النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كل إنسان يعتز بكرامته،ويأنف من الطعن به واحتقاره

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    كل إنسان يعتز بكرامته،ويأنف من الطعن به واحتقاره

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كل إنسان يعتز بكرامته وشرفه،ويأنف من الطعن به واحتقاره،وإهانته،
    ومبعث كل انتقاص للآخرين،إما التسلط من الظلمة،وإما التكبر والترفع من بعض الناس على الآخرين،
    وقد يدفع احتقار الآخرين إلى السب والشتم والتعيير،وهذا يؤدي إلى التدابر والتقاطع،وهدم صرح الأخوة وتقويض أركان المحبة والمودة فيما بينهم،
    لقد استهان إبليس بآدم وسخر منه قائلاً(أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ)ص، فباء بالخسارة والخذلان،
    ومن ألوان الاحتقار والطعن، التنابز بالألقاب القبيحة ، والهمز واللمز،أي،الطعن وتعييب الناس،وهو محرم في الإسلام،
    قال تعالى(وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ)الهمزة،
    والويل، كلمة عذاب وتهديد ووعيد شديد، وقيل،إنه واد في جهنم،لكل طعّان عيّاب على الناس،
    والله تعالى صان الكرامة الإنسانية لكل إنسان،عن أن تهان وتنتهك ،فقال تعالى(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)الإسراء،
    ونهى سبحانه وتعالى عن السخرية من الآخرين فقال(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ)الحجرات،
    أي،لا يهزأ قوم من قوم آخرين،فقد يكون المهزوء منه خير وأفضل عند الله تعالى من المستهزئ،
    وأهم بواعث التحقير والتقليل من شأن الغير، الاستكبار،والتكبر روى مسلم،عن ابن مسعود رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)
    قال عليه الصلاة والسلام(إن الله جميل يحب الجمال،الكبر،بطر الحق وغمط الناس)أي،إن تحسين المظهر واللباس،ليس من التكبر المذموم،بل إن المذموم هو احتقار الناس والاستخفاف بهم،
    والكبر والعظمة من صفات الله تعالى وحده ،
    وحرَّم الله تعالى،الشماتة بالآخرين،إذا تعرضوا لمصيبة أو نكبة أو كارثة،لأن فعل مثل هذه الأشياء يتصادم وقول الله تعالى(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)
    والشماتة مظهر قبيح يتنافى مع مبدأ الأخوة الإيمانية التي تقتضي مشاركة الأخ في آلامه وآماله،
    كما أنها تتنافى مع تحريم أعراض الآخرين،لما رواه مسلم(كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)
    جزاء الشامتين، أن يتعرضوا للبلاء،ويعافي الله تعالى المشموت به مما ابتلاه الله به،
    فقد روى الترمذي،قال عليه الصلاة والسلام(لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك)
    أي،أن عقوبة الشامت في الدنيا هي انتقال المصيبة إليه،وبراءة المشموت به ومعافاته برحمة الله تعالى،
    وقال القرطبي، التحذير من السخرية والاستهزاء بالضعفاء والمساكين والاحتقارعليهم والاشتغال بهم،قد تكون بالمحاكاة بالفعل والقول أو الإشارة أو الإيماء،أو غلط على صنعته أو قبح صورته،
    قوله،عز وجل(عَسَى أَن يَكُونُواْ خَيْراً مّنْهُمْ)تعليل للنهي،عسى أن يكون المسخور منهم خيراً عند الله تعالى،من الساخرين،
    إن المجتمع الفاضل الذي يقيمه الإسلام، مجتمع له أدب رفيع، ولكل فرد فيه كرامته التي لا تمس،ولمز أي فرد هو لمز لذات النفس،لأن الجماعة كرامتها واحدة،ينهاهم أن يسخر قوم بقوم، أي رجال برجال،فلعلهم خير منهم عند الله، أو أن يسخر نساء من نساء فلعلهن خير منهن في ميزان الله،وقد يسخر الرجل الغني من الرجل الفقير،والرجل القوي من الرجل الضعيف،
    وقد يسخر ذو الأولاد من العقيم،وذو العصبية من اليتيم،وقد تسخر الجميلة من القبيحة،
    ولكن هذه ليست هي المقياس،والميزان عند الله التقوى،
    وروى مسلم،عن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)
    وقد نهانا الإسلام عن هذين المرضين،وأبعدنا عن التخلق بهما،
    النهي عن الغرور، قال تعالى(وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَة فَمِنْ اللَّه)النحل،
    وعن أحتقار النفس، قال تعالى(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)آل عمران،
    إن سخرية الإنسان من أخيه الإنسان،يسعى حثيثاً في تهديم العلاقات الإنسانية،وتمزيق الأُخوَّة الإيمانية شر مُمزَّق، حيث يستعلي المرء بماله، أو حسبه، أو جاهه مفاخرة ومباهاة وتحقيراً للآخرين،وإظهار الشماتة والاستهزاء والسخرية بالناس،
    في حديث أبى موسى،رضي الله عنه،أنه سأل رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال،يا رسول الله أي المسلمين أفضل،قال(من سلِم المسلمون من لسانه ويده) صحيح البخاري،مسلم،
    إياك،من الغيبة والنميمة، وإظهار الشماتة والاستهزاء والسخرية بالناس،واحفظ لسانك من اللغو والقيل والقال،وأكل لحوم الناس بالباطل والاستهزاء والسخرية بخلق الله،
    فالله سبحانه خلق الخلق وصورهم وأحسن صورهم فعندما تسخر من شخص ما فإنك تنتقص من قدر الله،عز وجل،
    الأنسان كائن عجيب يجمع بين المتناقضات، فإذا أمعنت النظر في جوانبه الأخرى وجدته ضعيفاً عاجزاً، تؤذيه الذبابة الشاردة، وتقتله النسمة الباردة، وتمرضه الشوكة الحادة وتورده الردى،
    والأنسان العاقل هو الذي لا ينسى جوانب الضعف والقوة، فلا يغر بمظاهر القوة والذكاء والعلم حتى يزعم لنفسه كل فضيله ويتطاول بغروره إلى كل منزله،
    ومن علائم الخير في كل أمه أن تنجو من مرضين خطيرين،
    المرض الأول الغرور، هو أن ترى أفرادها يحتقرون ويتطاولون إلى ما ليس في قدرتهم، ويتدخلون فيما ليس من شأنهم، ويحكمون على ما لم يحط به علمهم، حتى ليترفع أحدهم عن الإصغاء إلى نصيحه، والأستماع لرأي، والخضوع لكبير، والأجلال لعالم،فكل واحد منهم يرى نفسه عالماً فوق العلماء، وحكيماً أوعى من الحكماء، وسياسياً لا تغيب عنه شارده، وعظيماً لا يرى بجانبه أحداً يستحق الأجلال والإكبار،
    والمرض الثاني الأحتقار، وهو أحتقار النفس،تجتمع إلى رجل بهذا المرض النفسي، فتراه محطم الأعصاب، مسلوب الأرادة، فاقد الأمل، لا يثق بنفسه ولا بأمته،ضعيف امام كل قوي،
    وما أقساه من مرض على الأمة إذ يشل فيها الوعي والحياة والحركة،


    اللهم ارزقنا التواضع والسكينة،وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،ونعوذ بك من الكفر والفسوق والعصيان،والهوى والطغيان، ونسألك الخشية والإنابة والخضوع بين يديك،واجعلنا من الراشدين.


  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •