النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أحب البلاد إلى الله مساجدها،وأبغض البلاد إلى الله أسواقها

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    أحب البلاد إلى الله مساجدها،وأبغض البلاد إلى الله أسواقها

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أحب البلاد إلى الله مساجدها،وأبغض البلاد إلى الله أسواقها
    كان من الصحابة من يأتي السوق لإقامة ذِكـرِ الله حال الغفلة،فقد كان ابن عمر يقول(إني كنت لأخرج إلى السوق وما لي حاجة إلا أن أُسلِّم ويُسلَّم عليّ) رواه ابن أبي شيبة،
    أكثري من ذكر الله تعالى في السوق، فقد جاء عن الترمذي وحسنه الألباني في دعاء دخول السوق،عنعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال،من دخل سوقًا من أسواق المسلمين فقال(لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير) كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف الف درجة، وفي رواية،وبنى له بيتاً في الجنة( رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة والحاكم عن ابن عمر،
    وكان بن سيرين يدخل السوق نصف النهار يُكبر ويُسبِّح ويذكر الله تعالى،فقال له رجل،يا أبا بكر في هذه الساعة،قال،إنها ساعةُ غفلة،
    وكانت الأسواق تُذكرهم بالآخرة،فإن ابن مسعود رضي الله عنه، ما خرج إلى السوق فمرّ على الحدادين فرأى ما يُخرجون من النار إلا جعلت عيناه تسيلان،
    وإنما كانوا يحرصون على إقامة ذكر الله في الأسواق لأنها مواطن غفلة ولغو ولهو،ويعظم أجر الذّاكرِ لله في مواطن وأوقات الغفلة، ولذا كانت صلاة الضحى تعدل 360 صدقة،كما في حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم،أنه قال(يُصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة،فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة،وكل تهليلة صدقة،وكل تكبيرة صدقة،وأمر بالمعروف صدقة،ونهي عن المنكر صدقة،ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى)رواه مسلم،
    قال عبد الله بن أبي الهذيل،إن الله ليحب أن يُذكر في الأسواق، وذلك للغط الناس وغفلتِهم،وإني لآتي السوق ومالي فيه حاجة إلا أن أذكرَ الله،
    قال حميد بن هلال،مثل ذاكر الله في السوق كمثل شجرة خضراء وسط شجر ميت،
    فكيف أصبحت أحوالنا مع الأسواق،أصبحنا نُسمّيها،متعة التسوق،
    فنعوذ بالله من أحوال أُناسٍ لا يجدون الراحة والمتعة إلا في مواضع الفتنة،فيُسمّونها،مُتعة التّسوّق،يجدن راحتهم في الأسواق التي هي أبغضُ البلاد إلى الله،وما ذلك إلا لأن المساجد أماكن العبادة وذِكرِ الله عز وجل،بينما الأسواق هي أماكن الغفلة،
    قال النووي،رحمه الله،أحب البلاد إلى الله مساجدها،لأنها بيوتُ الطاعات،وأساسُها على التقوى،والمساجد محل نزول الرحمة،
    وقوله،وأبغض البلاد إلى الله أسواقها،لأنها محل الغش والخداع والربا والأيمان الكاذبة وإخلاف الوعد والإعراض عن ذكر الله،
    وقال عليه الصلاة والسلام(إن التجار هم الفجار،قيل،يا رسول الله أوَ ليس قد أحلَّ الُله البيع،قال،بلى،ولكنهم يُحدِّثون فيكذبون، ويحلفون ويأثمون)رواه الإمام أحمد وغيره، وصححه الألباني،
    وحذّر السلف من كثرة دخول الأسواق، قال سلمان،رضي الله عنه،لا تكونن،إن استطعت،أول من يدخل السوق ،ولا آخر من يخرج منها،فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته)رواه مسلم،
    وقال أبو عثمان،إن السوق مبيض الشيطان ومفرخه،فإن استطعت أن لا تكون أول من يدخلها،ولا آخر من يخرج منها فافعل،
    وفي الأسواق تجتمع الشياطين للتحريش بين الناس وحملِهم على المفاسد سواء ما كان منها في التعامل والمعاملات ، أو ما كان منها في فساد الأخلاق وشَيْن الطبائع،
    النساء فتنة عظيمة لا يأمن الرجل على وفي الحديث(ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)رواه البخاري،ومسلم،وروى الترمذي،وصححه الألباني،
    عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم،أنه قال(المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان)
    بتلك البيوت تعلقت قلوب المحبين لله، وانقطعت إلى ملازمتها لإظهار ذكره فيها، فالملازمين لها رجال(لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ،لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) سورة النور،
    عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) رواه مسلم،
    قوله(أحب البلاد إلى الله مساجدها) لأنها بيوت الطاعات، وأساسها على التقوى،
    ففي المساجد يعبد الله ويوحد، ويثنى عليه ويمجد ويحمد، وفيها يركع له ويسجد، وفيها يذكر الله ويقرأ القرآن، وفيها تقام الصلوات، ومجالس العلم والتعلم، فيذكر الناسي، ويعلم الجاهل، ويرشد الحيران، وما إلى ذلك من الأمور التي من أجلها بنيت المساجد،فلذلك كانت أحب البلاد إلى الله،
    قوله(وأبغض البلاد إلى الله أسواقها)لأنها محل الغش والخداع والربا والأيمان الكاذبة وإخلاف الوعد والإعراض عن ذكر الله وغير ذلك مما في معناه،
    ففي الأسواق النصب والاحتيال والسرقة، والغش والمكر والخديعة، والحلف الكاذب، وفيها معصية الرحمن، وسماع مزامير الشيطان،وفيها مزاحمة الرجال للنساء، والتبرج والسفور، وخلوة المرأة بالبائعين، بل وفيها الشيطان حيث ينصب رايته فيها، فيسول الشر ويزينه ويحسنه، ويكره الخير ويبغضه إلى قلوب الناس، فتلك وظيفته(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ،إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)سورة ص،
    وأخرج مسلم في صحيحه،عن سلمان الفارسي رضي الله عنه- قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان، وبها ينصب رايته)
    فينبغي التقليل من دخول الأسواق التي فيها منكرات، وإن اضطر الإنسان إلى دخولها فليدخلها وهو متأدب بآداب السوق،من الدعاء، وغض البصر، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما إلى ذلك من الآداب الإسلامية،
    ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم- قد شبه السوق بساحة معركة بين الشيطان وبين بني آدم،
    فلذلك كانت الأسواق من أبغض البقاع إلى الله، فينبغي أن تكون الأسواق من أبغض البقاع إلى عباد الله الذين يحبون الله، فإن من أحب شيئاً أحب ما يحبه، وكره ما يكرهه،
    بل المساجد فيها الفضل والبركة، بما يمن الله فيها على عباده بمغفرة الذنوب،فقد جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة،رضي الله عنه- قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة)
    وقد جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله(ورجل قلبه معلق بالمساجد)رواه البخاري ومسلم،
    والمجتمعين فيه لمدارسة كتاب الله تنزل عليهم السكينة، وتغشاهم الرحمة، وتحفهم الملائكة، ويذكرهم الله فيمن عنده،
    كما جاء بذلك الحديث الذي أخرجه مسلم ،عن أبي هريرة رضي الله عنه،عن النبي -صلى الله عليه وسلم،قال(وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة،وحملتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)رواه أحمد،والنسائي وابن ماجه،وصححه الألباني،
    فعلينا جميعاً أن نكثر من البقاء في المساجد فإنها أحب البقاع والبلاد إلى لله، كما علينا أن نحذر من كثرة البقاء في الأسواق فإنها من أبغض البلاد إلى الله)

    نسأل الله لنا ولهم الهداية اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.


  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •