بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم
لقد أصبح الكذب بداية شهر أبريل ,ما إن يطل علينا الشهر حتى يتقاطر الكذب من هنا وهناك ,في العمل ووسائل الإعلام،لقد جعلوا للكذب يوماً عالمياً كما فعلوا مع عيد الحب،وعيد الأم،وعيد المرأة، وهم يصدرون لنا الأعياد ونحن نتبعهم ونحتفل معهم ولقد صدق فينا وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم(عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى اللَه عليه وسلم،قال(لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبراً بشبر وذراعاً بذراع،حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم،
قلنا،يا رسول الله،اليهود والنصارى،قال فمن)صحيح البخاري،
قال ابن حجر،والذي يظهر أن التخصيص إنما وقع لجحر الضب لشدة ضيقه ورداءته، ومع ذلك فإنهم لاقتفائهم آثارهم واتباعهم طرائقَهم لو دخلوا في مثل هذا الضيق الرديء لتبعوهم
قال ابن بطال،أعلم صلى الله عليه وسلم،أن أمته ستتبع المحدثات من الأمور والبدع والأهواء،كما وقع للأمم قبلهم،وقد أنذر في أحاديث كثيرة بأن الآخر شر،والساعة لا تقوم إلا على شرار الناس،وأن الدين إنما يبقى قائماً عند خاصة من الناس،
قال ابن حجر،أن الرسول صلى الله عليه وسلم،أخبر بأن طائفة من أمته ستبقى مستمسكة بالحق،
قال ابن تيمية،أخبر أنه سيكون في أمته مضاهاة لليهود والنصارى ،وقد عُلِم بخبره الصادق أن في أمته قوم مستمسكون بهديه الذي هو دين الإسلام,
وستبقى الأمة الأوسط أهل السنة والجماعة، هم الذين على السنة لا يتشبهون،فما من طائفة من طوائف الأمة خرجت عن السنة إلا وقعت في شيء من سنن الأمم الهالكة،
قال ابن عثيمين،لا يكون التشبه بالكفارإلا بفعل ما اختصوا به من دينهم أو من عاداتهم،
كل ما يفعله المشركون من العبادات ونحوها مما يكون كفراً أو معصية ينهى المؤمنون عنه،
لقد إتبعناهم,أصبحنا نحتفل بأعيادهم ونقلد تساريح شعورهم بل ولبست نساء المسلمين لباسهم،
والواجب على المسلم أن يلتزم شرع الله تعالى، وأن يتبع سبيل المؤمنين، ويترك مشابهة الكافرين، وأن يعلن الولاء للإسلام وأهله،وأن يتبرأ من الكفر وأهله،
لا نحتاج إلى يوم للكذب،والكذب قد أصبح عملة متداولة في المجتمع وبين الناس,لقد تعددت وجوه الكذب وإنتشرت،
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب،ويل له ويل له)أخرجه أحمد، وأبو داود،والنسائي،وحسنه الألباني،
وإن الكذب هو رأس الخطايا وبدايتها، وهو من أقصر الطرق المؤدية إلى النار،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إياكم والكذب،فإن الكذب يهدي إلى الفجور ،وإن الفجور يهدي إلى النار،وما زال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)رواه البخاري ومسلم،
لا تكذب، فإن الكذب في الحديث من علامات النفاق(حديث أبي هريرة رضي الله عنه( آية المنافق ثلاث،إذا حدث كذب،وإذا وعد أخلف،وإذا اؤتمن خان )رواه البخاري،ومسلم،
وحديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين،فيه زيادة( وإذا خاصم فجر،وإذا عاهد غدر )
يحرم الإسلام الكذب، ذكر في القرآن يقول الله تعالى(إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ )غافر،
وقول الله في سورة الحج(وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)وكان الكذب هو أبغض الأخلاق إلى رسول الإسلام محمد،صلى الله عليه وسلم،
وقال عمر،رضي الله عنه،كنا أذل الناس فأعزنا الله برسوله،صلى الله عليه وسلم،فمهما طلبنا العزة بغيره أذلنا الله،عز وجل،
نسأل الله،تعالى،أن يعزنا بالإسلام، وأنْ يعز الإسلام بنا،اتباع سنن السابقين من الأمم المنحرفة،وأهل الديانات الضالة لا يعني أن جميع الأمة ستفعل هذا التقليد والتشبه،بل قد ورد عن النبي،صلى الله عليه وسلم،أنه قال(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة)صحيح مسلم،
وقال(لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته) صحيح مسلم،
فأعياد المسلمين في الدنيا كلها عند إكمال طاعة مولاهم وحيازتهم لما وعدهم من الأجر والثواب(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )
عن أنس بن مالك قال،قدم رسول الله،صلى الله عليه وسلم،المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما،فقال،ما هذان اليومان،قالوا،كنا نلعب فيهما في الجاهلية،فقال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما،يوم الأضحى ويوم الفطر)صحيح مسلم،وسنن أبي داود،
إذا كانت أعياد المسلمين يوم الجمعة،ويوم الفطر،ويوم الأضحى، لقد دلّ قوله صلى الله عليه وسلم(إن لكل قوم عيد وهذا عيدنا، على اختصاص المسلمين بهذين العيدين لا غير وأنه لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بالكفار والمشركين في شيء مما يختص بأعيادهم،لا من طعام ولا من لباس،ولا عبادة ولا يمكّن الصبيان من اللعب في أعيادهم ، ولا إظهار الزينة ، ولا يسمح لصبيان المسلمين بمشاركة الكفار في أعيادهم،وكل الأعياد الكفرية والبدعية محرمة،فمن أين جاء عيد الشجرة،وعيد الميلاد، وعيد الأم،وعيد ميلاد الطفل،كعيد رأس السنة وعيد الجلاء وعيد الثورة ،وعيد الأم وعيد العمال،وعيد شم النسيم،وعيد المعلم وعيد المولد النبوي،
في حين أنهم يجهلون سنة العقيقة في هذا الأخير،إن إحياء البدع والمنكرات لا يكون إلا على حساب السنن،المشروعات،
وهذان العيدان هما من شعائر الله التي ينبغي إحياؤها وإدراك مقاصدها واستشعار معانيها،
اللهم اجعلنا من المتمسكين بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والمهتدين بهديه،واجعلنا من الذين نتبع أوامره ونتجنب ما نهى عنه،وأن
يجعلنا وإياكم من عباده الصادقين، فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة،
ان اتباع رسولنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام،يحقق محبة الله لنا,ونحبه اكثر من انفسنا فنحن نتباهى باننا من امة حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام،
ربَّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا،وهب لنا من لدنكَ رحمةً إنّك أنت الوهّاب.
|
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الزهران
