السلام عليكم
صبحكم الله بالخير ..
مقالي لهذا الاسبوع في جريدة الشرق
عن المرأة المطلقة في المجتمع القطري
.. ][ .. المطلقة ..][..
انتشرت في مجتمعنا ـ في الفترة الماضية ـ نظرة فوقية وتقليل كبير من المرأة المطلقة بطريقة غريبة وغير مبررة، وهو الأمر الذي دفعني لكتابة هذا المقال؛ ولي وقفات ورأي في هذا الموضوع أشارككم به في السطور القادمة.. في بداية الأمر؛ حال وقوع الطلاق بين الطرفين تبدأ أصابع الاتهام في المجتمع تنهال على الطرفين وخاصة الزوجة، فهنا يجب أن نقف على أنه ليس شرطاً حال وقوع الطلاق أن يكون بسبب سوء أحد الطرفين، ولكن يكون فقط عدم توفيق وانسجام بين الطرفين، وربما يكون من الزوج أو الزوجة، ولكن للأسف في مجتمعنا تنتشر كلمة "إذا كانت سنعه ما كان طلقها"، وهو امر يلقي اللوم على المرأة، وهو مفهوم خاطئ ويجب أن يتم الحد منه لما له من آثار سلبية كبيرة على المجتمع، فليس شرطا أن يكون السبب منها، وحتى لو كان منها، فلا يعني ذلك إقصاءها والتقليل منها.
وبعد الطلاق ينظر المجتمع للمرأة المطلقة بنظرة فوقية، ويكون هناك تشويه لسمعتها، وهو أمر غير منطقي، حيث كما قلنا: إنه الأسباب تتعدد، بالإضافة إلى ان الطلاق ليس معناه أن تصبح المرأة في درجة أقل في المجتمع، ويصبح عرضها واسمها على كل لسان، ولا يرغب أحد من الزواج بها، فالطلاق حل لمشكلة، وليس مشكلة تجلب مشكلة أكبر، فالحاصل حاليا ان الطلاق أصبح حل المشكلة بمشكلة أكبر.
وتبعاً لما ذكرنا أصبح زواج المطلقة أمرا صعبا لأسباب عديدة لا يسع المقام لذكرها هنا، فأصبحت هذه مشكلة جديدة، حيث أصبح حتى لو أراد أحد أن يتزوج الرجل منن مطلقة، يتكلم الناس فيه ويقولون: إن هذا الرجل لا يرغب أحد بالزواج منه، فذهب للزواج من المطلقة، وهذا أمر مقزز ومرفوض جداً في المجتمع، ويجب علينا أن نسأل أنفسنا: هل شرع الله الطلاق لتصبح هذه حال المرأة؟
والمرأة المطلقة في مشكلة نفسية طبيعية بسبب ما عانته، بالإضافة أنها تخاف أن تعيش تجربة فاشلة أخرى، والمجتمع يضخم المشكلة، فيصير لديها مشكلتان، فبدل أن يساعدها المجتمع على تخطي مشكلتها ويخفف عنها، يسبب لها المجتمع مشكلة أكبر من الأولى.
فلو كانت هذه نظرتنا للمرأة المطلقة فلن يتزوجها أحد، فإن لم يتزوجها أحد هنا سيكون الخلل والمشكلة في المجتمع، وكل هذا بسبب جهل وسوء ظن من المجتمع، فدعوا الخلق للخالق، المرأة المطلقة هي جزء من المجتمع، ولا يجب أن تتم معاملته بهذه الطريقة.
ختاما يجب أن تتم معاملة المرأة المطلقة معاملة أي أمرأة عادية، وألا يكون هذا عائقا في زواجها، ولا يصبح اسمها على كل لسان، فالمجتمع ـ في هذه الحال ـ يصنع مشكلة كبيرة نرى نتائجها، فالمرأة المطلقة امرأة عادية، عاشت تجربة زواج غير ناجحة.
ويعطيكم العافيه