بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يجوز قول(الزمن غدار)وذلك لأن الزمن لا تصريف له للأمور،وإنما الذي يصرفه،ويصرف كل الكون ويدبر أمره هو الله وحده لا شريك له،ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم،عن سب الدهر،لأن هذا السب سيعود في حقيقته إلى الله،تعالى الله عن ذلك،
بعض الناس يقولون،هذا زمان أقشر،أو الزمن غدار،أو يا خيبة الزمن الذي رأيتك فيه،
فهذا حرام ولا يجوز،لأن ما حصل في الزمن فهو من الله عز وجل،فمن سبه فقد سب الله،ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي(يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر،بيدي الأمر أقلب الليل والنهار)
أن يقولها على سبيل الإخبار،فهذا لا بأس به،ومنه قوله تعالى عن لوط عليه الصلاة والسلام(وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ)أي،شديد،وكل الناس يقولون،هذا يوم شديد،وهذا يوم فيه كذا وكذا من الأمور، وليس فيه شيء،
وأما قول،هذا الزمن غدار،فهذا سب،لأن الغدر صفة ذم ولا يجوز، وقول،يا خيبة اليوم الذي رأيتك فيه،إذا قصد يا خيبتي أنا،فهذا لا بأس فيه،وليس سبا للدهر،وإن قصد الزمن أو اليوم فهذا سب فلا يجوز،
أخرج البخاري ومسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال الله تعالى(يؤذيني ابن آدم يسبّ الدّهر وأنا الدّهر أقلّب الليل والنهار)وفي رواية، وَفي رواية لمسلم(لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر)
والمراد(فأنا الدهر)أي،مدبر الدهر ومصرفه بإرادته سبحانه وتعالى، لقوله تعالى(وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)آل عمران،
فمن سبَّ الوقتَ وقبّح الأيام والشهور والسنين،فقد آذى الله سبحانه وتعالى،لأنّه هو سبحانه الذي أوجد ما يكرهه العبدُ ويتألّم به، واللهُ تعالى يتأذّى ببعض أفعال عباده وأقوالهم التي فيها إساءة في حقّه، كما،قال النبي صلى الله عليه وسلم(ليس أحد أصبر على أذى سمعه من الله تعالى،إنهم ليدَّعُون له ولداً،ويجعلون له أنداداً،وهو مع ذلك يعافيهم ويرزقهم)رواه البخاري،
وفي قوله تعالى(إِنَّ الذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا)الأحزاب،
والواجب على المسلمين حسن الظنِّ بالله،إذا أصابهم ما يكرهون أن يحمدوا الله على كلّ حال،ويرضوا بقضاء الله وقدره،وأنّ ما أصابهم إنّما بسبب الذنوب والمعاصي،وعليهم أن يرجعوا إلى الله بالتوبة والإنابة ويصبروا على ما حل بهم من مصائب ويحتسبوا أجرها عند الله تعالى،
وجدير بالتنبيه أنّه لا يسبّ الوقت أو ذمّ الزمن أو تقبيح الدهر ووصف السنين بالشدَّة والأيّام بالنحس،
وقوله تعالى(فِي يَوْمٍ نَحْسٍ مُسْتَمِرالقمر،أي،نحس على الناس،أمّا الأيّام والسنون فليس لها من الأمر في شيء،والأمر كلّه لله،


اللهم اجعلنا نعبدك حق عبادتك ولاتلهنا عن ذكـرك وابعد عنا سبل الشيـطان،وفقهنا لدينك،واجعلنا من عبادك المـوحديـن المخلصيـن،ووفّقنا لشكرك،وأن نعمل صالح ترضاه عنا،
اللهم آمين.