النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: العبادة المهجورة، ذكر النعم

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    العبادة المهجورة، ذكر النعم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    العبادة المهجورة،ذكر النعم
    يقسم علماء الشريعة العبادات في الإسلام إلى قسمين،
    عبادات الجوارح، وعبادات القلوب,
    أما عبادات الجوارح فهي، الصلاة والصيام والزكاة والحج، وغيرها من النوافل,
    وأما عبادات القلوب فهي، الإخلاص والنية والتواضع والذل والانكسار بين يدي الله تعالى،
    أما عبادات الجوارح، فمعظم المسلمين يطبقونها،ويتقربون إلى الله تعالى بها,وهي مع أهميتها وارتباط أركان الإسلام بها, إلا أن غاياتها وأهدافها الوصول إلى الخضوع والتذلل لله,وإظهار الفاقة والمسكنة والعبودية له،والتزام أمره ونهيه,
    وهي للأسف العبادة المهجورة المنسية لدى كثير من المسلمين, مع افتقارنا وحاجة كل مسلم إليها, إنها عبادة الذل والانكسار والتضرع بين يدي الله تعالى،
    الانكسار، حالة تسيطر على القلب, يستشعر الإنسان خلالها بذله وافتقاره وعبوديته لله تعالى,
    والعبودية، كما يرى العلماء من أعلى المقامات عند الله تعالى, وعندما يرى الله من عبده هذا الشعور بصدق, يغفر له ذنبه, ويفك كربه, ويقبل عبادته وطاعته،
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية،كلما ازداد القلب حبّاً لله ازداد له عبودية، وكلما ازداد له عبودية ازداد له حباً عما سواه،
    والقلب فقير بالذات إلى الله، من جهة العبادة، وهي الغائية، ومن جهة الاستعانة والتوكل،فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه، وحبه والإنابة إليه،
    إن العبد ذليل ومفتقر إلى الله تعالى,يريد الله من عبده أن يراه متذللاً إليه, منكسراً بين يديه،فهل يعي المسلم ذلك،يقول ابن القيم،إنَّ مقام العبودية هو بتكميل مقام الذل والانقياد، وأكمل الخلق عبودية أكملهم ذلاً للّه وانقياداً وطاعة، ذليل لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل، فهو ذليل لقهره، ذليل لربوبيته فيه وتصرفه، وذليل لإحسانه إليه وإنعامه عليه،
    والناظر في أحوال المسلمين يستغرب من طبع الإنسان المسلم,
    من سلوكه وتعامله مع أوامر الله تعالى ونواهيه, ففي الوقت الذي أمره الله تعالى فيه أن لا يذل لعبد أبداً مهما كان قوياً أو غنياً, نراه لا يتقيد بذلك, فتراه يتضعضع لغني من أجل ماله, أو يذل لقوي خوفاً من بطشه وجبروته, أو يخضع لأمرأة من أجل أهوائه,
    بينما الواجب عليه أن لا يذل ولا ينكسر ولا يخضع ولا يتضعضع لأحد إلا لله وحده, وحينما يأمره الله تعالى بالانكسار إليه والتضرع بين يديه يتعالى ويستكبر،
    إن المسلم المتبع لا المبتدع،له في رسول الله،صلى الله عليه وسلم، أسوة حسنة, فقد كان شديد الضراعة والانكسار والذل بين يدي الله تعالى,في وقت الابتلاء والمصيبة, وكذلك في وقت الامتنان والراحة والمنحة, في الغنى والرخاء والسراء, وكذلك في الفقر والشدة والضراء,
    في عام فتح مكة, ذلك العام الذي أعز الله تعالى،به نبيه وصحبه, وهزم الشرك وأذله, مما يستدعي العزة والأنفة والرفعة, كأي فاتح ومنتصر وفائز, ترى النبي الكريم،صلى الله عليه وسلم،في غاية الانكسار والتواضع والذل لله تعالى, لا في قلبه فحسب, بل في جوارحه التي تأثرت بما في القلب من تواضع وانكسار لله تعالى،
    كم نحن اليوم بحاجة لهذه العبادة القلبية العظيمة, في وقت تزايدت فيه الكروب وادلهمت فيه الخطوب,
    فأين نحن من الانكسار والتضرع لله تعالى في هذه الأوقات, وأين نحن من هذه العبادة القلبية في ظلمة الليل والسحر, حيث استجابة الدعاء وحلاوة المناجاة،
    لقد ذكر لنا النبي،صلى الله عليه وسلم،حالة للانكسار والخضوع والذل لله تعالى, ألا وهي حالة السجود,
    فقال،صلى الله عليه وسلم(أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)رواه مسلم،
    وفي حديث آخر عن ربيعة بن كعب الأَسلمي قال،كنت أَبيت مع رسول الله،صلى الله عليه وسلم،فَأتيته بوضوئه وحاجته،فقال لي(سل)فقلت،أسألك مرافقتك في الجنة،قَال(أو غير ذلك،قلت،هو ذاك،قال(فأعنى على نفسك بكثرة السجود)رواه مسلم،
    فحالة السجود من أكثر الحالات المعبرة عن الذل والانكسار لله تعالى،فالمسلم لا يذل إلا لله, ولا يسأل حاجته إلا من بيده ملكوت السماوات والأرض،
    يقول ابن رجب الحنبلي،أن سؤال اللهِ تعالى دون خلقه فيه إظهار الذل من السائل والمسكنة والحاجة والافتقار،وفيه الاعتراف بقدرة المسؤول على دفع هذا الضرر،ونيلِ المطلوب، وجلبِ المنافع،ولا يصلح الذل والافتقار إلا الله وحده، لأنه حقيقة العبادة،
    من أهم أسباب الانصراف عن شكر الله عز وجل،
    الغفلة عنه سبحانه،وعدم إدراك قيمة نعمه علينا،
    ولأن الله عز وجل يحب عباده ويريد لهم الخير،فلقد أرشدهم
    إلى عبادة،ذكرالنعم،قال تعالى(يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم)فاطر،
    وفي بيان أهميتها وفضلها(ما جاء في حديث الملائكة السيارة التي تلتمس مواضع الذكر فإذا وجدوا واحداً منها بعثوا بالطوّافين منهم إلى الله تبارك وتعالى فيقولون،ربنا أتينا على عباد من عبادك، يعظمون آلاءك، ويتلون كتابك، ويصلون على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم،ويسألونك لآخرتهم ودنياهم،فيقول تبارك وتعالى،غشوهم رحمتي) رواه البزار،
    ومن فوائد ذكر النعم،هذه العبادة المهجورة،
    فعندما يجلس المرء مع نفسه أو مع أهله،ويتذكر نعم ربه عليه فإن هذا من شأنه أن يستثير مشاعر الحب،والامتنان تجاه المولى عز وجل،بانكسار في القلب،وحمد باللسان، وطاعة بالجوارح،
    والقيام بواجب الشكر عند ورود النعم على العبد،لأن النفس أن تخلع رداء العبودية وترتدي رداء الشموخ والفخر والمباهاة مما قد يؤدي إلى مقت الله وغضبه عليه،فالله عز وجل أعطانا
    نعماً لا تُعد ولا تُحصى،وينبغي علينا شكر هذه النعم،
    ومن شكر النعم،العبادة،(وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ،يَا مرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ )آل عمران،
    ذكر النعم يدفعنا للاستغفار بعد القيام بالطاعة لا للإعجاب بها، فعندما يدرك العبد حق ربه عليه فإنه يستصغر دوماً مايقدمه من طاعات، بل يستغفر الله بعد القيام بها،
    ومن فوائد ذكر النعم أنها علاج للكبر والطغيان، فعندما تتوالى النعم على العبد فإن نفسه تعمل على دفعه للتكبر على الآخرين والشعور بالأفضلية عليهم بها،
    قال صلى الله عليه وسلم(إذا أحب أحدكم أن يعلم قدر نعمة الله عز وجل عليه،فلينظر إلى ما هو تحته،ولا ينظر إلى ماهو فوقه،
    فإن مشاعر الحب في القلب تزداد وتزداد اتجاهاً له سبحانه وتعالى،مما يدفعنا إلى طاعته،وطاعة رسوله صلى الله عليه
    وسلم،
    ذكر النعم يورث الشكر،وبالشكر،تزيد النعم( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)
    وذكر الحسن البصري،أكثروا ذكر النعم،فإن ذكرها شكرها،


    اللهم ارزقنا شكر نعمتك، يا رحيم يا وهاب يا كريم،

  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية سالم الزهران
    رقم العضوية
    49581
    تاريخ التسجيل
    Mar 2016
    الدولة
    نيس نيبورهود
    المشاركات
    13,843
    الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
    الحمدلله أولاً و آخراً ظاهراً وباطناً

    الله يجزيك خير اختنا الفاضلة ام حمد وفي موازين حسناتك

    اللهــــــم ارحم أخي فايز واسكنه فسيح جناتك وسائر أموات المسلمين

  4. #4
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم الزهران مشاهدة المشاركة
    الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
    الحمدلله أولاً و آخراً ظاهراً وباطناً

    الله يجزيك خير اختنا الفاضلة ام حمد وفي موازين حسناتك
    تسلم اخوي سالم الزهران
    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك،وجزاك ربي جنة الفردوس

  5. #5
    عضو
    رقم العضوية
    50663
    تاريخ التسجيل
    Jan 2017
    المشاركات
    91
    جزاك الله خير

  6. #6
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bun55er مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خير
    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
    وجزاك ربي جنة الفردوس

  7. #7
    تميم المجد الصورة الرمزية لبيبة
    رقم العضوية
    44794
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    المشاركات
    3,176
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

    جزاك الله خيرا.

  8. #8
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبيبة مشاهدة المشاركة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

    جزاك الله خيرا.






    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •