بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المؤمن يكتسب طيب المال،ويبحث عن أسباب الحلال،يقول الله جلَّ وعلا(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)
ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم،حذرنا من المكاسب الخبيثة فقال(إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ جل وعلا(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)
الرشوة تكون في الوظائف،حيث يقوم الشخص بدفع الرشوة للمسؤول عن الوظيفة فيعينه رغم استحقاق غيره،فإنّه خيانة للأمانة، حيث ينبغي أن يوظّف الأصلح والأكفأ،
فالراشي الذي يعطي من يعينه على الباطل، والمرتشي الآخذ، والرائش الذي يسعى بينهما يستزيد لهذا ويستنقص لهذا
الفرق بين الرشوة والهدية، أن الرشوة والهدية قد يتشابهان في الصورة لكن الفرق الرئيس بينهما هو في القصد والباعث على كلٍّ منهما،حيث قصد المهدي في الأساس استجلاب المودة والمعرفة والإحسان،
وعرفها البدر الزركشي( الرشوة أخذ المال ليحق به الباطل أو يبطل الحق)
وهي حرام، وجاء في شأنها اللعن لآكلها
إن من شر المكاسب وأخبث الأموال ما يأخذه الراشي من رشوة، تلك الرشوة مكسب خبيث مال محرم عواقبه سيئة في الدنيا والآخرة،
ففي الدنيا محق البركة وعدم التوفيق للخير،وفي الآخرة الإبعاد عن رحمة الله،
ولهذا جاءت الشريعة بتحريم ذلك،والنهي عنه وترتيب الوعيد الشديد عليه،
ونبينا صلى الله عليه وسلم،حذرنا من هدايا العمال وهو ما يأخذه صاحب العمل في أي عمل كان فوق ما خصص له من مخصص لا يكفيه راتبه المحدد بل يتطلع إلا ما بأيدي الناس،فعن أبي عن أبي هريرة رضي الله قال،عن صلى الله عليه وسلم قال(لعنة الله على الراشى والمرتشى)رواه الترمذي،وأحمد،
وفي لفظ،والرائش،وهو الوسط بين الراشي والمرتشي والسمسار الذي ينقل وقرب بين الفريقين فلعنه صلى الله عليه وسلم لكونه شريكاً في الإثم والعدوان والله يقول(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
هذه الرشوة بلاء عظيم، ومرض فتاك في المجتمع، متى انتشر في المجتمع ضعف الأداء وقل الإنتاج،
فإن الرشوة حرام لأنه أخذ مال بغير حق ظلماً وعدوانا،
لا دين لا حياء لا خوف من الله،وهذا من أعظم الأخطار وأشدها،
فالدافع ملعون والأخذ ملعون والمتوسط بينهما شريك في الإثم والعدوان،فهو مكسب خبيث محرم،
إن هذه الرشوة أيضاً تبعدك عن الله جل وعلا،تنقطع صلتك بربك حيث أن دعاءك لا يستجاب،لأن أكل الحرام سبب حجب إجابة دعاءك تدعو فلا يستجاب لدعائك وهذا من أعظم البلايا والأضرار،فليتقي المسلم ربه، وليحفظ دينه،
حقيقة الرشوة، دفع مال لإبطال حق أو إحقاق باطل فتلك الرشوة الملعون أخذها ودافعها،
إن هذه الرشوة من ضعف الإيمان، فضعف الإيمان في قلب بعض الناس يؤدي إلى أن يضحي بكل مصالح الأمة في سبيل مادة يأخذها فهذا ضعف الإيمان،
إذ لو كان الإيمان صادقاً حب لإخوانه ما يحب لنفسه وكره لهم ما يكره لنفسه،
ومن أسبابها أيضاً الأنانية والطمع والجشع وعدم القناعة بما قسم الله له،
ومن أسبابها فقد الرقابة القوية الصارمة على أولئك المفسدين،
فإن هؤلاء المرتشين يجب التشنيع بهم،والكشف عن حقائقهم ليكونوا عبرةً لغيرهم حتى تهتم الأمة بأمنها وطمأنينتها ومصالحها العامة،
أما هؤلاء فيجب أن يوقف عند حدهم وأن ينزل عقوبة تردعهم ليعلموا أن الأمة يقظة منتبه لا ترضى أن يكون من بين أبناءها شاذين في أمورهم لا يبالون مصالح أمتهم وحاضرها ومستقبلها،
وبإمكان الأمة أن تكافح هذا البلاء بتعظيم حرمات الله في قلب العباد، فإن تعظيم حرمات الله يمنع المسلم من الحرام(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)
فلنتقي الله في أنفسنا، ولنتقي الله في مكاسبنا، ولنراقب الله في أقوالنا وأعمالنا،
ولنعلم أن هذه المادة إذا أخذت بغير حق فإنها سحتٌ وبلاءٌ ومحقٌ في الدنيا والآخرة،
أترضى لنفسك أن تكون تحت لعنة الله الرسول يقول(لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الرَّاشِى وَالْمُرْتَشِى)فكيف ترضى لنفسك أن تحل بك لعنة الله وغضبه،
وحقيقة اللعن الإبعاد والطرد عن رحمة الله،والرشوة كبيرة من كبائر الذنوب،
فإن المال الحرام التي تكسبه لا خير فيه،تحل بك المصائب وتحيط بك الكربات وتنزل بك الأمراض والأوجاع فتلجأ إلى الله لكشف ضرك ورفع بلاءك ولكن أموالك أموال محرمة ومكاسب خبيثة فدعاءك لا يستجاب، بلاءك لا يزال أنت شقي بهذا تعذب يوم القيامة وتصلى ناراً تلظى لما كسب يداك من هذا المكسب الخبيث، فتقي الله في نفسك،
ان الرشوة هي من ضيعت ذمم الكثير من الناس لما فيها من اخفاء الحق واظهار الباطل وهي تفسد اخلاق الناس وتذهب الذمم،
اللهم إنا نسألك أن تصلح لنا أعمالنا وتغفر لنا ذنوبنا وأن ترزقنا الفوز في الجنة،وابعد عنا الراشي والمرتشي يارب،
اللهم آميـن.
|
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr
