بقلم : د.محمد بن علي الكبيسي
27/11/2016 00:43:35
تخلف التعليم بتطويره

د.محمد بن علي الكبيسي
لا يمكن للإنسان أن يتطور ويصل إلى أعلى المراتب من دون تطوير مجالات التعليم والصحة. وتطالعنا التقارير الدولية عن مكانة قطر في مؤشر التنافسية في مجال التعليم، فنجد أن قطر احتلت، في 2015 — 2016، المرتبة الأولى عربياً، والرابعة عالمياً. ونحن لا نشك مطلقاً بالمكانة التعليمية العالمية لقطر لأن مثل هذا المؤشر يستند إلى معايير محايدة حددها المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2004. والمشكلة لا تقع في الترتيب العالمي لقطر، بل هي تقع في الأهداف التربوية للتعليم التي يجب أن تصمم لتخدم المجتمع القطري ككل. فكل بلد في العالم له خصوصيته في المعتقد، وكذلك في الأعراف والتقاليد، وقطر كذلك لها تلك الخصوصية، وعليه لابد من أن تكون المناهج التربوية نابعة من البيئة، وتخدم نفس البيئة التي يعيش فيها متلقي العلم. لقد كان التعليم عندنا، مع ما به من أخطاء، يعتبر تعليماً مناسباً لمجتمعنا في تلك المرحلة. ولكن عندما بدأت الدولة في التقدم السريع فكان لابد من تطوير التعليم ليتماشى مع المعطيات الجديدة. فتم تكليف عدة جهات تباعاً بتقديم دراسات مكثفة لتطوير التعليم في قطر، منها منظمة "اليونسكو"، ولكن، وللأسف، لم يتم الأخذ بأي منها. ومن سوء النصيب أنه تم تكليف مؤسسة أمريكية (تابعة للبنتاجون الأمريكي) لتقديم المبادرة الخامسة التي ووفق عليها، ولكن لا أعرف ما هي الأسباب التي تم على أساسها إغفال خلفية تبعية هذه المؤسسة لمعدي السياسة الأمريكية. ووجدنا أن الخبث الأمريكي بدأ عندما اقترحت هذه المؤسسة تكليف شباب حديثي التخرج (ليسهل قيادتهم وتوجيههم) لقيادة التطوير وتمت الموافقة على طلبهم. والمبادرة تقوم أساساً على استيراد نظام كامل من خارج الحدود ولكن مع خلفية المؤسسة وجدنا أن التطوير بدأ ينحى مناحي غير طبيعية. فقامت بحذف جميع الآيات التي تحث على قتال المشركين في المناهج الدراسية. وقامت باستبدال التاريخ الإسلامي بتاريخ قطر، وأما الشخصيات الإسلامية صاحبة الفتوحات والبطولات فقد قامت بمحوها من المنهج واستبدلتها بالشخصيات القطرية. وقامت بطمس اللغة العربية، الرابط الأساسي للدين الإسلامي، واستبدلتها باللغة الإنجليزية. (انظر الكتب المقررة بالمدارس). وكل ذلك لإخراج قطر عن المذهب السني الحنبلي ليصبح مذهبها صوفياً سهل الانقياد. ولم يتبق أمامهم سوى هدم الروابط الاجتماعية داخل الأسرة والمجتمع فقاموا، بشكل مبطن، بحث المرأة، وبدعوى حقوق الإنسان، على المطالبة بحريتها لتختار الصديق وليس الزوج. أما الشباب فيجب منحهم الحرية في عقد العلاقات المثلية. أما علاقات الصداقة والتجمع بين الشباب في الحي السكني فيجب القضاء عليها عن طريق منهج طويل يعتمد على الحشو، ودوام دراسي طويل لا يتلائم مع ظروف قطر المناخية. كل ذلك يحدث والشباب حديثو التخرج هم من يطبل لهم ويروج لأفكارهم أمام المسئولين وبداخل المجتمع القطري.

وفي الختام أقول أنه لا عزة لنا إلا بالإسلام فلا يجوز طمس هذا الدين العظيم في المجتمع القطري. وإنني أرى أن كل دول العالم لم يضرها أو يحد من تقدمها استخدام لغتها القومية في التعليم وخذ على ذلك مناهج الدول المتقدمة. ويجب أن لا ننسى أن التعليم المقدم للمجتمع القطري لم يصمم له وبالتالي فإنه ليس بغريب أن نجد انخفاضا واضحا في مستوى الطلاب بالتقييم السنوي والمشكلة أن الوزارة لا تعترف بالفشل في التعليم بل تقوم بتغطيته عن طريق التضليل في عرض نتائج التقييم. نريد وقفة جادة وصادقة من ولي الأمر لمحو الآثار السيئة لتطوير التعليم المتخلف.

والله من وراء القصد،،