دخل بو ناصر باب الطواري وقدما مثقله وبالكاد يحرك قدميه ليتقدم ببطئ شديد لذالك الممر الطويل الذي أحسه وكأنه يراه للمرة الأولى مظلم وبارد كئيب رغم كل ذلك الضجيج من قبل المراجعين والمرضى والعاملين. كان هناك جمع لا بأس به من أصدقاء ناصر وأقاربه وعند رؤيتهم لوالد ناصر توجه إليه أحدهم مسرع الخطوات كي يكون بجانبه ويسانده في مثل هذا الموقف الجلل.
لايريد أن ينطق بكلمة واحدة ولا يريد أن يرى وجهاً عبوساً حتى لا يسمع ماقد خُيل إليه (ماقد يحدث) فعقله ومايدور في قلبه في حرب شعواء والضحايا هي دموعه المحبوسة بين محاجر العيون,, ولإنتهاء هذه الحرب يريد أبا ناصر أن تخمد نيرانها بكلمة واحدة فقط وعلى هوى مايريد سماعه.
انهمرت الدموع مسافحة تجاعيد الرجل الكبير غير آبهه لكبر سنه وضعف قلبه عند خروج الطبيب من غرفة العناية الفائقة ليخبرهم بالتالي:
إنا لله وإنا إليه راجعون الله يرحم فقيدكم وااا دكتور دكتور لحظة لحظة هذا .!!
كلهم وبإتجاه واحد ملتفتين إلى الخلف وراء ذاك الصوت وإذ به أحد المسعفين بسيارة الإسعاف يقول:
دكتور جابر الي مسوي حادث الدراجة رجع نبضه واحنا نحاول معاه طول الطريق وهو الآن في غرفة الإنعاش والي داخل هذا شخص ثاني
كان مسوي حادث بنفس الوقت من حادث الدراجة وصار لبس بالموضوع.
في هذه اللحظة ارتمى جسد أبا ناصر المنهك على مقعد الأنتظار بين أيدي عصبة الأهل والأصدقاء في صدمة كهربية مؤقتة.!
وارتفعت أصوات الحناجر مهللة وتحمد الله فرحة.