراد الناصح بها، وجه الله ورضاه، والإحسان إلى خلقه، فيتلطف في بذلها غاية التلطف، ويحتمل أذى المنصوح ولائمته، ويعامله معاملة الطبيب العالم المشفق للمريض المشبع مرضاً، وهو يحتمل سوء خلقه، وشراسته، ونفرته، ويتلطف في وصول الدواء إليه بكل ممكن، فهذا شأن الناصح،
    وأما فالمؤنب،يقصد التعيير والإهانة وذم من أنبّه وشتمه في صورة ناصح مشفق،وليس بالناصح،
    أما الناصح، فإنه ينصح الجميع،لأن المنكر بالنسبة له واحد ما دام منكراً،فلا بد أن يكون هناك إنكار وأن يكون هناك نصيحة،
    ينبغي علينا أن نكون بغاية الحكمة عندما ننصح، وأن يكون المنطلق هو رحمة الخلق، وإقامة الحق، وإرضاء الله عز وجل، وتغيير المنكر، والحرص على مصلحة إخواننا،
    الخلط بين النصيحة والغيبة،إن خلط بعض الناس بين النصيحة والغيبة من الأمور التي أدت بهم إلى ترك النصيحة، إن القصد ما دام طيباً،
    وإن الإنسان المسلم إذا طلبت منه النصيحة يتأكد عليه ذلك، ولا تعتبر غيبة في حقه،
    فإذا وقعت الغيبة على وجه النصيحة لله ورسوله، فهي قربة إلى الله ومن جملة الحسنات، وإذا كانت غيبة مغلفة بقالب نصيحة، وقصد المتكلم أن يذم الآخر ويمزق عرضه فإنها غيبة ولو أخذت قالب النصيحة وشكل النصيحة وهيأتها،
    آداب النصيحة،ثم أننا ينبغي علينا أن ندخل المدخل الجيد فنثني على المنصوح بالخير الذي فيه، ثم نقدم له النصيحة، ونحذره من الشر الذي وقع فيه،وستنقاد إلى الحق، وأنك لن ترد كلامي إذا كان صحيحاً، ونحو ذلك من أنواع التقديم المهمة قبل النصيحة، فإن هذا أحرى بأن يستجاب للناصح،
    وأن الناصح حريص على مصلحة المنصوح، وأنه يريد الخير له،
    فإذا قال الناصح،يا أخي سأنصحك في شيء أنا فيه من المقصرين، وأنت حري بك إن شاء الله أن تقبل كلامي، وأن تحمله على المحمل الصحيح، وأن يكون ذلك بمفرده ما أمكن، وعلى جنب، فإنها إن شاء الله من الوسائل العظيمة التي تقود إلى التقبل،



    اللهم اجعلنا هداة مهتدين دعاة إلى سبيلك ناصحين لعبادك بالحق ناهين عن الباطل،واجعلنا من عبادك المخلصين في القول والعمل،واجعلنا يا ربنا ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه بما يرضيك وترضى به عنّا يا رب العالمين، واجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم.


  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس

    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •