النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: فرضها ربي،خمسين صلاة ثم خففها إلى خمس بالأداء، وخمسين بالأجر

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    فرضها ربي،خمسين صلاة ثم خففها إلى خمس بالأداء، وخمسين بالأجر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أعظم الفرائض
    نِعَمُ الله،تعالى،على عباده لا تحصى،وكثيرٌ من الناس لا يبصرون من نِعَمِ الله إلا النِّعمَ الدنيويةَ الحسيةَ الزائلة،ويغْفَلُون عن النِّعمِ الدِّينِيَّةِ التي شرعها الله،تعالى،لهم،وهداهم إليها، وهي أعظمُ أثراً على العباد،وأكثر نفعاً لهم،
    قليلٌ من الناس من يدرك المعاني العظيمةَ لهذه الفرائضِ والعبادات،وأثرها في صلاح قلوبِ العباد،واستقامة أمورهم، وهناء عيشهم، فهيَ جنةُ الدنيا الموصلةُ إلى جنةِ الآخرة،
    فواجب العبادِ أن يشكروا الله،تعالى،حين شرعها لهم،وأَوجبها عليهم،ثم يشكروه،سبحانه وتعالى،حيثُ هداهم لمعرفَتِها، ووفَّقَهُم لأدائها،فكم من جاهل لم يعلمها،وكم من محروم فرَّطَ في أدائها، وكم من مستكبر أعرض عنها،
    الصلاةُ هي أعظمُ الفرائضِ في الإسلام بعد الشهادتين، وهي عمودُهُ الذي لا قِوَامَ لهُ إلا بها، ولا حظ لمن تركها، ومن ضيَّعها فقد ضيَّع دينه،
    قال النبي،صلى الله عليه وسلم،لمعاذ،رضي الله عنه(ألاَ أُخبركُ برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه،قال،بلى يا رسول الله،قال، رأسُ الأمر الإسلام،وعمودُه الصلاة،وذروة سنامه الجهاد)
    قال شيخ الإسلام،رحمه الله تعالى، ومتى وقع عمودُ الفُسطاطِ وقعَ جميعُه، ولم يُنتفع به،
    لقد اشتملتِ الصلاةُ على أفضلِ الأعمال،فمنها،التكبير، وقراءةُ القرآن، والتسبيحُ، وأنواعُ الذِّكر والدعاء،
    ومن أفعالها،القنوتُ، والركوعُ والسجود،وقد بلغت الغايةَ في الذُّلِّ والتعظيم لله تعالى،
    ودليل عظيمِ منزلتها عند الله،جل جلاله،أن الملائكةَ والنبيينَ يتقربون إلى الله،تعالى،بها،وهم أفضل خلق الله،تعالى،وأعلَمُهُم به سبحانه وتعالى،
    وفي حديث الإسراء أن النبي،صلى الله عليه وسلم- قال(ثم رفع لي البيت المعمور،فقلت،يا جبريل ما هذا،قَال،هذا الْبيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك،إِذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهِم،
    وكانت الصلاةُ من أوائل الأعمالِ التي دعا النبي،عليه الصلاة والسلام،لإقامتها،كما في سورة الروم(مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)الروم،
    بل جاء في ختام أول سورة نزلت على رسول الله،صلى الله عليه وسلم(كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)العلق،
    فأَطلق سبحانه السجود،لأن السجود أخص صفاتها،وربط بين السجود والاقترابِ من الله،تعالى،
    وهذا يدل على أن الصلاةَ أعظم قربة إلى الله،جل وعلا،
    وفي مسند الإمام أحمد،أن أول شيءٍ علمه جبريل النبي،صلى الله عليه وسلم،الوضوءَ والصلاة،
    فلما أُسري بالنبي،صلى الله عليه وسلم،وعُرج به إلى ما فوق السماء السابعة حتى سمع صريف الأقلام،أَخذ فريضةَ الصلاة عن ربه،جل جلاله،مباشرة بلا واسطة،
    فرضها الله،تعالى،خمسينَ صلاة ثم خففها إلى خمس في الأداء، وخمسينَ في الأجر والمثوبة،
    كما في حديث أنس،رضي الله عنه،قال،قال النبي،صلى الله عليه وسلم(ففرض الله على أمتي خمسين صلاة،قال،فرجعت بذلك حتى أمر بموسى،فقال موسى،عليه السلام،ماذا فرض ربك على أمتك،قال،فرض عليهم خمسين صلاة،قال لي موسى،عليه السلام،فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك،قال،فراجعت ربي فوضع شطرها،قال،فرجعت إلى موسى،عليه السلام، فأخبرته،قال،راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك،قال،فراجعت ربي،فقال،هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي،قال، فرجعت إلى موسى فقال،راجع ربك،فقلت،قد استحييت من ربِي)متفق عليه،
    وفي رواية للبخاري،فنودي،إني قد أمضيت فريضتي،وخففت عن عبادي،
    وجاء في سنن النسائي من حديث جابر،رضي الله عنه(أن جبريل، عليه السلام،نزل من السماء يُعلِّم النبي،صلى الله عليه وسلم، مواقيت الصلاة، ويصلي به كلَّ صلاةٍ في وقتها، والناس خلف رسولِ الله،صلى الله عليه وسلم،يأتمون به،وهو يأتم بجبريل، عليه السلام)
    إن مما يميز أهل الإيمان أنهم أذعنوا لله،تعالى،وانقادوا له واستسلَموا لأمره الشرعيِ،ورضوا به ديناً يدينون به،وشريعة يعملون بها،فكانوا هم أهل القنوت والطاعة،فامتدحهم الله،تعالى، بذلك في آياتٍ كثيرة منها قوله تعالى(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ)الأحزاب،
    ثم ذكر من صفاتهم(أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)الأحزاب،
    والعبادات التي يقوم بها المسلمُ لله،تعالى،من دلائل قنوته لربه،جل وعلا، وكلَّما كان العبد طائعاً لله، خاضعاً لأمره،مجتنباً ما نهى عنه،كان أكثر قنوتاً لربه،جل وعلا،
    والصلاة من أعظم القنوت لله،تعالى،لأنَّ فيها من الخضوعِ لله ،تعالى،في أفعالها وأقوالها ما ليس في غيرها من العبادات،ويشيرُ إلى منزِلَتِها عند الله،جل جلاله،
    والوقوفُ في الصلاةِ بين يدي الله،تعالى،يُسمَّى قنوتاً،لأن المصلي واقفٌ لا يتحرك، وثابتٌ لا يتزحزح، ورامٍ ببصرِهِ في موضِعِ سجوده لا يرفعه ولا يتلفِت،وبهذه الهيئةِ العظيمةِ أَمر الله،تعالى، المصلين،فقال(حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ)البقرة،
    قال مجاهد،فمن القنوت،الركودُ والخشوع، وغضُّ البصر،وخفضُ الجناح من رهبة الله،عز وجل،
    إن القنوت هيئة ذلٍ وخشوع لا يستشعرها كثيرٌ من الناس،ولا يدركون معانيها العظيمة،ولما كان رفع البصر إلى السماء ينافي الذل والخضوعَ والقنوت،نهي المصلي عن رفع بصره إلى السماء،
    والوقوفُ في الصلاة بذُل وقنوتٍ لله،تعالى،يهيئ لذل الانحناءِ في الركوع،والهوي إلى الأرض في السجود،وتمريغِ الجبين والأنف في الأرض ذُلاًّ لله،تعالى،وتعظيماً ومحبةً ورجاءً وخوفا،فهنيئاً لعبد قنت قلبه مع قنوت جسده لله،تعالى،فأقبل بكليته على صلاته، فذاك الذي يجد لذَّةَ الصلاة،وذاك الذي تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)الزمر،
    ومما يجب أن يعلَمه المسلم، أنَّ الوقوفَ تعظيماً وذُلاً لله رُكنٌ من أركان الصلاة،ويجبُ أن لا يصرف إلا لله،تعالى،وقد جاء النهيُّ الصريح في تعظيم غير الله،تعالى،بالوقوف له أو عليه،
    لقد كان للسلف الصالح شأنٌ عظيمٌ مع القنوتِ في الصلاة،قدوتهم في ذلك رسول الله،صلى الله عليه وسلم،الذي كان يطيل القيام حتى تتفطر قدماه،فما أكبر هممهم،وما أعظم فهمهم،وما أمضى عزائمهم،وما أقوى صبرهم في طاعة ربهم،جل وعلا،وجدوا لذةً في القنوت لله،تعالى،فقنتت قلوبهم وأجسادهم تعظيماً لله،تعالى، ومحبةً وخوفاً ورجاءً، تذكروا طول الوقوف يوم القيامة بين يدي الله،تعالى،فهان عليهم طول وقوفِهِم في صلاتهم،ولم يجدوا مشقةً في ذلك،
    لماذا فرضت الصلاة في ليلة الاسراء والمعراج، وعندما وصّل سيّدنا وحبيبنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم،إلى السماء السابعة،رأى البيت المعمور ويطوف حوله سبعون ألف ملك لا يعودون إلى يوم القيامة،ورأى كذلك سدرة المنتهى وهي المكان الذي لم يصله أحد من الخلق ، فسبحان الله الذي أكرم نبيّه صلّى الله عليه وسلّم،بهذا الشرف،وهذا التكريم ،وفي هذا المكان وفي هذا المقام السامي والعالي،فرض الله جلّ جلاله،الصلاة ، انظر وتأمّل في المكان الذي فُرضت فيه الصلاة ، لقد فُرِضت في السماء السابعة ، فرِضت في أعلى المقامات ، وهذا دليلٌ قاطع وبرهانٌ أكيد على أهميّة هذهِ العبادة ، فإذا تسائلنا لماذا فرَض الله الصلاة في رحلة الإسراء والمعراج وبهذا المكان من السماء العالية لكانت الإجابة،بأنّ ذلك لعظمة هذهِ العبادة ، فهيَ الركن الأعظم من أركان الإسلام بعد التوحيد ، ومُنكر هذهِ العبادة هو كافرٌ بالله ، فكيف تُنكرُ عبادة أو حتّى يُتهاوَنُ بها وقد فرضت في السماء السابعة وهي من أركان الإسلام الأصيلة والعظيمة ،


    اللهم اجعلنا على الصلاة محافظين، وفيها خاشعين،وارزقنا لذة مناجاتك يا رب العالمين،واجعلنا واياكم من المتقين المستغفرين،
    وتقبلها منا،وارزقنا الإنابة إليك والوجل منك، والرجاء لك، والثقة بك، والتوكل عليك، والعمل الصالح، والدعاء المستجاب،
    اللهم آميـــــن.



  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •