#ثلاثية_الإستبداد
في عالمنا العربي المأزوم ألفُ أزمة, المتخلفُ برغم الثروة يلحُ علي سؤال عن الوقت الذي ستنتهي فيه هذه المدافعة بين الشعوب العربية والطبقات الحاكمة التي تسلطت عليها. وعندما نتطرق الى المدافعة نجد أن أول المعارك التي هُزمت فيها الشعوب هي معركة الوعي! فالحاكم لا يشعر بالطمأنينة عندما يكون المحكوم مطلعاً على الحيثيات, ولا يستريحُ إلى الحديث إذا كان المستمعُ مثقفاً واعياً وقادراً على النقد والأخذ و الرد.
لذا كان من أوجب واجبات الطغاة من الحكام هو تجهيلُ شعوبهم فاذا أراد الجاهلُ أن يصحو في يومٍ من الأيام أطلق عليه الحاكمُ جيشه الإعلامي ليذكر بالثالوث المخيف (الخوفُ والجوعُ أو السجن) و قد تلاحظون أنّ المفردة الأخيرة في هذا الثالوث جاءت بعد أداة التخيير أو , لأنها مطروحةٌ لمن لا يخضع ويستسلم لشعارات الخوف والجوع التي يلوّحُ بها الحاكمُ الحقيرُ في حال طالب الشعبُ بإستبداله.
إذاً, ينتظركُ أيها المواطنُ المتواضع مصيرٌ مشؤوم إذا حاولت تغيير الشخص المسؤول عن ضياع وطنك بكل إمكانياته و مقدراته, لأن الحاكم سيجعلك تخافُ و تجوعُ و إن كنت مثقفاً بحيث ترضى بالجوع و تقاومُ الخوف فليس أمامك في شريعة الملك محقان الا السجن. وهذا موجز سياسي للفكر الدكتاتوري التسلطي الذي تُعاني منه الشعوبُ العربية. فإذا واجهتم اقلامُ المثقفين والحقوقيين ألقوا بها وبهم في السجون و إن تطوّر الأمرُ و واجهتهمُ الجماهيرُ أبادوها في الميادين بكل أنواع الأسلحة.. فقاعدتهم الموروثة التي يبنون عليها دولهم وأنظمتهم الفاسدة هي (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) وكل من يقف أمام هذا الفرعون متقمصاً الدور الإصلاحي الموسوي يستصدر على نفسه حكماً جاهزاً وموروثاً فرعونياً أيضاً لازلنا نسمعه من فراعنة اليوم عندما يرددون قول الفرعون الأول إذ يقول (ذروني أقتل موسى ومن معه إني أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد). سورة غافر
ونصيحتي لكل عربستاني و لمن يقرأ هذه السطور أن يفهموا جيداً ان المخافة والمجاعة التي يهددهم بها الملكُ محقان ليست حقيقية بل هو سيصنعها لكم نقمةً عليكم و لكن الشيء الحقيقي هو المصيرُ المخيفُ الذي ستؤول إليه بلادُكم وأوطانُكم إن أنتم تخاذلتم ولم تأخذوا بأسباب الخلاص من حكم السلاطين الظلمة وأول تلكم الأسباب هو العودةُ إلى الله وتطبيق شرعه و من ثم العلمُ والعملُ الصالح وتربية النشء والأجيال القادمة على سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام حتى يُكرمكم الله با الأمراء الصالحين و الولاة العدول وحتى يتسنى لكم الوقوف مع الحق و نصرة المظلوم بدل الوقوف كمن لاحول له ولا قوة كحالكمُ اليوم في الأزمة الخليجية التي أفتعلها العملاء من الحكام ضد إمارة قطر الشقيقة التي أسقطت عن الأمة الإسلامية الكثير من الأحمال وتقدمت الصفوف في نصرة المسلمين والمهجّرين وضحايا الحروب الفرعونية في الشام وفلسطين ومصر.
ونسأل الله ان يُديم على المسلمين جميعاً نعمة الأمن و الرخاء والكرامة و الحرية وأن يختص أهلنا في فلسطين والشام ومصر بمزيد عناية وأن يحفظ قطر حكومةً وشعباً من كيد الكائدين وأن يجعلنا جميعاً جنوداً للحق و العدل إلى يوم الدين.