النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: تفسير،قال الله،إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    تفسير،قال الله،إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه
    عن أبي هريرة رضي الله عنه،أن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال(قال الله،إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه،وإذا كره لقائي كرهت لقاءه)رواه البخاري،ومسلم،
    وقد جاء تفسير الحديث ففي البخاري،أن عائشة رضي الله عنها ظنت أن المقصود منه كراهة الموت،فقالت للنبي،صلى الله عليه وسلم(إنا لنكره الموت فقال(ليس ذاك،ولكن المؤمن إذا حضره الموت ، بشر برضوان الله وكرامته،فليس شيء أحب إليه مما أمامه،فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه،وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته،فليس شيء أكره إليه مما أمامه،كره لقاء الله وكره الله لقاءه)
    وفي رواية مسلم،قالت عائشة رضي الله عنها،عن معنى الحديث،إذا شخص البصر،وحشرج الصدر،واقشعر الجلد، وتشنجت الأصابع،فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه،
    لقاءُ الله ما أعظمه من لقاء،يحتاج إلى العمل الصالح من العبد،إلى التوحيد و الإخلاص في القول والعمل،والصدق مع الله ،يحتاج إلى استغلال الأوقات في طاعة الله والقرب منه،
    أعوامٌ تأتي،وأعوامٌ تذهب،حتى يأتيَ ذلك اليوم الذي يكون الاتحالُ النهائي من هذه الدنيا إلى دار الآخرةِ الدارِ الباقيةِ والدارِ الخالدةِ (وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ )الأعراف،
    وتبع عبد الرحمن جنازة في يوم من الأيام فحدَّث بهذا الحديث، فأكب القوم يبكون،فقال،ما يبكيكم فقالوا،إنا نكره الموت،قال،ليس ذلك،ولكنه إذا حَضَر(فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ،فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ)الواقعة،فإذا بُشِّر بذلك أحب لقاء الله،والله للقائه أحب،
    (وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ،فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ)الواقعة،
    فإذا بُشِّر بذلك يكره لقاء الله،والله للقائه أكره)رواه أحمد،وحسنه الألباني،
    ولذا فإن العبد الصالح إذا حُمِل فإنه يطالب حامليه بالإسراع به إلى القبر شوقاً منه إلى ما أعده الله له من النعيم،وأما غير الصالح فينادي بالويل والثبور من المصير الذي سيقدم عليه،يقول،صلى الله عليه وسلم(إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم،فإن كانت صالحة قالت،قَدِّموني،وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها،يا ويلها أين يذهبون بها،يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ،ولو سمع الإنسان لصعق )رواه البخاري،
    فمن منا باع نفسه لله،وانتصر على شيطانه وهواه،ونال رضا الله وهُداه،فاجتهد بأعماله ليفوز مع الفائزين وينجو مع الناجين،فصلّى لربه وصام،وتصدّق بماله وابتعد عن فعل الحرام،ووصل رحمه وواسى الفقراء والأيتام،وابتعد عن أذية المسلمين،ومن منا غلبه شيطانه واتّبع هواه،وغرته نفسه وعمّت مصائبه وبلواه،سيء في تعامله مع ربه،سيء في تعامله مع نفسه،ومع أهله وجيرانه وإخوانه والمسلمين،
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ،ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )الحشر،
    نحن بحاجة إلى وقفة مع أنفسنا في الدنيا حتى ننظر ما قدمناه لغد، كم مضى عليك أيتها النفس من عام،
    ماذا تكلم هذا اللسان،وماذا رأت هذه العين،وماذا سمعت هذه الأذن ،وأين مشت هذه القدم،وبماذا بطشت هذه اليد(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً )الكهف،
    كل الناس موقنون بالموت،مسلمهم وكافرهم،صغيرهم وكبيرهم،ما من أحد منهم يحدث نفسه بالخلود،ولا يدري كم بقي على هذا اللقاء من وقت ومن زمن(فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً )الكهف،
    ذكِّر نفسَك بحقيقة الدنيا التي تهفو إليها النفوس،ذكّرها بأنّ أيامَها ماضية،وزهرتَها ذائبة،وزينتَها فانية،مسَرّاتَها لا تدوم،ذكِّرها بالنعيم المقيم في جنّات الخلود(أُكُلُهَا دَائِمٌ وِظِلُّهَا )الرعد،
    وقد جاء في السنة في حديث البراء بن عازب،يقول،صلى الله عليه وسلم(إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة،نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه،كأن وجوههم الشمس،معهم كفن من أكفان الجنة،وحنوط،وهو ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم،من حنوط الجنة،حتى يجلسوا منه مد البصر،ثم يجيء ملك الموت عليه السلام،حتى يجلس عند رأسه فيقول،أيتها النفس الطيبة،وفي رواية المطمئنة،اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان،قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فيِّ السقاء،
    وإن العبد الكافر،وفي رواية الفاجر،إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة،نزل إليه من السماء ملائكة،سود الوجوه،
    غلاظ شداد،معهم المسوح (من النار)وهو كساء غليظ من الشعر والمراد الكفن،فيجلسون منه مدَّ البصر،ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه،فيقول،أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب،قال فتفرق في جسده،فينتزعها كما ينتزع السفود،وهي حديدة ذات شعب متعددة،من الصوف المبلول،فتقطع معها العروق والعصب )رواه أحمد،
    ومن منا لم تشتاق نفسه إلى الرحيل من دنيا زائله إلى حياة باقيةومن منا لم تشتاق نفسه لرؤية الرحمن،


    اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي،وتوفني وأنت راض عني،وإجعل آخر كلامي من هذه الدنيا الفانية أشهد أن لا ﺇﻟـه ﺇلا الله،وأن محمد حبيبنا صلى الله عليه وسلم رسول الله،
    اللهـم اّمين يارب العالمـين.

  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس

    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

  4. #4
    عضو
    رقم العضوية
    49560
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    61
    جزاك الله خيرااا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •