بقلم / عائشة جاسم الهيل :
أصبحت ظاهرة انتشار الخادمات في المنازل لها تأثير سلبي, فلا يخلو بيت دون وجود خادمة في المشاركة بالأعمال المنزلية والاهتمام بالأطفال, ووجود الخادمات الأجنبيات في المنزل له تأثير على لغة الطفل وعاداته وتقاليده وانتشار نسبة الجريمة بما في ذلك السرقات والعلاقات المشبوهة داخل المنزل والاطلاع على أسرار الأسرة وتحمل الأعباء المالية الكبيرة للأسرة.
ف
ي الآونة الأخيرة,أصبح الأطفال متعلقين بالخدم أكثر من والدتهم لأنهم يقضون أكثر الأوقات معهم بل قد يظن البعض بأن خادمته هي أمه,ونتيجة للإحصائيات التي تمت في دولة قطر تحت عنوان "الاتجاه نحو الخادمات وأثره على أساليب التنشئة الأسرية والتوافق النفسي للأبناء بدولة قطر", في إن الحاجة إلى الخادمة لتربية الطفل فـ 75.5% من الأمهات القطريات يرين ضرورة الاعتماد على الخدم,32.5% يعتمدون على الخدم بسبب انشغال المرأة بالعمل و54.7% من الأمهات يجدن مشكلة في تأثير الخادمات على الأطفال من العادات السلبية كالكذب والتكاسل والتمادي في الأخطاء.
وفي إطار الدراسات التي أقيمت حول تأثير الخدم على الأطفال أظهرت الباحثة اعتدال عطيوي في رسالة الماجستير سنة 1309هـ, استخلصت بأن أول الأسباب للجوء إلى الخدم هو عمل الأم خارج المنزل, ومقارنة بما نراه في واقعنا الحالي بمجتمعنا حتى الآن هو أن جلب الخادمات أصبح ضروريا سواء كان وضع الأم موظفة أم غير موظفة, وأشارت أن وجود الخادمة في المنزل أدى إلى الاتكالية والاعتماد على الآخرين.
الكثير من الأمهات يلقين مبررات بالحاجة إلى الخادمات في المنزل ككثرة الأعباء المنزلية وعمل الزوجة وانشغال الأب, فهناك بعض الحلول قد تساعد على تجنب هذه المشكلة كتقليل عدد ساعات العمل لدى المرأة ليكون لديها الوقت الكافي لمباشرة أسرتها, وإصدار قانون لتحديد العدد المسموح به لجلب الخادمات,
وتوعية أفراد الأسرة بضرورة المشاركة في الأعمال المنزلية, وزيادة الوعي بخطر الخادمات بمشاكلهن عن طريق وسائل الإعلام المتنوعة.