النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: معنى الغيرة

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    معنى الغيرة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الغيرة
    معنى الغيرة،هي الحمية والأنفة،كالرجل على أَهله والمرأَة على زوجها،وكراهة الرجل اشتراك غيره فيما هو حقه،
    وقال الراغب الأصفهاني،الغيرة ثوران الغضب،وأكثر ما تراعى في النساء)
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إن الله تعالى يغار،وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه)صحيح مسلم،
    والمعنى،أن الله يغار إذا انتهكت محارمه،لأن انتهاك المحارم فعل العبد،وغيرة الله تعالى من جنس صفاته التي يختص بها،فهي ليست مماثلة لغيرة المخلوق،بل هي صفة تليق بعظمته،مثل الغضب، والرضا،من خصائصه التي لا يشاركه الخلق فيها)
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(المؤمن يغار، والله أشد غيرًا)رواه مسلم،
    أقوال السلف والعلماء في الغيرة، قال أبو الأسود لابنته(إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق،وعليك بالزينة، وأزين الزينة الكحل، وعليك بالطيب، وأطيب الطيب إسباغ الوضوء)
    وقال ابن القيم(إن أصل الدين الغَيْرة، ومن لا غيرة له لا دين له، فالغيرة تحمي القلب فتحمي له الجوارح، فتدفع السوء والفواحش، وعدم الغيرة تميت القلب، فتموت له الجوارح،فلا يبقى عندها دفع البتة،
    وقال الراغب الأصفهاني عن الغيرة،كل أمة وضعت الغيرة في رجالها وضعت العفة في نسائها،
    فوائد الغيرة، الغيرة دليل على قوة الإيمان بالله،وخصلة يحبها الله سبحانه وتعالى،وهي السياج لحماية الحجاب، ودفع التبرج والسفور والاختلاط،
    هي من الأسباب الدافعة لإنكار المنكر،وتطهر المجتمع من الرزائل،والغيرة سبب لصون الأعراض،
    قسَّم ابن القيم الغيرة إلى نوعين(غيرة للمحبوب، وغيرة عليه)
    فأما الغيرة للمحبوب، فهي الحمية،والغضب له، إذا استهين بحقه وانتقصت حرمته، وناله مكروه من عدوه،فيغضب له المحب ويحميه،
    وتأخذه الغيرة بمحاربة من آذاه، فهذه غيرة المحبين حقًّا،وهي من غيرة الرسل وأتباعهم لله،وهذه الغيرة هي التي تحمل على بذل نفس المحب وماله وعرضه لمحبوبه،حتى يزول ما يكرهه،
    والغيرة تصفي القلب، وتخرج خبثه كما يخرج الكير خبث الحديد،
    وأما الغيرة على المحبوب فهي، غيرة المحب أن يشاركه غيره في محبوبه،
    قال ابن القيم(وغيرة العبد على محبوبه،غيرة ممدوحة يحبها الله، كما يجب على الرجل أن يغار على زوجته وعرضه،فإنه يطلب منه الاعتدال في الغيرة،فلا يبالغ فيها حتى يسيء الظن بزوجته، ولا يسرف في تقصي حركاتها وسكناتها،لئلا ينقلب البيت ناراً،
    وغيرة مذمومة يكرهها الله وهي، سوء الظن،وهذه الغيرة تفسد المحبة، وتوقع العداوة بين المحب ومحبوبه،
    وأسباب الغيرة المذمومة في ضعف الإيمان، ووسوسة الشيطان، وما يعتري القلب من أمراض،
    وتتلخص معالجة الغيرة المذمومة في تقوى الله تعالى، ومطالعة الأجر العظيم للصابرين، وإحسان الظن، والقناعة، والبعد عن مجالس السوء،وفي الحديث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم،قال لأمِّ سلمة لما ذكرت من غيرتها(وأدعو الله أن يذهب بالغَيْرة)صحيح مسلم،
    صور الغيرة ، الغيرة لدين الله،فالمسلم يغار أن تؤتى المعاصي، أو أن تنتهك المحارم، ومن الغيرة لدين الله القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،قال،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده،فإن لم يستطع فبلسانه،فإن لم يستطع فبقلبه،وذلك أضعف الإيمان )رواه مسلم،
    إن المسلم الغيور ليفرح إذا أزيل منكر،وقمعت فاحشة،وأخمدت فتنة،
    بل إن الفرح بما يصيب الناس من البلاء، وإن كان مذموماً،فإنه حين يكون لإصابة ظالم ببلاء يمنعه من فساده وظلمه، ويجعله لغيره من الظلمة عبرة، فلا يكون مذموماً، بل غيرة في الدين، والغيرة من الإيمان،ففرحه حينئذ بزوال الفساد والظلم،
    كما ذكره بعض العلماء،وكيف لا يفرح المسلم إذا رأى الظلمة والمستبدين يزولون ويتساقطون كأوراق الخريف،
    غيرة الرجل على أهله، قال النووي(والرجل غيور على أهله أي، يمنعهم من التعلق بأجنبي بنظر، أو حديث، أو غيره)
    والغيرة التي يبغضها الله فقال،وهنا انقسم بنو آدم ثلاث أقسام،
    الأول، قوم لا يغارون على حرمها مثل،الديُّوث والقوَّاد وغير ذلك، ومثل أهل الإباحة الذين لا يحرمون ما حرم الله ورسوله،ولا يدينون دين الحق،ومنهم من يجعل ذلك سلوكًا وطريقًا (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ)الأعراف،

    الثاني،
    قوم نراهم في الفواحش لا يبغضونها ولا يكرهونها، بل يبغضون الصلوات والعبادات، كما قال تعالى فيهم(فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا مريم،

    الثالث،
    وقوم يغارون مما يكرهه الله، ويحبون ما يحبه الله، هؤلاء هم أهل الإيمان)

    أسباب ضعف الغيرة،
    ضعف الإيمان، يشير رسول الله صلى الله عليه وسلم،إلى أن الغيرة لا تكون إلا من مؤمن بقوله(إن الله يغار وإن المؤمن يغار) فحياة القلب بالإيمان تجعل الإنسان غيورًا، وبقدر إيمانه تكون غيرته، وإذا ضعف الإيمان ضعفت الغيرة،

    كثرة الذنوب،
    قال ابن القيم(ومن عقوبات الذنوب،أنها تطفئ من القلب نار الغيرة، التي هي لحياته وصلاحه،
    الجهل، بأهمية الغيرة،وخطورة غيابها،فالرجل محاسب ومسؤول يوم القيامة عن رعيته ومن تحت رعايته،

    التقليد للكفار والمفسدين،
    فالغيرة من الأخلاق الفاضلة التى يراد لها أن تقلع من بلاد المسلمين، بفعل دعاة تقليد الغرب الذين انعدمت لديهم الغيرة،لذا يريدون إماتة خلق الغيرة في نفوس المسلمين،وقد حذَّر الإسلام من تقليد الكفار والتشبه بهم،قال صلى الله عليه،وسلم(من تشبه بقوم فهو منهم)

    وسائل الإعلام الفاسدة،
    إن لوسائل الإعلام دوراً كبيراً في إفساد الناس،كالإذاعة، والتلفاز، والصحف،وغيرها، فالكثير من هذه الوسائل مليء بالأغاني الفاحشة، والصور الخليعة، والمسلسلات الماجنة التي اعتاد الناس مشاهدتها، وغرس قيم وأخلاق لا تمت للإسلام بصلة، فأخذ خلق الغيرة يضعف شيئًا فشيئاً،

    انتشار المنكرات، إنَّ انتشار المنكرات في المجتمعات الإسلامية، تضعف الغيرة في القلوب،
    يقول ابن القيم،في أثر المعاصي في الإنسان،كلما اشتدت ملابسته للذنوب أخرجت من قلبه الغيرة على نفسه وأهله وعموم الناس، وقد تضعف في القلب حتى لا يستقبح بعد ذلك القبيح لا من نفسه ولا من غيره،



    اللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن يغار لدينك،وملأ قلوبنا بالغيرة على محارمك،
    اللهم إجعلنا نغضب لغضبك ونرضى برضاك،وملأ قلوبنا بالايمان,وزينه فى قلوبنا،وكره الينا الفسق والذنوب والعصيان،
    إنك سميع مجيب.


  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •