النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: رفقاً بالمنصوحين وقولا ليناً

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    رفقاً بالمنصوحين وقولا ليناً

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    رفقاً بالمنصوحين وقولاً ليناً
    الرفق هو التلطف في الأمور،والبعد عن العنف والشدة والغلظة،وقد أمر الله سبحانه بالتحلي بخلق الرفق في سائر الأمور،
    فقال تعالى(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فصلت،
    قال ابن القيم رحمه الله،وهو الرفيق يحب أهل الرفق،
    وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي،ومن أسمائه سبحانه الرفيق،وهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني فالأمور والتدرج فيها،
    وضده العنف،الذي هو الأخذ فيها بشدة واستعجال،فالله تعالى رفيق في أفعاله حيث خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئاً فشيئاً بحسب حكمته ورفقه،مع انه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة،وهو سبحانه رفيق في أمره ونهيه فلا يأخذ عباده بالتكاليف الشاقة مرة واحدة،بل يتدرج معهم من حال إلى حال حتى تألفها نفوسهم وتأنس إليها طباعهم،
    فالمتأني الذي يأتي الأمور برفق وسكينة،اتباعاً لسنن الله في الكون واقتداء بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    تتيسر له الأمور وتذلل الصعاب,والى كل ناصح مرشد مشفق نقول،رفقاً بالمنصوحين وقولا ليناً،فإن في ذلك مدعاة لقبول نصحكم والاهتمام به،
    رفق النبي صلى الله عليه وسلم،كان النبي صلى الله عليه وسلم،أرفق الناس وألينهم،أتى إليه أعرابي، وطلب منه عطاءً،وأغلظ له في القول،فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم،في وجهه،ثم أعطاه حمولة جملين من الطعام والشراب،
    وعن السيدة عائشة،رضي الله عنها،عن رفق النبي صلى الله عليه وسلم،فتقول،ما خُير رسول الله صلى الله عليه وسلم،بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً،فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه،
    وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم،لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله،فينتقم لله )متفق عليه،
    وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه(يسروا ولا تعسروا،وبشروا ولا تنفروا)متفق عليه،
    ومن الرفق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها،
    الرفق خلق عظيم،وما وجدَ في شيء إلا حسنه وزينه،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه (حسنه وجمله)ولا ينزع من شيء إلا شانه (عابه)رواه مسلم،
    الرفق بالناس، فالمسلم لا يعامل الناس بشدة أو عنف أو جفاء،وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة،قال تعالى(لَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ)آل عمران،
    والمسلم لا يُعير الناس بما فيهم من عيوب،بل يرفق بهم، رُوِي أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(لا تُظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك (أي،يصيبك بمثل ما أصابه) الترمذي،
    والمسلم لا يسب الناس، ولا يشتمهم، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال(سباب المسلم فسوف وقتاله كفر)متفق عليه،
    الرفق بالخدم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،رفيقًا بالخدم،وأمر من عنده خادم أن يطعمه مما يأكل،ويلبسه مما يلبس،ولا يكلفه ما لا يطيق،فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه،يقول صلى الله عليه وسلم،في حق الخدم(من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه (يجعله حرًّا) رواه مسلم،
    الرفق بالحيوانات،نهى الإسلام عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل شيء فيه روح، وقد مَرَّ أنس بن مالك على قوم نصبوا أمامهم دجاجة، وجعلوها هدفًا لهم، وأخذوا يرمونها بالحجارة،
    مر ابن عمر،رضي الله عنهما،على فتيان من قريش، وقد وضعوا أمامهم طيراً،وأخذوا يرمونه بالنبال،فلما رأوا ابن عمر تفرقوا،فقال لهم،من فعل هذا،لعن الله من فعل هذا،إن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(لعن من اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً (هدفًا يرميه)رواه مسلم،
    فضل الرفق، حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الرفق،في الحديث الصحيح(إن الله رفيق يحب الرفق,وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف)قال النبي صلى الله عليه وسلم(ألا أخبركم بمن يحرم على النار،أو بمن تحرم عليه النار،تحرم النار على كل قريب هين لين سهل)رواه الترمذي وأحمد،
    فهل تأملتم خطاب الله جل وعلا،لكليمه موسى
    وأخيه هارون عليهما السلام في،قوله تعالى(اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)
    أي اذهبا إلى فرعون الطاغية الذي جاوز الحد في كفره وطغيانه وظلمه وعدوانه فقولا له قولاً لينا
    أي،سهلاً لطيفاً برفق ولين وأدب في اللفظ، من دون فحش ولاغلظة في المقال،او فظاظة في الأفعال، لعله بسبب القول اللين يتذكر ما ينفعه فيأتيه،أو يخشى ما يضره فيتركه فإن القول اللين داع،لذلك والقول الغليظ منفر عن صاحبه،وقد فسر القول اللين في قوله تعالى(فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ،وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ)
    فإن في هذا الكلام من لطف القول وسهولته،وعدم بشاعته،فإن كان أسلوب الخطاب لذلك الطاغية فكيف بإخوانكم المسلمين،
    رسالة إلى كل ابن نقول،رفقا بوالديكما وقولا لهما قولاً ليناً،فإذا كان الرفق مطلوب مع الآخرين فهو مع الوالدين أوجب وأولى،بل إن التأفف في وجههما إثم وقطيعة،
    وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان فأحسن صحبتهما وأرفق بهما فانهما باب من أبواب الجنة،هل سمعت بوصيته تعالى لك،في قوله جل وعلا (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًاً،وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)
    إلى كل الأزواج رفقا بزوجاتكم ورحمة بهن، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،أرفق وارحم بعائشة رضي الله عنها من أبيها أبو بكر رضي الله عنه،
    حينما جرى بينها وبين،رسول الله صلى الله عليه وسلم،كلام حتى دخل أبو بكر حكما بينهما،فقال النبي صلى الله عليه وسلم(تكلمي أو أتكلم)فقالت رضي الله عنها،تكلم أنت ولا تقل إلا حقاً،فلطمها أبو بكر رضي الله عنه،حتى أدمى فاها،وقال لها،أو يقول غير الحق يا عدوة نفسها،فاستجارت برسول الله صلى الله عليه وسلم،وقعدت خلف ظهره،فقال النبي صلى الله عليه وسلم،إنا لم ندعك لهذا , ولم نرد منك هذا)صحيح البخاري،
    فقد كان الزوج العظيم أرفق بزوجته،من أبيها و أحلم عليها منه وأشفق عليها،
    فهل اقتديتم برسول الله صلى الله عليه وسلم،
    إلى كل الزوجات، رفقاً بأزواجكن ورحمة بهم تقديراً لظروفهم ،وعدم الإثقال على كاهلهم وتكليفهم بما لا يستطيعون،وليكن لنا في أمهات المؤمنين رضي الله
    عنهن قدوة حسنة،حينما آثروا واختاروا الباقية على
    الفانية بعد ان خيرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله تعالى ( إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا، وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا)
    عن عائشة رضي الله عنها قالت،إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال اليهود، السام عليكم،أي(الموت عليكم )فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم،وعليكم قالت عائشة رضي الله عنها،السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم،مهلا يا عائشة،عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش،فقالت عائشة رضي الله عنها،أو لم تسمع ما قالوا فقال الرسول صلى عليه وسلم(أو لم تسمعي ما قلت رددت عليهم (فيستجاب لي ولا يستجاب لهم في )رواه البخاري،ومسلم،لا تكوني فاحشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش،

    اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين في القول والعمل ومن الناصحين لعبادك،والمنتصحين،واجعلنا يا رب ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه بما يرضيك وترضى به عنّا يا رب العالمين.

  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

  4. #4
    عضو
    رقم العضوية
    49560
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    61
    اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين في القول والعمل ومن الناصحين لعبادك،والمنتصحين،واجعلنا يا رب ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه بما يرضيك وترضى به عنّا يا رب العالمينï»؟.

  5. #5
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماسه111 مشاهدة المشاركة
    اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين في القول والعمل ومن الناصحين لعبادك،والمنتصحين،واجعلنا يا رب ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه بما يرضيك وترضى به عنّا يا رب العالمينï»؟.

    بارك الله فيج وفي ميزان حسناتج اختي الغاليه
    ويزاااج ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •