صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 32

الموضوع: بائع الأقنعة !!!

  1. #1
    عضو
    رقم العضوية
    47002
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    المشاركات
    132

    بائع الأقنعة !!!

    السلام عليكم

    عندما كنت اسير في احد الشوارع على قدمي شعرت باعراض إدماني على القهوة فبحثت عن اقرب مقهى
    ووجدته في ناصية الشارع وهو مكون من قسمين قسم داخلي والاخر خارجي , ولأنني اعرف فضولي جيداً
    فقد جلست في فناءه الخارجي لوجود الكثير من رواد المقهى به , فالوحدة تجعلك تسترق السمع لبعض
    احاديثهم أو قفشاتهم ولكن هذه المره كان الوضع مختلفاً فلم اكد اجلس على الكرسي حتى لفت نظري محل
    أو معرض مقابل المقهى رواده كثر على الرغم من صغر مساحته , هذه المرة لم استرق السمع بل جلست
    اشاهد ذلك المحل بذهول شديد , فالذين يدخلونه اعدادهم كثيرة جداً ,, لأول مرة اشعر أن قهوتي حارة جداً
    ولا استطيع شربها بسرعة فالفضول لدي اشتغل بسرعة 450 حصان .
    حاسبت النادل وتركت قهوتي وذهبت لذلك المحل ويا لصدمتي انه يبيع أقنعة فقط , فقلت لابد ان هنالك
    سر فذهبت للبائع وقلت له .

    انا : السلام عليكم
    البائع : ( نظر الي نظرة عابرة ولم يرد السلام ) فقد كان مشغول بغيري من الزبائن

    اضطررت أن انتظر لحين تفرغه لي , وبعد فترة طويلة التفت لي وقال تفضل اي قتاع تريد ؟
    انا : مانوع الأقنعة لديك ؟
    البائع : كل الانواع ,, ثقافي , ديني , تاجر , فنان , ثوري , سياسي , شاعر , حبّيب
    انا : ماذا حبّيب أم حبيب ؟
    البائغ : بل حبيّب
    انا : اهاااا وماذا أيضاً ؟
    البائع : كل نوع تُريده موجود .
    انا : حسناً وماذا يفعلون بهذه الأقنعة ؟
    البائع : كل من يريد صنف من هذه الاصناف كل ماعليه ان يرتديه أمام الناس ليبدو لهم انه
    يحمل صفة ذلك القناع فيصل لمبتغاه دون عناء أو جهد كبير .
    انا : الا يوجد لديك قناع يكشف زيف جميع الأقنعة ؟
    البائع : ( نظر اليّ نظرة غضب وتركني لعميل آخر ) .

    وعدت لقهوتي لأسترق السمع .

    من كتاباتي ,,

  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية سالم الزهران
    رقم العضوية
    49581
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    الدولة
    نيس نيبورهود
    المشاركات
    13,858
    تسلم ايدك يا اخ حظيّظ

    وصفت فأبدعت و لنا فيها عبرة

    أشكرك

    اللهــــــم ارحم أخي فايز واسكنه فسيح جناتك وسائر أموات المسلمين

  3. #3
    عضو فعال الصورة الرمزية يمامـة
    رقم العضوية
    46696
    تاريخ التسجيل
    Dec 2013
    المشاركات
    7,477
    ياسلام جميل جدا ما قرأته

    وجميل جدا تصرف النادل الجنتل اللي صبر على الفضولي
    اللي راح صوب محل الأقنعة وترك قهوته ورجع ولقاها مثل ما هي وما شربها النادل..

    احييك على الأسلوب في الكتابة..

    وبتكون لي عودة ثانية ان شاء الله للحديث عن الأقنعة..

    الى اللقاء..

  4. #4
    عضو
    رقم العضوية
    47002
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    المشاركات
    132
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الزهران مشاهدة المشاركة
    تسلم ايدك يا اخ حظيّظ

    وصفت فأبدعت و لنا فيها عبرة

    أشكرك
    هلا ومرحبا أخي سالم
    شرفني مرورك الكريم .

  5. #5
    عضو
    رقم العضوية
    47002
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    المشاركات
    132
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يمامـة مشاهدة المشاركة
    ياسلام جميل جدا ما قرأته

    وجميل جدا تصرف النادل الجنتل اللي صبر على الفضولي
    اللي راح صوب محل الأقنعة وترك قهوته ورجع ولقاها مثل ما هي وما شربها النادل..

    احييك على الأسلوب في الكتابة..

    وبتكون لي عودة ثانية ان شاء الله للحديث عن الأقنعة..

    الى اللقاء..
    شدراج اني فضولي
    هلا وسهلا بأختي يمامة
    تشرفينا أي وقت .

  6. #6
    عضو مؤسس
    رقم العضوية
    30107
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    3,958
    مراكز التواصل الاجتماعي مثل التويتر وغيرها ... مراكز يبدع فيه صناع الاقنعه
    سوف تندهش من عددها وانواعها ...اصبحت مرتع وسوق لهم ...
    قناع المتباكي وضاحك والمتسلق والمتملق والانتهازي والمتذمر والمتأمل والناصح ...

    اصبح مرتدين الاقنعه هم من يمشي بجاورك ومن يتكلم معك ومن يحاورك
    اصبحت الحياة تقاس وتعاش بهذه الاقنعة فهي سوق قائمة
    زبائنها بشر يعيشون حياة اختلط فيها قناعهم بحقيقتهم
    فلا تستطيع الاستغناء عن اقنعتهم ولا يستطيعون الرجوع لطبيعتهم بوصلتهم ضائع
    ياليت ربي بس .. حلل لنا شي
    فتح القبور ومعايدة ساكنينه !!

    ودي اعايد ميت في داخلي حي
    اللي عجزت انساه وأنسى سنينه !!

  7. #7
    عضو فعال الصورة الرمزية يمامـة
    رقم العضوية
    46696
    تاريخ التسجيل
    Dec 2013
    المشاركات
    7,477
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حظيظ مشاهدة المشاركة
    شدراج اني فضولي
    هلا وسهلا بأختي يمامة
    تشرفينا أي وقت .
    اهلين وسهلين اخوي حظيظ ....> شنهو يعني حظيظ؟ ( عيزانة ادور في النت )
    البطل في موضوعك باين عليه الفضول وهو اعترف بعد ان الفضول اشتغل لديه بسرعة 450 حصان..
    ....


    وها انا قد عدت للتعقيب على مشاركتك.. واعذرني لو تعقيبي طويل..


    هنا وفي هذه اللحظة وانا اقف امام خزانة الاقنعة باحثا عن قناع بعينه.. تذكرت ذلك اليوم الذي مددت يدي لاخذ القناع الذي سيواري انكساري و هواني امام الناس...
    فمنذ زمن بعيد لم اكن احتاج الى ذلك القناع مالم اتأكد حينها انني ما زلت حيا بعد ان ضجت دقات قلبي الميت معلنة ان حياتي لم تتوقف رغم موتي ... فدبيب تلك الدقات يصدع صداها في جنبات جسدي الخاوي من اي روح كقرع طبول افريقية حدادا على موت زعيمها الاكبر.. فأنا ميت الان ولكنني اعيش بين الناس ومع الناس .. فموتي لي وحدي وعيشي امام الاخرين فهو لهم وليس لي ..


    اعاني رغم موتي لانني لست ميتا امام الناس من حولي.. وحتى اتعايش مع وجودي معهم فانا احتاج الى قناع الشجاعة لمواجهة من تسببوا في قتلي... و احتاج الى قناع الفرح في مواجهة من ليس لهم ذنب لرؤية انكساري.. واحتاج الى قناع السكينة و الهدوء رغم هيجان مشاعري الساخطة والغاضبة على حالي امام من اضطر ان اجالسهم لمناسبة اجتماعية او جلسات عمل.. فأنا ميت كليا ولكن
    هل عسى الموت ان يمنع الميت من سماع اصوات الاحياء من حوله عبر الايام والسنين؟ ..
    لا .. لا يمكن للموت فعل ذلك لفترة طويلة ..
    فالميت يسمع نواح وانين وبكاء من يحيطون به ساعة موته حزنا عليه.. بل يسمع اوقاع اقدامهم حينما يتركونه في لحده وحيدا.. الا ان علاقته وصلته بهذه الدنيا تنتهي مع ابتعاد وقع خطوات اخر شخص بقي معه.. ويدخل عالمه الاخر..


    بينما انا ميت في هذه الدنيا اعيش عوالم الاخرين... اسمع ضحكات و همسات وقهقهات من تسببوا في موتي وان رحلوا عني وتركوني ... وبل اشاهد بريق الفرح والسعادة يشع من اعينهم.. وقد أضطر لمجالستهم ومشاهدة مراسم تشيع جنائز ضمائرهم وهم يشربون نخب انتصارهم.. لذلك احتاج الى لبس الاقنعة..
    فحاجتي الى الاقنعة كحاجة الانسان الى شربة ماء بعد ايام من العطش والجوع.. فكيف لي الاستغناء عن ما اقتنيته من اقنعة او التوقف عن شراء الجديد منها لان هناك من يسيء استخدامها؟؟ .... لم أتمكن من الاستغناء عنها فمجموعتي المفضلة من الاقنعة التي تتناوب الالتصاق بوجهي خلصتني من فضول المتسائلين و تعاطف المشفقين عند مشاهدتهم لي من دونها ...

    هكذا كانت حياتي منذ زمن بعيد .. اخفي حزني و تعاستي و المي و انكساري و خوفي ممن يحيطون بي خلف اقنعة كانت الى وقت قريب من افضل الأشياء التي تعلمتها في حياتي .. الى ان فتحت لي الدنيا ابوابها وبدأت بشائر الخير تهل علي.. من تطور في درجاتي الوظيفية و تغيير في حالتي المادية وسقوط مدوي لقاتلي روحي .. و توافق روحي مع احدى قريباتي التي عقدت قراني عليها..
    احداث و اقدار سعيدة متتالية و متسارعة جعلتني اقف امام خزانة اقنعتي احدثها برغبتي بالتخلص منها.. فوجهي لم يعد بحاجة الى قناع الفرح او الابتسامة او الهدوء او الرضا.. فقد طبعت التغييرات الجديدة في حياتي خطوط عريضة للفرح و الابتهاج والرضا و تمددت عضلات وجهي فلم تعد تستطيع الانكماش وان تواجهت مع الحزن او الالم ..


    بعد تردد كبير عقدت اتفاقا مع اقنعتي ان اتخلص منها جميعا .. وما ان مددت يديّ حتى اخلص نفسي و خزانتي منها و اضعها في صندوق خاص بها اذ بهاتفي الخلوي يصدر نغمة اشارة مسلسل "جراند دايزر" فعلمت ان المتصل هو صديقي في العمل .. تركت كل شيء و اجبت على اتصاله واذ به يبكي بحالة هيسترية.. فهو في احد المستشفيات بعد ان شاهد احداث سقوط صديقه صريعا في احدى الحوادث القاتلة .. وكنت اقرب من يحتاجه في هذه اللحظات... اسفت وحزنت على ما هو عليه من وضع.. ولم تستطع ملامح وجهي ان تتفاعل مع الحدث وبل بقيت عضلات وجهي متمددة راسمة الفرح على وجهي رغم محاولاتي الكثيرة لتغييرها..
    يئست من تغييرها و وضعها لا يليق بالحدث الجديد.. تذكرت اقنعتي فعدت الى الخزانة باحثا عن قناع للحزن فلم اجد شيئا لانني لم اكن احتاج لمثل هذه الأقنعة ..


    نظرت الى ساعتي فوجدتها اقتربت من السادسة مساء .. فاسرعت بتجهيز نفسي والخروج بأقصى ما لدي من همة كي اتمكن من الوصول الى محل بائع الاقنعة واشتري قناعا للحزن قبل ان يغلق ابواب محله كسائر المحلات عند تمام الساعة السادسة والنصف..

    وصلت المحل بعد عشر دقائق فوجدت المحل مكتظا بالزبائن و صاحبه مع احد الزبائن يطرح عليه هذا السؤال: " الا يوجد لديك قناع يكشف زيف جميع الأقنعة ؟ " فما كان من صاحب المحل الان تركه بعد ان رمقه بنظرة غاضبة و أتاني مرحبا بي و يثني على قناعي الجديد الذي البسه وانه اعجب به فهو يبدو حقيقيا وصمم بيدي مصمم بارع (لم يميز وجهي انه من غير قناع ) مبديا رغبته في عرض اخر ما وصلته من اقنعة للفرح و السعادة وبتقنيات و تصاميم جديدة.. بادلته الترحيب و قاطعته بأنني اليوم ابحث عن قناعا للحزن وليس كما عهدني في السابق ..

    و كعادته لم يكن البائع انسانا فضوليا رغم استغرابه من طلبي الجديد .. فهو لا يسأل عن حاجة مرتادي محله عن سبب اختيارهم للاقنعة .. في خطوات سريعة ذهب وعاد وبيديه مجموعة مختلفة من الاقنعة التي تختلف باختلاف الحاجة الى اظهار الحزن.. فاخترت القناع الذي يجعل من وجهي حزينا على قدر معقول دون تبذل او مبالغة ومن غير دموع.. دفعت ثمن القناع وخرجت من المحل مودعا صاحبه آملا في قرارة نفسي ان لا احتاج اليه مستقبلا..
    وبينما انا اقف خارج المحل احاول ارتداء القناع وتثبيته لمحت شخصا جالسا على كرسي امام طاولة لمقهى مشهور على ناصية الشارع المقابل لمحل بائع الأقنعة وهو يراقب الناس من حوله ويدقق على كل ما يشاهده.. امعنت النظر به فتذكرت انه ذاته الشخص الذي كان في المحل عند دخولي اليه.. كاد قناعي الحزين ان يبتسم حينها لان ذلك الرجل كان يبحث عن قناع يكشف زيف الاقنعة الاخرى.. فهمست له من بعيد قائلا: "قد تستطيع كشف زيف الاقنعة ولكنك لن تستطيع كشف زيف القلوب ".. وتحركت مسرعا حتى لا يلاحظني وانا اهمس له فيتبعني ليستفسر عن سبب ملاحظتي له..و اكملت طريقي ذاهبا لمواساة صديقي بعد ان تشبث القناع الجديد على وجهي ..
    التعديل الأخير تم بواسطة يمامـة ; 02-10-2016 الساعة 10:00 AM

  8. #8
    تميم المجد الصورة الرمزية Charisma
    رقم العضوية
    21588
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    Sky
    المشاركات
    10,023
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يمامـة مشاهدة المشاركة
    اهلين وسهلين اخوي حظيظ ....> شنهو يعني حظيظ؟ ( عيزانة ادور في النت )
    البطل في موضوعك باين عليه الفضول وهو اعترف بعد ان الفضول اشتغل لديه بسرعة 450 حصان..
    ....


    وها انا قد عدت للتعقيب على مشاركتك.. واعذرني لو تعقيبي طويل..


    هنا وفي هذه اللحظة وانا اقف امام خزانة الاقنعة باحثا عن قناع بعينه.. تذكرت ذلك اليوم الذي مددت يدي لاخذ القناع الذي سيواري انكساري و هواني امام الناس...
    فمنذ زمن بعيد لم اكن احتاج الى ذلك القناع مالم اتأكد حينها انني ما زلت حيا بعد ان ضجت دقات قلبي الميت معلنة ان حياتي لم تتوقف رغم موتي ... فدبيب تلك الدقات يصدع صداها في جنبات جسدي الخاوي من اي روح كقرع طبول افريقية حدادا على موت زعيمها الاكبر.. فأنا ميت الان ولكنني اعيش بين الناس ومع الناس .. فموتي لي وحدي وعيشي امام الاخرين فهو لهم وليس لي ..


    اعاني رغم موتي لانني لست ميتا امام الناس من حولي.. وحتى اتعايش مع وجودي معهم فانا احتاج الى قناع الشجاعة لمواجهة من تسببوا في قتلي... و احتاج الى قناع الفرح في مواجهة من ليس لهم ذنب لرؤية انكساري.. واحتاج الى قناع السكينة و الهدوء رغم هيجان مشاعري الساخطة والغاضبة على حالي امام من اضطر ان اجالسهم لمناسبة اجتماعية او جلسات عمل.. فأنا ميت كليا ولكن
    هل عسى الموت ان يمنع الميت من سماع اصوات الاحياء من حوله عبر الايام والسنين؟ ..
    لا .. لا يمكن للموت فعل ذلك لفترة طويلة ..
    فالميت يسمع نواح وانين وبكاء من يحيطون به ساعة موته حزنا عليه.. بل يسمع اوقاع اقدامهم حينما يتركونه في لحده وحيدا.. الا ان علاقته وصلته بهذه الدنيا تنتهي مع ابتعاد وقع خطوات اخر شخص بقي معه.. ويدخل عالمه الاخر..


    بينما انا ميت في هذه الدنيا اعيش عوالم الاخرين... اسمع ضحكات و همسات وقهقهات من تسببوا في موتي وان رحلوا عني وتركوني ... وبل اشاهد بريق الفرح والسعادة يشع من اعينهم.. وقد أضطر لمجالستهم ومشاهدة مراسم تشيع جنائز ضمائرهم وهم يشربون نخب انتصارهم.. لذلك احتاج الى لبس الاقنعة..
    فحاجتي الى الاقنعة كحاجة الانسان الى شربة ماء بعد ايام من العطش والجوع.. فكيف لي الاستغناء عن ما اقتنيته من اقنعة او التوقف عن شراء الجديد منها لان هناك من يسيء استخدامها؟؟ .... لم أتمكن من الاستغناء عنها فمجموعتي المفضلة من الاقنعة التي تتناوب الالتصاق بوجهي خلصتني من فضول المتسائلين و تعاطف المشفقين عند مشاهدتهم لي من دونها ...

    هكذا كانت حياتي منذ زمن بعيد .. اخفي حزني و تعاستي و المي و انكساري و خوفي ممن يحيطون بي خلف اقنعة كانت الى وقت قريب من افضل الأشياء التي تعلمتها في حياتي .. الى ان فتحت لي الدنيا ابوابها وبدأت بشائر الخير تهل علي.. من تطور في درجاتي الوظيفية و تغيير في حالتي المادية وسقوط مدوي لقاتلي روحي .. و توافق روحي مع احدى قريباتي التي عقدت قراني عليها..
    احداث و اقدار سعيدة متتالية و متسارعة جعلتني اقف امام خزانة اقنعتي احدثها برغبتي بالتخلص منها.. فوجهي لم يعد بحاجة الى قناع الفرح او الابتسامة او الهدوء او الرضا.. فقد طبعت التغييرات الجديدة في حياتي خطوط عريضة للفرح و الابتهاج والرضا و تمددت عضلات وجهي فلم تعد تستطيع الانكماش وان تواجهت مع الحزن او الالم ..


    بعد تردد كبير عقدت اتفاقا مع اقنعتي ان اتخلص منها جميعا .. وما ان مددت يديّ حتى اخلص نفسي و خزانتي منها و اضعها في صندوق خاص بها اذ بهاتفي الخلوي يصدر نغمة اشارة مسلسل "جراند دايزر" فعلمت ان المتصل هو صديقي في العمل .. تركت كل شيء و اجبت على اتصاله واذ به يبكي بحالة هيسترية.. فهو في احد المستشفيات بعد ان شاهد احداث سقوط صديقه صريعا في احدى الحوادث القاتلة .. وكنت اقرب من يحتاجه في هذه اللحظات... اسفت وحزنت على ما هو عليه من وضع.. ولم تستطع ملامح وجهي ان تتفاعل مع الحدث وبل بقيت عضلات وجهي متمددة راسمة الفرح على وجهي رغم محاولاتي الكثيرة لتغييرها..
    يئست من تغييرها و وضعها لا يليق بالحدث الجديد.. تذكرت اقنعتي فعدت الى الخزانة باحثا عن قناع للحزن فلم اجد شيئا لانني لم اكن احتاج لمثل هذه الأقنعة ..


    نظرت الى ساعتي فوجدتها اقتربت من السادسة مساء .. فاسرعت بتجهيز نفسي والخروج بأقصى ما لدي من همة كي اتمكن من الوصول الى محل بائع الاقنعة واشتري قناعا للحزن قبل ان يغلق ابواب محله كسائر المحلات عند تمام الساعة السادسة والنصف..

    وصلت المحل بعد عشر دقائق فوجدت المحل مكتظا بالزبائن و صاحبه مع احد الزبائن يطرح عليه هذا السؤال: " الا يوجد لديك قناع يكشف زيف جميع الأقنعة ؟ " فما كان من صاحب المحل الان تركه بعد ان رمقه بنظرة غاضبة و أتاني مرحبا بي و يثني على قناعي الجديد الذي البسه وانه اعجب به فهو يبدو حقيقيا وصمم بيدي مصمم بارع (لم يميز وجهي انه من غير قناع ) مبديا رغبته في عرض اخر ما وصلته من اقنعة للفرح و السعادة وبتقنيات و تصاميم جديدة.. بادلته الترحيب و قاطعته بأنني اليوم ابحث عن قناعا للحزن وليس كما عهدني في السابق ..

    و كعادته لم يكن البائع انسانا فضوليا رغم استغرابه من طلبي الجديد .. فهو لا يسأل عن حاجة مرتادي محله عن سبب اختيارهم للاقنعة .. في خطوات سريعة ذهب وعاد وبيديه مجموعة مختلفة من الاقنعة التي تختلف باختلاف الحاجة الى اظهار الحزن.. فاخترت القناع الذي يجعل من وجهي حزينا على قدر معقول دون تبذل او مبالغة ومن غير دموع.. دفعت ثمن القناع وخرجت من المحل مودعا صاحبه آملا في قرارة نفسي ان لا احتاج اليه مستقبلا..
    وبينما انا اقف خارج المحل احاول ارتداء القناع وتثبيته لمحت شخصا جالسا على كرسي امام طاولة لمقهى مشهور على ناصية الشارع المقابل لمحل بائع الأقنعة وهو يراقب الناس من حوله ويدقق على كل ما يشاهده.. امعنت النظر به فتذكرت انه ذاته الشخص الذي كان في المحل عند دخولي اليه.. كاد قناعي الحزين ان يبتسم حينها لان ذلك الرجل كان يبحث عن قناع يكشف زيف الاقنعة الاخرى.. فهمست له من بعيد قائلا: "قد تستطيع كشف زيف الاقنعة ولكنك لن تستطيع كشف زيف القلوب ".. وتحركت مسرعا حتى لا يلاحظني وانا اهمس له فيتبعني ليستفسر عن سبب ملاحظتي له..و اكملت طريقي ذاهبا لمواساة صديقي بعد ان تشبث القناع الجديد على وجهي ..







    بكل أمانة .. من أروع الردود اللي صادفتها ، مجاراة وتحليل ( مش ممكن !! ) .

    سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك.

  9. #9
    عضو فعال الصورة الرمزية يمامـة
    رقم العضوية
    46696
    تاريخ التسجيل
    Dec 2013
    المشاركات
    7,477
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Charisma مشاهدة المشاركة









    بكل أمانة .. من أروع الردود اللي صادفتها ، مجاراة وتحليل ( مش ممكن !! ) .
    وللأمانة ما اعرف شرد..

  10. #10
    تميم المجد الصورة الرمزية Charisma
    رقم العضوية
    21588
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    Sky
    المشاركات
    10,023
    حظيظ ، أهنيك على طرح الموضوع ، واعذرنا اذا خذينا وضعية ( المشاهد ) ، مثل هالمواضيع تعتبر ( نكست لفل ) .

    سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك.

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •