بسم الله الرحمن الرحيم
الشك والحب متنافران لا يجمعهما بيت واحد؛ فعندما يسود الشك أجواء الحياة الزوجية يهرب الحب خارجها؛ والحياة مع الشك جحيم لا تطاق، وخاصة إذا كان الزوج هو الطرف الشكاك؛ فالمشادات الكلامية والمشاجرات اليومية التي لا تنتهي هي ما تجنيه الأسرة التي نشأت وترعرعت فيها بذور الشك، بل الحياة مع زوج شكاك مغامرة لا تحمد عقباها؛ لأن بعض الرجال يسترسلون في شكوكهم التي تدفعهم أحيانا إلى ارتكاب الحماقات التي ربما تصل للقتل.
الشك المرضي
قد تتفاقم أزمة الشكوك بحيث تصبح مرضا يسمى «الشك المرضي»، وتصل أعراض هذا المرض إلى حد غير مقبول؛ فما إن يعود الزوج للبيت كل يوم من العمل إلا وتبدأ عملية استجواب الزوجة والتفتيش هنا وهناك، في أجواء من الانفعال قد تصل إلى حد الاعتداء الجسدي، دون أن يكون لدى هذا الزوج المريض أي إشارة أو دليل على خيانة زوجته إلا افتراءات هي محض خيال؛ فتراه يفتش في ملابسها أو في حقيبتها أو سائر أغراضها الشخصية، وإذا وجد أي رقم تليفون أو عنوانا أو أي شيء غريب تثور ثائرته وتقوم الدنيا ولا تقعد.
والمأساة أن هؤلاء الرجال الشكاكين لا يطلقون زوجاتهم، ولا يفكرون في ذلك؛ كأنما يستمتعون بهذا الشعور المرضى، وأحيانا يتم التطليق عن طريق المحكمة بعد تقرير من الطبيب النفسي حرصا على سلامة الزوجة، خاصة في حالات الشك المرضية الشديدة والاعتداءات البدنية.