صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: فعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا،وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْر

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    فعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا،وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا،وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا
    قال تعالى﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾غافر،
    فإذا دعوت الله وسجدت له واعترفت بفقرك وضعفك وحاجتك وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله فقد استجاب لك، ولكن فيما يختاره لك لا فيما تختاره لنفسك، فإنه أعلم بما يَصلُح لك منك، فربما طلبت شيئًا كان الأولى منعه عنك فيكون المنع عين العطاء،
    وكذلك ضمن لك الإجابة في الوقت الذي يريد،لا في الوقت الذي تريد،
    فما نحن إلا عباد لله نثق ونرضي ونصبر على قضائه وقدره, فقم أيها العبد بما أمرك الله به وسلِّم له نفسك، فربما أجابك وادخر لك بدل مطلوبك ما تنال به الحسنى وزيادة،
    فالعبد من تأدب مع ربه ولم يتزلزل عند تأخر ما وعده به، وثمرة هذا الثقةُ في الله والاطمئنانُ إلى حكمته وتدبيره﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ،لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾الحديد،
    فما من أمر من الأمور في هذا الكون إلا بقدرة وحكمة وتقدير بليغ، فإذا كان فوات المطلوب فلا تأس ولا تحزن ولا تسخط، وإذا كان تحقيق المراد وانفتاح الدنيا وإغداق النعم لا تفرح الفرح المؤدي إلى نسيان الله والبطر والغرور،
    فكثيراً ما نمر بصعاب يظن الإنسان أنها نهاية العالم ويتبرم ويصاب بالأزمات النفسية،إلا من اطمأن قلبه بثقته في ربه الخالق المدبر الحكيم القدير سبحانه وتعالي،
    يقول سيد قطب،أن من الفرائض ما هو شاق،ولكن وراءه حكمة تهوِّن مشقته،وتحقق به خيراً مخبوءاً قد لا يراه النظر الإنساني القصير،فمن يدري فلعل وراء المكروه خيراً،ووراء المحبوب شراً،إن الله العليم بالغايات البعيدة، المطلع على العواقب،هو الذي يعلم وحده،حيث لا يعلم الناس شيئاً من الحقيقة،
    وعندما تنسم تلك النسمة على النفس البشرية تهون المشقة، وتتفتح منافذ الرجاء، ويستريح القلب، ويجنح إلى الطاعة والأداء في يقين وفي رضاء،
    فلا تجزع عند الصدمة الأولى،ولا تخور عند المشقة،ولكن تثبت في وجه المحنة،فقد يكمن فيها الخير بعد الضر،واليسر بعد العسر، والراحة الكبرى بعد الضنى والعناء،فقد تكون الحسرة كامنة وراء المتعة،وقد يكون المكروه مختبئا خلف المحبوب،
    فما تستشعر النفس الحقيقة إلا حين تستيقن أن الخيرة فيما اختاره الله، وأن الخير في طاعة الله،والله يعلم والناس لا يعلمون،
    وكل إنسان،في تجاربه الخاصة،يستطيع حين يتأمل أن يجد في حياته مكروهات كثيرة كان من ورائها الخير العميم، ولذات كثيرة كان من ورائها الشر العظيم، وكم من مطلوب كاد الإنسان يذهب نفسه حسرات على فوته،ثم تبين له بعد فترة أنه كان إنقاذًا من الله أن فوت عليه هذا المطلوب في حينه،وكم من محنة تجرعها الإنسان لاهثًا يكاد يتقطع لفظاعتها،ثم ينظر بعد فترة فإذا هي تنشئ له في حياته من الخير ما لم ينشئه الرخاء الطويل،إن الإنسان لا يعلم، والله وحده يعلم،
    عسي أن يكون الخير كامناً في الشر﴿فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾النساء،
    عن جابر قال،قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم(يودّ أهل العافية يوم القيامة حين يُعطى أهل البلاء الثواب،لو أن جلودهم كانت قُرضت في الدنيا بالمقاريض)رواه الترمذي وحسنه الألباني،
    فأيهما تختار اختيار الله وتدبيره لك أم اختيارك وتدبيرك لنفسك،
    إذا كنت مبتلياً فاعلم أن الله اختار لك أن تغبط يوم القيامة لما تناله من خير عميم وثواب عظيم، يعوِّضك عن بلواك في الدنيا، فلا تشغل نفسك بما يطغيك وينسيك الله ويشقيك ويرديك في الآخرة،
    قيل ليحيى بن معاذ رحمه الله،متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا، فقال،إذا أقام نفسه على أربعة فصول فيما يعامل به ربه،فيقول،
    إن أعطيتني قبلت،وإن منعتني رضيت،وإن تركتني عبدت،وإن دعوتني أجبت،
    معيار السعادة الحق، متى شعر المرء بالرضا وثقته في ربه،وفي دينه شعر بالسعادة حتى ولو لم يملك من الدنيا إلا ما يسد به رمقه،ويشعر بحلاوة لا تضاهيها حلاوة،
    عن العباس بن عبد المطلب،أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم،يقول(ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا،وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً)صحيح مسلم،
    من شعر براحة البال وسعادة القلب وطمأنينة النفس من رَضِي بالله ربا مدبِّرًا مشرِّعًا، إلهًا حاكمًا، وبالإسلام دينًا يَدِين به، أي يتخذه منهجًا يسيِّر به أموره ويتبع شرعته،وبمحمد صلي الله عليه وسلم،قدوة ،
    قال عبد الواحد بن زيد،الرضا باب الله الأعظم،وجنة الدنيا ، ومستراح العارِفين،وسراج العابدين وحياة المحبينَ،ونعيم العابدين،وقرة أعين المشتاقِين،
    إذا أحب الله عبداً ابتلاه وإذا زاد حبه زاد ابتلاؤه ألا ترى أن الأنبياء هم أكثر ابتلاء،
    إن الميزان الإلهي في توزيع الأرزاق بين الخلائق إنما هو ميزان المساواة لا فرق بين مسلم وكافر،إذ أن الله منح المؤمنين في الآخرة جنات النعيم،وقد يعطيهم ويغدق عليهم في الدنيا ابتلاء لهم،
    وأما الكافرين، فإن مصيرهم في الآخرة إلى النار، وقد يعطيهم ويغدق عليهم في الدنيا استدراجا لهم،
    إن ضاقت بك الدنيا فبث شكواه لله وإن أغلقت أمامك جميع الأبواب فباب الإله مفتوح لا ينغلق وإن ألمت بك الكربات والآهات فقيام الليل باب المسرات، توجه إلى الله بالدعاء ملحا في الطلب لن ترجع من بابه خائباً،
    إن المتقين وإن ضاقت بهم الدنيا فسوف يجعل الله لهم مخرجاً مما هم فيه وسيزيدهم من فضله في الدنيا والآخرة،قال الله،تعالى‏(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)‏
    إن السعيد في هذه الدنيا من عاش هادئ البال مطمئن النفس، مستريح الخاطر، منشرح الصدر، وسبب كل ذلك الإيمان الحقيقي بالله رب العالمين،
    والشقي في هذه الدنيا من عاش مضطرب البال، متغير النفس، متعب الخاطر، منغلق الصدر، وسبب كل ذلك الإيمان بالشيطان والكفر بالله الواحد الديان،
    الحياة تزداد ألما كلما زاد البعد عن الله،
    والسعادة التي يبحث عنها الكثيرون في خضم هذه الحياة المليئة بالمتاعب والعناء بعيدة المنال لا يدركها إلا من رسخ في عقله وقلبه الحب الحقيقي لله رب العالمين، ولن يحصل عليها إلا من رضي بقضاء الله وقدره،
    اجعل ثقتك بالله يمنحك الله الأمان والطمأنينة، لا تركن لخلق الله واركن لخالق خلق الله، أحسن الظن بالله وقل الخيرة فيما اختاره الله،
    قال،تعالى(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)الأنفال،



    اللهم اجعلنا ممن رضيت عنهم ورضوا عنك ورضـوا بقضـاءك
    وصبـروا على بلاءك وشكروا نعماءك،والفائزين بحسن ثوابك،
    وإجعلنا ووالدينا ممن يرثون جنانك،اللهم آميـــــن.

  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية سالم الزهران
    رقم العضوية
    49581
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    الدولة
    نيس نيبورهود
    المشاركات
    13,861
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امـ حمد مشاهدة المشاركة


    وعندما تنسم تلك النسمة على النفس البشرية تهون المشقة، وتتفتح منافذ الرجاء، ويستريح القلب، ويجنح إلى الطاعة والأداء في يقين وفي رضاء،
    فلا تجزع عند الصدمة الأولى،ولا تخور عند المشقة،ولكن تثبت في وجه المحنة،فقد يكمن فيها الخير بعد الضر،واليسر بعد العسر، والراحة الكبرى بعد الضنى والعناء،فقد تكون الحسرة كامنة وراء المتعة،وقد يكون المكروه مختبئا خلف المحبوب،
    [/COLOR]
    يا رب اهدنا ويسر الهدى لنا و يسر لنا كل عسير

    بارك الله فيك اختي ام محمد على مجهودك وفي موازين حسناتك

    اللهــــــم ارحم أخي فايز واسكنه فسيح جناتك وسائر أموات المسلمين

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية ورد الدوحه
    رقم العضوية
    27644
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    846
    الحمدلله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه

    جزاكم الله خير


  4. #4
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الزهران مشاهدة المشاركة
    يا رب اهدنا ويسر الهدى لنا و يسر لنا كل عسير

    بارك الله فيك اختي ام محمد على مجهودك وفي موازين حسناتك
    وبارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي سالم الزهران
    وجزاك ربي جنة الفردوس

  5. #5
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورد الدوحه مشاهدة المشاركة
    الحمدلله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه

    جزاكم الله خير

    وبارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي ورد الدوحه
    وجزاك ربي جنة الفردوس

  6. #6
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  7. #7
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس

    وبارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

  8. #8
    عضو مؤسس الصورة الرمزية طلعة الروح
    رقم العضوية
    28499
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    QataR
    المشاركات
    4,490
    الحمدلله على كل حال والله يرزق كل انسان ما يتمنى إن شاء الله
    سبحان الله وبحمده

  9. #9
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طلعة الروح مشاهدة المشاركة
    الحمدلله على كل حال والله يرزق كل انسان ما يتمنى إن شاء الله
    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
    وجزاك ربي جنة الفردوس

  10. #10
    عضو فعال الصورة الرمزية Abu Mahmoud
    رقم العضوية
    14174
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,809
    الانسان دائما يستعجل في حياته وفي مساءل الدنيا

    ولكن لو صارت عنده قناعة ورضى بتدبير الله له

    عاش سعيدا بدون قلق ولا خوف .

    جزاكم الله خير

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •