النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: نساء من أهل الجنة

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    نساء من أهل الجنة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نساء من أهل الجنة
    إلى أولئك الفتيات الصالحات،والنساء التقيات،إلى اللاتي شرفهن الله بطاعته،وأذاقهن طعم محبّته،إلى من جعلن قدوتهن أمهات المؤمنين،إلى تلك المؤمنة العفيفة التي رفعت بصرها إلى السماء وقالت،اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك،
    إلى القابضات على الجمر اللاتي قال فيهن النبي صلى الله عليه وسلم( يأتي على الناس زمان يكون فيه القابض على دينه كالقابض على الجمر )
    إلى المرأة الصالحة التقية،التي قدمت محبة الله وأوامره،على تقليد فلانة أو فلانة،فأصبحت غريبة بين النساء بسبب صلاحها وفسادهن،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لها فيما رواه ابن ماجة والدارمي(إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء،قيل،ومن الغرباء يا رسول الله،قال،الذين يصلحون إذا فسد الناس)
    إلى القابضات على الجمر،من تقدمن إلى طريق الجنة،ممن تركن لذة الحياة،وحملن همَّ الدين،حتى ضاعف الله لهن الحسنات،وكفر السيئات،ورفع الدرجات،
    أول تلك القابضات على الجمر، هي تلك المرأة الصالحة التي كانت تعيش هي وزوجها،في ظل ملك فرعون،وهي خادمة ومربية لبنات فرعون،
    فمن الله عليهما بالإيمان،فلم يلبث زوجها أن علم فرعون بإيمانه فقتله،فلم تزل،الزوجة تعمل في بيت فرعون تمشط بنات فرعون، وتنفق على أولادها الخمسة،تطعمهم كما تطعم الطير أفراخها،
    فبينما هي تمشط ابنة فرعون يوماً،إذ وقع المشط من يدها،
    فقالت،بسم الله،فقالت ابنة فرعون،الله،أبي،
    فصاحت الماشطة بابنة فرعون،كلا،بل الله،ربي،وربُّك،وربُّ أبيك،
    فتعجبت البنت أن يُعبد غير أبيها،
    ثم أخبرت أباها بذلك،فعجب أن يوجد في قصره من يعبد غيره،
    فدعا بها،وقال لها،من ربك،قالت،ربي وربك الله،
    فأمرها بالرجوع عن دينها،وحبسها،وضربها،فلم ترجع عن دينها،فأمر فرعون،بقدر من نحاس فملئت بالزيت،ثم أحمي،حتى غلا،
    وأوقفها أمام القدر،فلما رأت العذاب،أيقنت أنما هي نفس واحدة تخرج وتلقى الله تعالى،فعلم فرعون أن أحب اليها أولادها الخمسة،الأيتام الذين تكدح لهم،
    وتطعمهم،فأراد أن يزيد في عذابها فأحضر الأطفال الخمسة،تدور أعينهم،ولا يدرون إلى أين يساقون،
    فلما رأوا أمهم تعلقوا بها يبكون،فانكبت عليهم تقبلهم وتشمهم وتبكي،وأخذت أصغرهم وضمته إلى صدرها،وألقمته ثديها،
    فلما رأى فرعون هذا المنظر،أمر بأكبرهم،فجره الجنود ودفعوه إلى الزيت المغلي،والغلام يصيح بأمه ويستغيث،ويسترحم الجنود ،ويتوسل إلى فرعون،ويحاول الفكاك والهرب ،
    وينادي إخوته الصغار،ويضرب الجنود بيديه الصغيرتين،وهم يصفعونه ويدفعونه،وأمه تنظر إليه،وتودّعه،
    فما هي إلا لحظات،حتى ألقي الصغير في الزيت،والأم تبكي وتنظر،وإخوته يغطون أعينهم بأيديهم الصغيرة،حتى إذا ذاب لحمه من على جسمه النحيل،وطفحت
    عظامه بيضاء فوق الزيت،نظر إليها فرعون وأمرها بالكفر بالله .. فأبت عليه ذلك،
    فغضب فرعون،وأمر بولدها الثاني،فسحب من عند أمه وهو يبكي ويستغيث،فما هي إلا لحظات حتى ألقي في الزيت،وهي تنظر إليه، حتى طفحت عظامه بيضاء واختلطت بعظام أخيه،والأم ثابتة على دينها،موقنة بلقاء ربها،
    ثم أمر فرعون بالولد الثالث فسحب وقرب إلى القدر المغلي ثم حمل وغيب في الزيت،وفعل به ما فعل بأخويه،
    والأم ثابتة على دينها،فأمر فرعون أن يطرح الرابع في الزيت،
    فأقبل الجنود إليه،وكان صغيراً قد تعلق بثوب أمه،فلما جذبه الجنود،بكى وانطرح على قدمي أمه،ودموعه تجري على رجليها، وهي تحاول أن تحمله مع أخيه،
    تحاول أن تودعه وتقبله وتشمه قبل أن يفارقها،فحالوا بينه وبينها، وحملوه من يديه الصغيرتين،وهو يبكي ويستغيث،ويتوسل بكلمات غير مفهومة،وهم لا يرحمونه،وما هي إلا لحظات حتى غرق في الزيت المغلي،وغاب الجسد،وانقطع الصوت،وشمت الأم رائحة اللحم،وعلت عظامه الصغيرة بيضاء فوق الزيت يفور بها،تنظر الأم إلى عظامه،وقد رحل عنها إلى دار أخرى،وهي تبكي،وتتقطع لفراقه،طالما ضمته إلى صدرها،وأرضعته من ثديها،طالما سهرت لسهره،وبكت لبكائه،
    وانتزعوا الخامس الرضيع من بين يديها،وكان قد التقم ثديها،
    فلما انتزع منها،صرخ الصغير،وبكت المسكينة،فلما رأى الله تعالى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها،أنطق الصبي في مهده وقال لها(
    يا أماه اصبري فإنك على الحق)ثم انقطع صوته عنها،وغيِّب في القدر مع إخوته،ألقي في الزيت،وفي فمه بقايا من حليبها،
    وفي يده شعرة من شعرها،وعلى أثوابه بقية من دمعها،
    وذهب الأولاد الخمسة،إنهم أولادها،الذين طالما ملئوا عليها البيت ضحكاً وسروراً،إنهم
    فلذات كبدها،وعصارة قلبها،الذين لما فارقوها،كأن قلبها أخرج من صدرها،
    طالما ركضوا إليها،وارتموا بين يديها،وضمتهم إلى صدرها،وألبستهم ثيابهم بيدها،ومسحت دموعهم بأصابعها،ثم هاهم
    ينتزعون من بين يديها،ويقتلون أمام ناظريها،
    وتركوها وحيدة وتولوا عنها،وعن قريب ستكون معهم،كانت تستطيع أن تحول بينهم وبين هذا العذاب،بكلمة كفر تسمعها لفرعون،لكنهاعلمت أن ما عند الله خير وأبقى،
    ثم،لما لم يبق إلا هي،أقبلوا إليها كالكلاب الضارية،ودفعوها إلى القدر،فلما حملوها ليقذفوها في الزيت،نظرت إلى عظام أولادها، فتذكرت اجتماعها معهم في الحياة،
    فالتفتت إلى فرعون وقالت،لي إليك حاجة،فصاح بها وقال،ما حاجتك،فقالت،أن تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفنها في قبر واحد،ثم أغمضت عينيها،
    وألقيت في القدر،واحترق جسدها،وطفت عظامها،فلله در هذه الماشطة ما أعظم ثباتها،وأكثر ثوابها،
    ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم،ليلة الإسراء شيئاً من نعيمها، فحدّث به أصحابه وقال لهم فيما رواه البيهقي( لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة،فقلت،ما هذه الرائحة،فقيل لي،هذه ماشطة بنت فرعون وأولادُها)
    أما ثانية القابضات على الجمر،آسية،امرأة فرعون، فقد كانت ملكة على عرشها،على أسرةٍ ممهدة،وفرش منضدة،بين خدم يخدمون،وأهلٍ يكرمون،لكنها كانت مؤمنة تكتم إيمانها،
    إنها آسية،امرأة فرعون،كانت في نعيم مقيم،فلما رأت قوافل الشهداء،تتسابق إلى السماء،اشتاقت لمجاورة ربّها،وكرهت مجاورة فرعون،فلما قتل فرعون الماشطة المؤمنة،دخل على زوجه آسيةَ يستعرض أمامها قواه،فصاحت به آسية،الويل لك،ما أجرأك على الله،ثم أعلنت إيمانها بالله،
    فغضب فرعون،وأقسم لتذوقن الموت،أو لتكفرن بالله،ثم أمر فرعون بها فمدت بين يديه على لوح،وربطت يداها وقدماها في أوتاد من حديد،وأمر بضربها فضربت،حتى بدأت الدماء تسيل من جسدها،واللحم ينسلخ عن عظامها،فلما اشتدّ عليها العذاب،وعاينت الموت،رفعت بصرها إلى السماء(إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
    وارتفعت دعوتها إلى السماء،
    قال ابن كثير،فكشف الله لها عن بيتها في الجنة،فتبسمت،ثم ماتت،نعم،ماتت الملكة،
    التي كانت بين طيب وبخور،وسرور،تركت فساتينها،وعطورها، وخدمها،وصديقاتها،واختارت الموت،
    والقابضات على الجمر، يتسابقن إلى الأعمال الصالحة،الذي به تدخلين إلى الجنة،فلعلَّ شريطاً توزعينه،أو نصيحةً عابرة تتكلمين بها،يكتب الله بها لك رضاه ومغفرتَه،
    يتسابقن إلى الطاعات،والأعظم من ذلك هو الحذر من المعاصي، وعدم التساهل بها،
    فقد قال تعالى عن قوم تساهلوا بالمعاصي وتصاغروها(وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم )
    وروى البخاري،أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم،يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار،وتفعل،وتصدق،لكنها،تؤذي جيرانها بلسانها،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا خير فيها،هي من أهل النار)
    (وقالوا،وفلانة تصلي المكتوبة،وتصدق بأثوار،يعني بأجزاء يسيرةٍ من الطعام،ولا تؤذي أحداً،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم،هي من أهل الجنة،
    أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،كانت دائمة الستر والعفاف،فلما حضرها الموت،
    فكرت في حالها وقد وضعت جثتها على النعش،وألقي عليها الكساء،فالتفتت إلى أسماء بنت عميس،
    وقالت يا أسماء،إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء،إنه ليطرح على جسد المرأة الثوب فيصف حجم أعضائها لكل من رأى،
    فقالت أسماء،يا بنت رسول الله،أنا أريك شيئاً رأيته بأرض الحبشة،
    قالت،ماذا رأيتِ،فدعت أسماء بجريدة نخل رطبة فحنتها،حتى صارت مقوّسة كالقبة،ثم طرحت عليها ثوباً،فقالت فاطمة،ما أحسن هذا وأجمله،تُعرف بها المرأة من الرجل،فلما توفيت فاطمة،جعل لها مثل هودج العروس،هذا حرص فاطمة على الستر وهي جثة هامدة،فكيف لما كانت حية،
    والقابضات على الجمر، لا تعيش إحداهن لنفسها فقط،بل تحمل هم هذا الدين،كيف تخدم هذا الدين،إذا رأت عاصية فكيف تنصحها،أنها مباركة أينما كانت،تفيد النساء في مجالسهن،
    توزع عليهن الأشرطة النافعة،تنصح هذه،فهي أحسن الناس قولاً،
    هن نساء صالحات،تغض إحداهن بصرها عن النظر إلى الرجال،


    اللّهم اجعل نساء وبنات المسلمين صالحات تقيّات قانتات تائبات
    وحبّب لهنّ السّـتر،واغرس فيهنّ الحياء والعفـاف،
    اللهم آمـين.


  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    وبارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •