قابلت ذات يوم أحد زملاء الجامعة في معرض أقيم بإحدى الكليات وحدثني عن تأسيس أول نادي خطابة في قطر باللغة العربية وأنه يحضر إجتماعاته بانتظام لإثراء اللغة فضلاً عن اكتساب مهارة التحدث أمام العامة بجاذبية وتأثير. كنت أستمع إلى حديثه ولم أكن أنوي أن أنضم إلى النادي حيث أنه أول ما خطر ببالي أنه سيكون مليء بأشخاص تجاوزت الستين عاماً أو بفقهاء لغة من النوع الخاص لن يكون لي مكاناً بينهم. مر حوالي 3 أشهر على هذا الحدث واستلمت إعلان الاجتماع الرسمي، شئ ما دفعني إلى الحضور وذهبت بالفعل إلى هذا الاجتماع. تميم توستماسترز.. النادي الذي وجدت بداخله حياة لم أكن أعرفها، لم تسنح لي الفرصة أن أكتشفها قبل ذلك وأشكر ذلك اليوم الذي فتحت عيني فيه لأراها. نادي تميم توستماسترز ليس عبارة عن نادي يعلم فنون الخطابة فحسب إنما هو عبارة عن مجتمع بداخل المجتمع، يومان في الشهر يلتقي فيهما نخبة من سكان الدولة، من جميع الأعمار والتخصصات. ساعتان لكل يوم منهما نخرج وكأننا أناس آخرين ولا أذكر أبداً أنني شعرت بالملل ولو لدقيقة واحدة أثناء اجتماعات النادي بل كنت أتمنى أن تدوم الساعتان أطول فلا أفارق هذه الحياة إلى حين آخر.
نادي تميم توستماسترز هو نادي تابع لمنظمة التوستماسترز العالمية للخطابة وهي مؤسسة غير ربحية تتخذ كاليفورنيا مقراً رئيساً لها وشعار المنظمة هو " حيث يصنع القادة". المؤسسة وضعت هذا الشعار لأنها تؤمن بأن فن الخطابة العامة هو لا يصنع متحدثين جيدين فحسب بل أنه يصنع قادة، يغير تفكير الشخص نحو عدة أشياء في الحياة ولا أبالغ إذا قلت أنه قد يغير الشخص نفسه ويجعل منه انساساً آخر. يقول ديل كارنيجي في كتابه "دع القلق وإبدأ الحياة" أن البرنامج الذي درسه في فن الخطابة العامة كان أجدى عليه في حياته العملية من كل ما درسه من البرامج.
من يدخل عالم الخطابة العامة – متمثل في منظمة التوستماسترز من وجهة نظري- ينبني لديه إنتماء شديد له، تجده يدافع عنه بضراوة وإذا غاب عنه لمدة قصيرة يشعر وكأن شئ ما ينقصه وسرعان ما تجده عائداً لعالمه من جديد.
تقيم المنظمة مسابقات سنوياً تبدأ بالنوادي في كل قطاع( عدد من البلدان) والمتأهل منها يتسابق في الدولة الأم ( الولايات المتحدة)وقد حظيت بفرصة تمثيل قطر في إحدى القطاعات في مؤتمر أقيم بأبو ظبي بمايو 2016 ولك أن تتخيل عزيزي القارئ مدى ضخامة شبكة العلاقات التي كونتها من تلك الرحلة وبعد إنضمامي للنادي على وجه الخصوص. الجدير بالذكر أن الفائز ببطولة العالم للخطابة العامة لعام 2015 هو السعودي محمد القحطاني الذي أسعد الوطن العربي كله بهذا الإنجاز.
النادي يقيم اجتماعاته مرتان في الشهر كل منهما ساعتان. العجيب في الأمر أنه منذ انضمامي إلى النادي منذ 7 أشهر لم أجد اجتماعاً واحدا يخلو من الضيوف غير المسجلين بالنادي والأعجب من ذلك أنه لا يمر عدة أيام إلا وقد سجلوا معنا أعضاء منتظمين. النادي يرحب بكم دائماً وجميع الأعضاء يشرفهم إنضمامكم إلينا.
لمعرفة مواعيد الاجتماعات والاستفسار عن المقر يرجى التواصل مع التوستماستر أروى خضر على جوال 66204542