قد يظن الشعراء الذين يهيمون بجمال القمر وسطوع ضوئه ليلة البدر بأن القمر سيكون أكثر أُنسا ورومانسية لو كان أقرب قليلا، بل إن كثيرا من هواة الفلك يتمنون ذلك، فما أجمل أن تسافر ليلا في ضوء القمر، وأن تغني له وتسامره، وما أجمل أن ترى تضاريس القمر دون الحاجة إلى تلسكوب، وما أجمل أن ترى تلك الفوهات التي أحدثتها نيازك جمة ارتطمت بسطحه قبل مئات الملايين من السنين فتركت معالم غاية في الهدوء ملأت وجهه المقابل لنا والبعيد فأصبحت كأنها حقول زراعية دائرية.
لكن الحقيقة خلف هذه الأمنيات لن تكون أجمل مما هي عليه الآن، بل إن ذكرياته ستكون مؤلمة حزينة، إذ إن القمر عالم قاحل لا حياة عليه ولا هواء ولا ماء، فقد اعتقد القدماء أن سهوله داكنة اللون بسبب الماء الذي يشكل البحار، وما أدركنا عكس ذلك إلا بعد أن اخترع التلسكوب فرأينا الصحارى تلو الصحارى، والجبال الصماء تلو الجبال، لكننا لم ندرك الحكمة وراء كونه بعيدًا أو صغيرا أو ربما قاحلا إلا في عصر متأخر، فماذا لو اقترب القمر؟
سؤال غريب، لكنه مخيف. فلو اقترب القمر أكثر مما هو عليه الآن (384 ألف كيلومترا) لارتفعت مياه البحار أكثر بكثير مما تكون عليه عادة بسبب المد، ولتسبب ذلك في غرق جميع المدن الساحلية .....
لقراءة الموضوع كاملا