النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ما من شيء أفسد لدين المرء من الطمع

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    ما من شيء أفسد لدين المرء من الطمع

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ما من شيء أفسد لدين المرء من الطمع
    الله لو اعطى لكلاً منا ما يحتاج إليه ويزيد ويفيض،بل ما يطلبه من المال وترك في الصدور داء الطمع والحرص فهل ستُحل المشكلات،إن الذي فيه مرض الطمع،عن أنس رضي الله عنه، قال،رسول الله صلي الله عليه وسلم(لو أن ابن آدم أعطي وادياً ملئاً من ذهب أحب إليه ثانياً،ولو أعطي ثانياً أحب إليه ثالثاً،ولا يسد جوف ابن آدم إلا التراب)صحيح البخاري وسنن الترمذي ومسند الإمام أحمد،
    وكما نرى أن جامعي الأموال هم أحرص الناس،كما قال تعالي(وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ)البقرة،
    كلما زاد معه المال كلما زاد حرصه،كما نحن الآن،أن الأخ يهجر أخاه بل وربما يهجره بسبب المال وفتنة المال هي التي حذرنا منها الله سبحانه وتعالى،والمال فتنة فقال(إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ)التغابن،
    تفتن الإنسان وتجعله مشغولاً عن الذي خلقه وأبدعه وسوّاه، لأنهم سيطر عليهم حب الدنيا،
    إذا كان المؤمن يُحب لإخوانه المؤمنين من المال ومن الأولاد ومن الجاه ومن الخيرات والأرزاق،ما يُحب لنفسه فهذا دليل على صدق الإيمان في قلبه،
    ما من شيء أفسد لدين المرء من الطمع في شهوات الدنيا من مال أو منصب أو جاه، ذلك أن العبد إذا استرسل مع الأمنيات استعبدته
    يقول الإمام ابن تيمية،وهكذا حال من كان متعلقًا برئاسة أو ثروة ونحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له رضي،وإن لم يحصل له سخط، فهذا عبد ما يهواه من ذلك،والعبودية في الحقيقة هي رقُّ القلب وعبوديته،
    وكان صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول(اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع وعلم لا ينفع ودعوة لا يستجاب لها)
    الطمع يمحق البركة،ويشعر النفس بحالة الفقر الدائم،
    فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال،سألت رسول الله فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال(يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يُبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع)رواه البخاري،ومسلم،
    الحرص يُنقص قدر الإنسان، ولا يزيد في رزقه،
    وقالوا،العبيد ثلاثة،عبد رِقّ، وعبد شهوة، وعبد طمع،
    ولو لم يكن في الطمع إلا تضيع العمر الذي يمكن أن يشتري به صاحبه الدرجات العلى والنعيم المقيم، في طلب رزق قد تكفل الله به لكفى بذلك زجراً، فكيف وفي الطمع التعب الدائم وتحقير النفس وإذلالها، ونقص الثقة بالله عز وجل مع شعور صاحبه بفقر دائم،
    وما فتح عبد بابَ مسألةٍ، إلا فتح الله عليه باب فقر،
    أخرج الإمام الطبراني،عن ابن عباس قال،قيل يا نبي اللَّه،ما الغنى،قال،اليأس مما في أيدي الناس، وإياكم والطمع، فإنه الفقر الحاضر،
    إن من أعظم العيوب القادحة في عبودية الإنسان لربه داء الطمع في المخلوقين، وهو أصل لكثير من الآفات والمشاكل في مجتمعنا، لأنه محض تعلق بالناس والتجاء إليهم وعبودية لهم، وفي ذلك من المذلة والمهانة ما لا مزيد عليه،
    والطمع في الشيء دليل على الحب له وفرط الاحتياج إلى نيله،
    فلولا الطمع والحرص ما وجد في المجتمع داء الحقد والحسد، وأنواع الإساءات بين الناس بعضهم لبعض،وما كانت السرقات والاختلاسات والاحتيالات،
    والطمع نوعان،محمود ومذموم،
    فالمحمود، هو الذي يأتي في معنى الرجاء من الله، قال تعالى،عن سيدنا إبراهيم عليه السلام(والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين)
    وقال(إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا)
    فكل ما تتمنى أن يكون من نصيبك تحصله،فاقصد من أجله باب مولاك وخالقك فهو الكفيل أن تناله بعزة نفس،
    والطمع المذموم، انبعاث هوى النفس إلى ما في أيدي الناس، والطمع فيما في أيدي الناس انقطاع عن الله، ومن انقطع حبل وصاله مع الله فهو المخذول الخائب،
    وإن ما من شيء أفسد لدين المرء من الطمع في شهوات الدنيا من مال أو منصب أو جاه،
    ذلك أن العبد إذا استرسل مع الأمنيات استعبدته،كما قال الحكيم،والحر عبدٌ إن طمع، والعبد حرٌ إن قنع،
    وقال آخر،أطعت مطامعي فاستعبدتني ولو أني قنعت لكنت حراً، والطمع سبب للذل لأصحاب المال والتملق لهم وطلب صحبتهم والجري في مصالحهم سواء كانوا على حق أو باطل،أي أنه يصبح عبداً لهم،
    وقديماً قيل،أذل الطمع أعناق الرجال،
    وقال ابن عطاء الله،السلامة في الدين بترك الطمع في المخلوقين، وقال أيضاً،صاحب الطمع لا يشبع أبداً،
    وكثيرا ما يتطور الطمع ليصبح جشعاً حقيقياً،والجشع هو شدة الطمع،والحرص عليه، والنفس الجشعة هي المحبة للكسب الساعية بلهفة إلى المال فوق الحد،
    والإنسان الجشع هو الذي يأخذ نصيبه ويطمع في نصيب غيره، وهو طمع في غير حق، ورغبة في الحصول على أكثر مما قدر له،
    ويعتقد الكثير من الناس خاطئين أن السعادة بزيادة المال المادي، والحقيقة أن زيادة المال لا تجلب السعادة،
    فلا يقنع المصاب بهذا الداء بما أوتى وإن كان كثيراً لأجل شرهه،
    أن دواء الطمع وعلاجه في النزاهة، وفي الترفع عن المطامع الدنية أي رفع الهمة عن الخلق وعدم الذل لهم،فعلاج الطمع في القناعة والزهد، ففي القناعة رضى تسكن به النفس وتستريح، ودواؤه في الاستعلاء على كل ما يُذل، وأن يعلم كل واحد منا متيقناً أن الدنيا ليست بدار قرار،وأن الآخرة هي دار القرار، والعاقل من يعمل لدار قراره،


    اللهم ارزقنا القناعه،وابعد عنا الطمع،وسيء الاخلاق،ومتعنا بالرضا.

  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس

    بارك الله فيك وفي ميزان ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

  4. #4
    عضو
    رقم العضوية
    49560
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    61
    اللهم ارزقنا القناعه،وابعد عنا الطمع،وسيء الاخلاق،ومتعنا بالرضا. اللهم امين

  5. #5
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماسه111 مشاهدة المشاركة
    اللهم ارزقنا القناعه،وابعد عنا الطمع،وسيء الاخلاق،ومتعنا بالرضا. اللهم امين


    تسلمين حبيبتي الماسه
    ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغلا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •