النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ابن الرومي، وإيليا أبوماضي

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    محاور إقتصادي الصورة الرمزية <اضرب واشرد>
    رقم العضوية
    33530
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    13,625

    ابن الرومي، وإيليا أبوماضي

    السلام عليكم

    أعجبتني قصيدتان، وسبب جمالِهِما (تفاصيل التفاصيل) التي غرق فيها الشاعر، وبلغة التصوير الفوتوغرامي (عمل تقريبZoom) بدرجة عالية، فكانت أبيات مسلية ممتعة.

    الأولى لابن الرومي، وتحكي عن حياته وهمومها، وبشكل خاص في الأسفار برا وبحرا، وعن الأجواء والطقس صيفا وشتاء.
    والثانية لإليا أبوماضي، وهي قصة رمزية عن زهرة سجينة

    ______________________

    1) ابن الرومي، ولد في بغداد (221هـ - 283هـ)
    https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7...88%D9%85%D9%8A

    القصيدة من 182 بيتا
    http://www.adab.com/modules.php?name...=13117&r=&rc=7

    والأبيات التالية من البيت 7 إلى 76
    وكتبت معاني بعض الكلمات مستعينا بـ http://www.almaany.com
    وشرحت بعض الأبيات حسب فهمي.


    ومن يلقَ ما لاقيتُ في كل مجتنىً .. من الشوك يزهدْ في الثمار الأَطايبِ
    أذاقتنيَ الأسفارُ ما كَرَّه الغِنَى .. إليَّ وأغراني برفض المطالبِ
    فأصبحتُ في الإثراء أزهدَ زاهدٍ .. وإن كنت في الإثراء أرغبَ راغبِ
    حريصاً جباناً أشتهي ثم أنتهي .. بلَحْظي جناب الرزق لحظَ المراقبِ
    (اللحظ: النظر بطرف العين، عن يمين أو يسار.)
    ومن راح ذا حرصٍ وجبنٍ فإنه .. فقيرٌ أتاه الفقرُ من كل جانبِ
    ولما دعاني للمثوبة سيّدٌ .. يرى المدح عاراً قبل بَذْل المثَاوبِ
    (المثوبة: الجزاء والمكافأة)، أي يرى المدح عارا قبل بذل جزاء هذا المدح، من العمل والفعل.
    تنازَعَنِيْ رغْبٌ ورهْبٌ كلاهُما .. قويٌّ وأعياني اطِّلاعُ المغايبِ
    (رغْب ورهْب: رغَب ورهَب، سكَّن الحرف الثاني للضرورة الشعرية)
    فقدمتُ رجلاً رغبةً في رغيبةٍ .. وأخّرتُ رجلاً رهبةً للمعاطبِ
    أخافُ على نفسي وأرجو مَفازَها .. وأستارُ غَيْب اللّهِ دونَ العواقبِ
    ألا من يريني غايتي قبل مذهبي .. ومن أين والغاياتُ بعد المذاهبِ
    (مذهبي: ذهابي)
    ومِنْ نكبةٍ لاقيتُها بعد نكبةٍ .. رَهِبتُ اعتساف الأرضِ ذاتِ المناكبِ
    (اعتساف الأرض: المشي فيها على غير هدى ودليل، المناكب: المنكب الموضع المرتفع من الأرض)
    وصبرِيْ على الإقتار أيسرُ مَحْملاً .. عليَّ مِنَ التغرير بعد التجاربِ
    (الإقتار: الفقر وضيق العيش)
    لقِيتُ من البَرِّ التّباريحَ بعدما .. لقيتُ من البحر ابيضاضَ الذوائبِ
    (التباريح: الشدائد والمشقة. الذوائب: شعر مقدَّم الرأَس، والمفرد ذؤابة)
    سُقيتُ على ريٍّ به ألفَ مَطْرةٍ .. شُغفتُ لبغضِيها بحبّ المجَادِبِ
    (لبغضيها: لبغضي إياها. المَجَادب: جمع مُجدب وهو المكان القاحل) أي: شغبتُ بحب المجادب لبغضي تلك الأمطار الغزيرة، التي لا تنزل إلا في وقت ري لا أحتاج فيه للمطر.
    ولم أُسْقَها بل ساقَها لمكيدتي .. تَحامُق دهرٍ جَدَّ بي كالمُلاعبِ
    إلى اللَّه أشكو سخفَ دهري فإنه .. يُعابثني مذ كنت غيرَ مُطائبِ
    أبَى أن يُغيثَ الأرضَ حتى إذا ارتمتْ .. برحلي أتاها بالغُيوثِ السواكبِ
    (ارتمت الأرض برحلي: رمت بها، طوَّحت بها-رمتها بعيدا-)
    سقى الأرضَ من أجلي فأضحتْ مَزِلَّةً .. تَمايَلُ صاحيها تمايُلَ شاربِ
    لتعويقِ سيري أو دحوضِ مَطيَّتي .. وإخصابِ مُزوَرٍ عن المجد ناكبِ
    (دحوض: إنزلاق. ازور عن المجد: مال وانحرف، فهو مُزوَر)
    فملتُ إلى خانٍ مُرثٍّ بناؤُه .. مميلَ غريقِ الثوبِ لهفانَ لاغِبِ
    (خانٍ:فندق،حانوت،متجر، ويقصد هنا فندق. مرث: رديء بالي. لاغب: لَغِبَ الرجل أي تعب تعبا شديدا)
    فلم ألقَ فيه مُستراحاً لمُتعَبٍ .. ولا نُزُلاً أيانَ ذاك لساغِبِ
    (ساغب: جائع)
    فما زلتُ في خوفٍ وجوعٍ ووحشةٍ .. وفي سَهَرٍ يستغرقُ الليلَ واصبِ
    (واصب: دائم لاينقطع، قال تعالى: {ولهم عذاب واصب})
    يؤرِّقني سَقْفٌ كأّنيَ تحته .. من الوكفِ تحت المُدْجِنات الهواضبِ
    (كأنِّيَ: كأنِّيْ، نصب الياء لضرورة وزن البيت. الوكف: تقاطر السقف بالمطر. المدجنات الهواضب: الغيوم الممطرة ..... أدجنتِ السماء أي كثر سحابها ودام مطرها، أدجنَ اليوم: كان فيه غيم كثيف، أدجن الليل: اشتد ظلامه، أدجن المطر: دام. هَضَبَت السماء: أمطرت مطرا غزيرا مستمرا أياما)
    تراهُ إذا ما الطينُ أثقلَ متنَهُ .. تَصِرُّ نواحيه صريرَ الجنادبِ
    (تَصِرُّ: الصرير صوت الحديد والزجاج والقلم والجندب والأسنان حين تحك ببعضها، وغيرها) يقول: السقف يَصِر بعد المطر، لعله يقصد صرير الأخشاب أو الخيزران إذا ثقُلَ الطين -مادة بنائه-
    وكم خَانِ سَفْرٍ خَانَ فانقضَّ فوقهم .. كما انقضَّ صقرُ الدجنِ فوق الأرانبِ
    ولم أنسَ ما لاقيتُ أيامَ صحوِهِ .. من الصّرِّ فيه والثلوج الأشاهبِ
    (الأشاهب: البيضاء والمفرد أشهب)
    وما زال ضاحِي البَرِّ يضربُ أهلَهُ .. بسوطَيْ عذابٍ جامدٍ بعد ذائبِ
    فإن فاته قَطْرٌ وثلجٌ فإنه .. رَهينٌ بسافٍ تارةً أو بحاصبِ
    (سافٍ: فاعل سَفَّ ويقصد الريح تسف التراب، حاصب: فاعل حَصَبَ والحاصب الريح الشديدة تحمل الحصى والتراب)
    فذاك بلاءُ البرِّ عنديَ شاتياً .. وكم ليَ من صيفٍ به ذي مثالبِ
    (عنديَ وليَ: نصب الياء للضرورة. مثالب: عيوب)
    ألا رُبَّ نارٍ بالفضاء اصطليتُها .. منَ الشَّمسِ يودي لَفْحُهَا بالحواجبِ
    إذا ظلتِ البيداءُ تطفو إِكامُها .. وترسُبُ في غَمْرٍ من الآلِ ناضبِ
    (إكامها: جمع أكَمَة وهي الهضبة، الآل: السراب)
    فدعْ عنك ذكرَ البَرِّ إني رأيتُهُ .. لمن خاف هولَ البحر شَرَّ المَهاربِ
    كِلا نُزُلَيْهِ صيفُهُ وشتاؤُهُ .. خلافٌ لما أهواهُ غيرُ مُصاقبِ
    (المصاقب: القريب والمجاور)
    لُهاثٌ مُميتٌ تحت بيضاءَ سُخْنَةٍ .. وَرِيٌّ مُفيتٌ تحت أسْحَمَ صائبِ
    (السُخنَة: فاعل سَخِنَ. أسحم: أسود، ويأتي بمعنى سحاب. صائب: مُمطر)
    يجفُّ إذا ما أصبح الرّيقُ عاصباً .. ويُغدقُ لي والرّيق ليس بعاصبِ
    (عاصب: يابس، عَصَبَ الريقُ: يَبِسَ)
    ويمنع منّي الماءَ واللَّوحُ جاهدٌ .. ويُغرِقني والريُّ رَطْبُ المحَالِب
    وما زال يَبغيني الحتوفَ مُوارِباً .. يحومُ على قتلي وغيرَ مُواربِ
    (موارب: المواربة الخداع)
    فَطَوْرَاً يُغاديني بلصٍّ مُصَلِّتٍ .. وطَوراً يُمَسّيني بوِرْدِ الشَّواربِ
    إلى أنْ وقاني اللَّه محذورَ شرّهِ .. بعزتِهِ واللَّه أَغلب غالبِ
    فأفلتُّ من ذُؤبانهِ وأُسودِهِ .. وحُرَّابِهِ إفلاتَ أَتوبَ تائبِ
    (ذؤبان: ذئاب)
    وأما بلاءُ البَحرِ عندي فإنه .. طواني على روعٍ مع الروح واقبِ
    (روع: خوف. واقب: داخل متغلغل، وقَب اللّيلُ : دَخَل في كُلِّ شيءٍ وشمله بظلامه)
    ولو ثاب عقلي لم أدعْ ذكرَ بعضهِ .. ولكنه من هولِهِ غيرُ ثائبِ
    (ثاب: رجع)
    وَلِمْ لا ولو أُلقيتُ فيه وصخرةً .. لوافيتُ منه القعرَ أولَ راسبِ
    (ولِمْ: ولمَ، سكَّن الميم لضرورة الشعر)
    ولم أتعلم قط من ذي سباحة ٍ .. سوى الغوص، والمضعوف غيرُ مغالِبِ
    فأيسر إشفاقي من الماء أنني .. أمرّ به في الكوز مرَّ المجانبِ
    (الكوز: إِناءٌ بعُرْوة من فخّار أو غيره، لماء الشرب)
    وأخشى الردى منه على كل شاربٍ .. فكيف بأمنِيْهِ على نفسِ راكبِ
    (الردى: الموت. فكيف بأمنيه: فكيف بأمني إياه)
    أظلّ إذا هزته ريحٌ ولألأت .. له الشمسُ أمواجاً طِوالَ الغواربِ
    (الغوارب: الغارب السنام) يتحدث هنا عن البحر.
    كأني أرى فيهنّ فُرسانَ بُهمةٍ .. يليحون نحوي بالسيوف القواضبِ
    (البُهمَة: المُعضل من الأمور، وليلة بُهمَة: مافيها قمر) يُشبِّه لمعان أمواج البحر وهو في السفينة، بلمعان سيوف أعداء يجرون نحوه.
    فإن قلت لي قد يُركَب اليّمُ طامياً .. ودجلة عند اليّم بعض المذانبِ
    (طاميا: طمى الماء: ارتفع. المَذَانب: جمع مِذنَب أو مُذنَب، وهو الذَنَبُ الطويل أو مسيل الماء/الجدول)
    فلا عذرَ فيها لامرءٍ هاب مثلها .. وفي اللجة الخضراء عذرٌ لهائبِ
    فإنّ احتجاجي عنك ليس بنائمٍ .. وإن بياني ليس عني بعازبِ
    (عازب:عَزَبَ الشيءُ: بَعُدَ عنه، لم يخطُرْ بباله، بَعُد وغاب)
    لدجلة َ خَبٌّ ليس لليمِّ، إنها .. تَراءى بحلمٍ تحته جهْلُ واثبِ
    (خب: خداع)
    تطامنُ حتى تطمئنَّ قلوبُنا .. وتغضب من مزح الرياح اللواعبِ
    (تطامَنُ: تتطأمَنُ أي تسكن وتنخفض)
    وأَجرافُها رهْنٌ بكلِّ خيانةٍ .. وغَدْرٍ ففيها كُلُّ عَيْبٍ لِعائبِ
    ترانا إذا هاجتْ بها الرِّيحُ هَيْجةً .. نُزَلزَلُ في حَوماتها بالقواربِ
    (حوماتها: الحومة من الشيء: معظمه، ومن القِتال: أشد موضع فيه)
    نُوائل من زلزالها نحو خسفها .. فلا خير في أوساطها والجوانبِ
    (نوائِلُ: وَاءَلَ من الشيء : طلبَ النَّجاةَ منه، لاذ ولجأ.)
    زلازل موج في غمار زواخرٍ .. وهدَّاتُ خَسْفٍ في شطوطٍ خواربِ
    (هدَّات: جمع هَدَّة وهي صوت سقوط الشيء الثقيل مثل ركن/حائط/ناحية جبل. شطوط: جمع شاطئ: جانب البحر أو النهر)
    ولليمِّ إعذارٌ بعرضِ متونِهِ .. وما فيه من آذيِّهِ المتراكبِ
    (اليم: البحر. الآذِيّ : الموجُ الشديد. متراكب: تراكب أي ركب بعضه بعضا، أو تراكم)
    ولستَ تراهُ في الرياحِ مزلزلاً .. بما فيه إِلّا في الشدادِ الغوالبِ
    وإنْ خيفَ موجٌ عيذ منه بساحلٍ .. خليٍ من الأجرافِ ذات الكباكبِ
    ويلفِظُ ما فيه فليس مُعاجلاً .. غريقاً بغتٍّ يُزهقُ النفسَ كاربِ
    (بِغتٍّ: بغرق، غَتَّ فلانًا في الماء : غَمسه فيه. كارِب: فاعل كَرَبَ من الكُربَة)
    يعللُ غرقاهُ إلى أن يُغيثَهم .. بصنعٍ لطيفٍ منه خيرِ مصاحَبِ
    (يعلل: علَّله بكذا: شغله به وألهاه وصبَّره)
    فتلقى الدلافين الكريمَ طباعُها .. هناك رِعالاً عند نَكبِ النواكبِ
    (رعالا: جماعات)
    مراكبَ للقومِ الذين كبا بهم .. فهم وسطه غرقى وهم في مراكب
    (كبا يكبو: سقط على وجهه، عثُر.) يقول: الدلافين تنقذ الغرقى فتصبح لهم مراكبا
    وينقِضُ ألواحَ السفينِ فكُلُّها .. مُنَج لدى نَوْبٍ من الكَسْر نائبِ
    يقول: البحر ينقض ألواح السفين لينجي الغرقى
    وما أنا بالراضي عن البحر مركباً .. ولكنني عارضتُ شَغْبَ المشاغبِ
    صَدقْتُك عن نفسي وأنت مُراغمي .. وموضعُ سري دون أدنى الأقاربِ
    وجرَّبتُ حتى ما أرى الدهرَ مُغرِباً .. عليّ بشيءٍ لم يقعْ في تجاربي
    (مُغرِبَا علي: يأتيني بشيء غريب علي)
    أرى المرءَ مذ يلقى الترابَ بوجهِهِ .. إلى أن يُوارَى فيه رهنَ النوائبِ
    ولو لم يُصَبْ إلاَّ بشرخِ شبابِهِ .. لكان قد استوفى جميعَ المصائبِ
    يقول: لو لم يكن في الحياة من الهموم إلا الشَيب وفقدان الشباب، لاستوفينا كل المصائب
    التعديل الأخير تم بواسطة <اضرب واشرد> ; 09-02-2016 الساعة 04:42 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •