النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: اليد العليا خير من اليد السفلى

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    اليد العليا خير من اليد السفلى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    عن حكيم بن حزام رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(اليد العليا خير من اليد السفلى،وبدأ بمن تعول،وخير الصدقة عن ظهر غني،ومن يستعفف يعفه الله،ومن يستغن يغنيه الله)أخرجه البخاري،ومسلم، وصححه الألباني،
    قوله،صلى الله عليه وسلم(اليد العليا خير من اليد السفلى) والمقصود به،أن يد المعطي أفضل من يد الآخذ،
    فالإنسان يبدأ بمن يعول، يعني بمن يلزمه نفقته،فالإنفاق على الأهل أفضل من الصدقة على الفقراء،لأن الإنفاق على الأهل صدقة وصلة وكفاف وعفاف، فكان ذلك أولى،والإنفاق على نفسك أولى من الإنفاق على غيرك، كما جاء في الحديث(ابدأ بنفسك فتصدَّق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك)رواه مسلم،
    وقوله صلى الله عليه وسلم(وابدأ بمن تعول)والمقصود بمن تعول،زوجتك،وولدك،وكل من تحت يده ممن استرعاه الله،عز وجل،إياهم فهؤلاء هم من يعولهم، من يجب عليه نفقتهم،في الأمور الضرورية من الملبس والمأكل والمشرب، في ضروراتهم، وما زاد على ذلك من غير إسراف،أما التوسع الزائد الذي يفسد نفوسهم ويورثهم شيئاً من البطر والزهد في النعمة، وما إلى ذلك فمثل هذا لا يحمد،
    وكذلك أيضاً الوالد والوالدة، يعني، الآباء،إذا كانوا يحتاجون إليه، فإنه يجب عليه أن ينفق عليهم،
    ثم قال،صلى الله عليه وسلم(ومن يستعفف يعفه الله) يستعفف، بمعنى أنه يتعفف لا يسأل الناس،ولا يمد يده لأحد، ولا يحتاج إلى المخلوقين، فإن الله،عز وجل،يعينه ويغنيه عن خلقه أجمعين،
    أما الذي يمد يده ويسأل الناس، ويُنزل بهم حاجاته وضروراته وفقره فمثل هذا،قد لا تُسد جوعته،ولا ينتهي فقره، وإنما يبقى في حال من البؤس،لأنه أنزل حاجته بمخلوق فقير ضعيف،
    (ومن يستغن يغنه الله) يستغن،عن المخلوقين،فيكفيه الله،عز وجل، حاجاته،
    فإذا فهم الإنسان هذا المعنى فإنه يطمئن إلى ألطاف الله،وأنه سينزل عليه من الصبر والعون والمدد ما يحصل به كفايته،والله،عز وجل،لا ينزل بعبده مكروهاً ليكسره،وإنما يبتلى الناس على قدر دينهم وإيمانهم،
    عن حكيم بن حزام،رضي الله عنه،قال،سألت رسول الله،صلى الله عليه وسلم،فأعطاني،ثم سألته فأعطاني،ثم سألته فأعطاني،ثم قال يا حيكم(إن هذا المال خضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه،ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه،وكانَ كالذي يأكل ولا يشبع،واليد العلياَ خير من اليد السفلى)
    قال حكيم،فقلت يا رسول الله،والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحداً بعدك شيئاً،حتى أفارق الدنيا،
    فكان أبو بكر،رضي الله عنه،يدعو حكيماً ليعطيه العطاء، فيأبى أن يقبل منه شيئاً،
    ثم إن عمر،رضي الله عنه،دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل. فقال يا معشر المسلمين،أشهدكم على حكيم، إني أعرض عليه حقه الذي قسمه الله له في هذا الفيء فيأبى أن يأخذه،فلم يرزأ حكيم أحداً من الناس بعد النبي،صلى الله عليه وسلم،حتى توفي،رضي الله عنه)البخاري،ومسلم،
    كان النبي،صلى الله عليه وسلم،أحسن الناس خلقاً، وأهداهم إلى الخير طرقاً، فهو الذي لايرد سائلاً، ولا يخيب مؤملاً، ولا يمسك المال حباً فيه، وحرصاً عليه،ولا ينفقه إلا في وجوه البر والإحسان، كما يأمره الله، فيتألف به القلوب،
    فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، أي بغير شره ولا إلحاح،
    وفي رواية،بطيب نفس في الإعطاء لا في الأخذ،
    وقوله(لم يبارك له فيه)ومعناه،إذ لم يمنع نفسه المسألة ولم يصن ماء وجهه لم يبارك له فيما أخذ وأنفق،
    فالمكثر من الدنيا لا يقنع بما يحصل له منها بل همته جمعها،
    قوله كالذي،يأكل ولا يشبع،أي،لأنه يأكل من سقم كلما أكل ازداد سقماً ولا يجد شبعاً،
    اليد العليا خير من اليد السفلى،والعليا هي المنفقة والسفلى هي السائلة،وذلك لما يدخل على السائل من ذل السؤال, ومن ذل الرد إذا لم يعط,
    مدح القرءان العظيم أهل الصفة من تعففهم حيث قال ربنا تبارك وتعالى﴿لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍفَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾البقرة،
    هؤلاء الذين تعفّفوا عن المسألة، تعفّفوا عن طلب المال من الناس فيحسبهم من لا يعرف حالهم أغنياء لإظهارهم التجمل وتركهم المسألة،أي طلب المال،
    فالعفة هي الامتناع عن سؤال الناس، ففي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم(من يستعف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله،ولن تعطوا عطاء خيرا وأوسع من الصبر)متفق عليه،
    والتعفف،يشمل كذلك العفة عن الحرام وعدم الوقوع في الزنا،
    يقول صلى الله عليه وسلم(ثلاثة حق على الله عونهم،المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء،والناكح الذي يريد العفاف) رواه الترمذي،والنسائي،وابن ماجه،وأحمد،وحسنه الألباني،


    اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك
    اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن،والعجز والكسل،والبخل والجبن،وضلع الدين وغلبة الرجال.

  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

  4. #4
    عضو
    رقم العضوية
    49560
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    61
    اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك
    اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن،والعجز والكسل،والبخل والجبن،وضلع الدين وغلبة الرجال.

  5. #5
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماسه111 مشاهدة المشاركة
    اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك
    اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن،والعجز والكسل،والبخل والجبن،وضلع الدين وغلبة الرجال.
    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •