أسلام ويب
التحذير من الوقوع في أعراض العلماء وتنقصهم
رقم الإستشارة: 283416
العلماء ورثة الأنبياء هم الذين نقلوا لنا كلام الله تعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم
فعندما نلمزهم أو ننتقص منهم أو نجعل أعراضهم غرضاً لسهامنا فإنا نُوهن الإسلام ونُضعف الإيمان ونصرف الناس عن العمل بالكتاب والسنة لأن الناس سيقولون : لو كان هذا الكلام حقاً لكان أولى الناس به إنما هم العلماء، ولذلك عبر تاريخ هذه الأمة وجدنا من يركب أسوار الإسلام العالية الشامخة بالطعن في أصحاب النبي الكرام والتابعين وتابعيهم والعلماء العاملين، وشاءت حكمة الله جل جلاله أن ينتقم من كل من انتقص من علماء الأمة، وأن يهتك ستره في الدنيا قبل الآخرة، وأن يجعله آية وعبرة، شريطة أن يكون هؤلاء العلماء من العلماء الربانيين العاملين بكلام الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
إن لحوم العلماء مسمومة أي إنها ليست كغيرها، من هضمها قتلته ومن نال منها أبادته ومن تعرض لها دمرته؛ لأن انتقاص العلماء هو انتقاص للعلم وانتقاص للنبوة وانتقاص للقرآن والرسالة.
(وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة) أي أن سنة الله جرت أن ينتقم لأوليائه، ولم لا والله تبارك وتعالى يقول: ((
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ))[فاطر:28]^، ولم لا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من يرد الله به خيراً يفقهه الدين)، ولم لا والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال: (
العلماء ورثة الأنبياء)، والشافعي رحمه الله تعالى يقول: (
إذا لم يكن العلماء هم الأولياء فليس لله من ولي في الأرض)، والله جل جلاله يقول في الحديث القدسي: (
من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب).
فالعلماء - أخي الكريم – هم الأولياء بل هم سادة الأولياء، ولذلك نصيحتي لك - أخي الفاضل – ولكل إخواني من طلبة العلم والإعلاميين وغيرهم حتى وإن بدا لنا من العلماء نقيصة أو زلة أو سقطة
فينبغي أن نمسك ألستنا عن الخوض في أعراضهم أو النيل منهم، لأننا بذلك سنجرئ الناس على الإسلام أصلاً، لأننا عندما نُسقط العلماء من أنظار العامة وغيرهم إنما نُسقط الإسلام من خلالهم، فالواجب علينا أن نُفشي وأن نظهر ما ظهر منهم من خير وأن نُمسك وأن نكف ألستنا عمَّا بدا منهم من سوء، وهذا ما قاله العلماء في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ما وقع بينهم من فتن، فكما ذكر ابن العربي في (العواصم والقواصم) عندما تكلم عن هذه الفتن التي حدثت فقال: (
دماء طهر الله أيدينا منها فلماذا ندنس ألسنتنا بالخوض فيها، قوم حضروا وغبنا، وعلموا وجهلنا، فكيف يحكم جاهل على عالم، وكيف يحكم غائب على حاضر؟).
هكذا ينبغي أن يكون موقفنا من العلماء جميعاً، حتى وإن بدا لنا زلة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا أن نقيل عثرات ذوي الهيئات وأعظم الناس هيئة إنما هم علماء الإسلام ودعاته، فإذا ما سمعنا أحداً يتكلم صرفناه عن الكلام فيهم ودافعنا عنهم حتى وإن كان فيهم من النقيصة ما فيهم، وإن لم نستطع كففناه عن ذلك، وإلا تركناه من باب (( وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ))[الأعراف:199]^ ومن باب قوله تعالى: (( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ))[الأنعام:68]^.