شيخ الازهر فضيلة الامام جاد الحق على جاد الحق (رحمه الله )
ولد الشيخ جاد الحق على جاد الحق فى ليلة الخميس الموافقة الخامس من إبريل من العام 1917 فى قرية بطرة التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية شمال القاهرة لأب من وجهاء القوم يعمل قاضيا شرعيا بالمحاكم الشرعية التى كان معمول بها فى تلك الفترة من القرن العشرين وتوفي 16 مارس 1996
نشأ الدكتور جاد الحق على جاد الحق نشأة دينية وتلقى تعليمه الأزهرى فى معهد الأحمدى الأزهرى بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية، ثم أتم تعليمه فى المعهد الأزهرى بالدراسة فى القاهرة ومنه انتقل لكلية الشريعة والقانون التى تخرج فيها فى العام 1934 وبعدها تنقل فى عدد من المناصب القضائية بالمحاكم الشرعية حتى عُين مفتياً للديار المصرية فى العام 1978م، ثم وزيراً للأوقاف فى العام 1982 ثم شيخا للأزهر فى العام 1988م.
مواقف جاد الحق المناهضة لنظام مبارك
اشتهر فضيلة الإمام الأكبر جاد الحق على جاد الحق بعدد من المواقف التاريخية التى لا تنسى والتى خلدته فى ذاكرة المصريين والمسلمين على حد سواء نذكر منها:
1 ـ رفض التطبيع مع الكيان الصهيونى ومن خلال هذه الواقعة التى أعرب من خلالها عن موقفه من قضية القدس؛ رفض زيارة المسلمين للقدس بعد اتفاقية أوسلو بين الحكومة الفلسطينية والحكومة الصهيونية. وأعلن فى بيان له نشرته صحافة العالم “أن من يذهب إلى القدس من المسلمين آثم آثم”.
2 ـ رفض فضيلة الشيخ جاد الحق على جاد الحق استقبال الرئيس الإسرائيلى عيزرا وايز مان فى إحدى زياراته للقاهرة كما رفض حصول إسرائيل على مياه النيل من خلال ترعة السلام قائلا: “إن حصول إسرائيل على مياه النيل أصعب من امتلاكها سطح القمر”. وكان هذا هو العنوان الرئيسى لعدد من صحف العالم فى اليوم التالى.
3 ـ وقف الشيخ جاد الحق على جاد الحق موقفا لا ينسى من مؤتمر السكان الذى عقدته الأمم المتحدة فى القاهرة فى الفترة ما بين 5 إلى 13 سبتمبر من العام 1994 وتناقلت وسائل الإعلام وثيقته قبيل انعقاده والتى تضمنت إباحة الشذوذ والزنا والإجهاض والمساواة بين المرأة والرجل فى الميراث وغيرها من الأمور التى تعارض تعاليم الدين الإسلامى. على إثر ذلك قرر الاجتماع العاجل والدائم مع علماء الأزهر ومجمع البحوث الاسلامية وأصدر بياناً شديد اللهجة أهاب فيه بالأمة الاسلامية عدم الالتزام بأى من بنود هذا المؤتمر التى تخالف الشريعة وكان لهذا البيان أثره القائد على الحكومة المصرية والقيادة السياسية التى أعلنت من فورها تبنى موقف شيخ الأزهر. وأصدر الرئيس مبارك بيانه الذى أكد فيه أن مصر المسلمة لن تسمح للمؤتمر بأن يصدر أى قرار يصطدم مع الدين الإسلامى الحنيف وقيمه السمحة وبالفعل تحقق للشيخ ما أراده وفشلت بنود المؤتمر.
4 ـ الموقع الرابع هو السجال الذى دار بين الأزهر الشريف فى عهد فضيلة الإمام الأكبر جاد الحق على جاد الحق ووزير التعليم الذى أصدر قراره بمنع الحجاب من المدارس الابتدائية وضرورة موافقة ولى الأمر فى المراحل الإعدادية والثانوية وأصدرت لجنة الأزهر قراراً أعلنت فيه مخالفة القرار الوزارى للشريعة الإسلامية.
5 ـ تصدى الشيخ جاد الحق على جاد الحق لقرار وزير الصحة بمنع ختان الإناث وقال “إنه من شعائر الإسلام ولا يجوز منعه” وتمسك الراحل بموقفه بالرغم من الدعاوى القضائية التى أقيمت ضده، وفقا لصحيفة الأهرام الرسمية.
بعض الحكايات التي حدثت في قصر مبارك كانت تُروي سراً قبل الثورة حتي طواها النسيان ورغم مرور وقت طويل علي حدوثها إلا أنها تكشف بحق عن معادن الرجال وتوضح مدي اعتزازهم بأنفسهم أو مدي ذلهم وانكسارهم أمام جبروت الحاكم الفرعون ومن ضمن تلك الحكايات التي ظلت تُروي سراً بين جنبات الأزهر وشيوخه الكبار تلك الواقعة التي حدثت بين شيخ الأزهر الراحل جاد الحق علي جاد الحق وتعرفها أسرته تماماً وبين المخلوع مبارك .
موقفه من الربا مع حسني مبارك :
فقد أراد مبارك أن يستصدر فتوي من شيخ الأزهر بإباحة فوائد البنوك وأن تصدر فتوي رسمية من الأزهر بذلك وكان الأزهر يُحرمها تماما ويُفتي بأنها ربا صريح مائة في المائة وهو الرأي الأرجح لمعظم العلماء وكان الاقتصاديون قد أوعزوا لمبارك أن الناس لا تضع أموالها بالبنوك بسبب فتوي الشيخ جاد الحق فقال مبارك في أحد اجتماعاته مع بعض المشايخ ووزير الأوقاف موجهاً حديثه للشيخ جاد :
باقولك إيه يا مولانا البنوك قربت تفلس والناس لا تضع أموالها بالبنوك .. عايزين فتوي من فضيلتك تنقذ الاقتصاد المنهار وتحلل وضع الفلوس في البنوك لأن الناس بتضع كل ثقتها في الأزهر ودي ضرورات برضه
فما كان من شيخ الأزهر إلا أن انتفض واقفاً وقال لمبارك بغضب شديد :
ومن قال لك أني أحرم أو أُحلل ؟ إن الذي يُحلل أو يُحرم هو الله ولن تتغير فتواي أبداً أبداً بتحريم فوائد البنوك
فاحمر وجه مبارك خجلا ووقف وقال للشيخ جاد : يا مولانا ده أنا كنت باهزر!
فواصل الشيخ جاد غضبه علي مبارك وعنفه قائلاً بمنتهي الحسم :
هذا موضع لا مجال للهزل فيه .
هناانصرف مبارك وهو يمسح آثار عرقه ، وخشي منافقو القصر المتواجدين من التعرض بالكلام لشيخ الأزهر أو محاولة تهدئته حتي لا ينالهم ما نال مبارك فساد الصمت قاعة الإجتماع حتي انصرف شيخ الأزهر .
وظلت الحكاية تُروي سراً كما قلنا بين جنبات الأزهر للفخر بالشيخ جاد الحق فكانوا يقولون ده الشيخ أدي لمبارك قلم أخرسه خالص قال عايز فتوي خصوصي من شيخ الأزهر !