النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: نكران الجميل وقلة الوفاء من الأخلاق الذميمة

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    نكران الجميل وقلة الوفاء من الأخلاق الذميمة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نكران الجميل
    لا يستغني الناس في هذه الحياة عن بعضهم البعض، فلا يستطيع إنسان أن يعيش وحده،وأن هذا الإنسان سيؤدي إلى الآخرين بعض ما يحتاجون إليه، كما إنه سيأخذ منهم بعض ما يحتاج،
    فحين لا يقر الإنسان بلسانه بما يقر به قلبه من المعروف والصنائع الجميلة التي أسديت إليه سواء من الله أو من المخلوقين فهو منكر للجميل جاحد للنعمة،
    نكران الجميل سببٌ لدخول النار، حين تكون عادة الإنسان نكران الجميل، وكفران الإحسان فإنه يسلك بذلك سبيلاً إلى النار،فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال،قال النبي صلى الله عليه وسلم(أُريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن،قيل،أيكفرن بالله،قال،يكفرن العشير،ويكفرن الإحسان،لو أحسنت إلى إحداهنَّ الدهر ثم رأت منك شيئًا قالت، ما رأيتُ منك خيرًا قط)صحيح البخاري،
    من لم يشكر الناس لم يشكر الله، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،على المنبر(من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير،ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، التحدث بنعمة الله شكر،وتركها كفر،والجماعة رحمة، والفرقة عذاب)
    وهكذا يوجه النبي صلى الله عليه وسلم،أمته إلى الإقرار بالجميل وشكر من أسداه،
    إن من مساوئ الخلال،وذميم الخصال التي حذرنا منها الإسلام ،نكران الجميل،
    ونكران الجميل يتنافى مع طبائع النفوس السوية، التي طُبعت على حب مَنْ أحسن إليها، والتوقف إزاء من أساء إليها،ولذلك فإنه من الصعوبة بمكان أن يكون ناكر الجميل سوياً في نفسه أو مستقيماً في سلوكه وطبائعه،ما ينعكس بالدرجة الأولى على ذاته وشخصيته وعلاقته مع غيره، فينفضُّ الناس من خدمته بعد أن يكتشفوا حقيقة مرضه الدفين في نفسه،
    وقد حثنا ديننا الحنيف على شكر من يقدم لنا معروفاً حتى تسود العلاقات الطيبة في المجتمع، فأكد الإسلام بر الوالدين، وشكرهما جزاء ما قدما لنا،
    فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(من استعاذ بالله فأعيذوه،ومن سألكم بالله فأعطوه،ومن دعاكم فأجيبوه،ومن أتى عليكم معروفاً فكافئوه،فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه)رواه أبو داود ،والنسائي،
    نكران الجميل سبب العقوبة وزوال النعم، قال الأصمعي رحمه الله،سمعت أعرابياً يقول،أسرع الذنوب عقوبة كفر المعروف،
    ليس هناك أصعب من نكران المعروف لإنسان لا يحسن سوى أن يكون وفياً، صادقاً، ليس له أن يخدش اليد التي تمتد إليه، فيتصور أن الجميع يطابقونه في ذلك المبدأ، ويقاسمونه ما يؤمن به في الحياة من الوفاء،وتحمّل مسؤولية أن تبقى دائماً مقدراً ومخلصاً لمن أسدى إليك معروف،فنحن نبقى أوفياء،لمن قدّم لنا الجميل في الحياة،حتى إن أساء،وحتى إن بدرت منه الأخطاء، فنبقى دائماً مرتبطين به بمعاني المعروف لجميل صنعه لنا في فترة من الفترات،فكيف بمن يرمي جميع ذلك خلف ظهره،وينكر المعروف،
    وقد دعا ديننا الحنيف إلى الإقرار بالجميل وتوجيه الشكر،حتى تسود العلاقات الطيبة في المجتمع،
    وفي حديث آخر وجَّه النبي،صلى الله عليه وسلم أمته إلى الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه،فعن جابر بن عبدالله،رضي الله عنهما،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(من أعطي عطاءً فوجد فليجز بِه،فإِن لم يجِد فليثنِ بِه،فمن أثنى بِه فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره)رواه أبو داود،
    أما أن يحسن الآخرون إلى أحدنا ولا يجدون إلا نكراناً، فهذا دليل على خسة النفس وحقارتها،إذ النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران، بل إنها على الدوام وفيَّة معترِفة لذوي الفضل بالفضل،
    إن نكران الجميل وقلة الوفاء من الأخلاق الذميمة التي نهى عنها الشرع،وحذر منها،
    قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(لا يشكر الله من لا يشكر الناس)رواه احمد،وأبو داود،والترمذي،
    يعني أن من كان من طبيعته وخلقه عدم شكر الناس على معروفهم وإحسانهم إليه فإنه لا يشكر الله،لسوء تصرفه ولجفائه،
    كما يجب عليه شكر الله سبحانه وتعالى،على ما أحسن إليه،
    فعليه أن يشكر الناس أيضاً على معروفهم،وإحسانهم إليه،ويحب من عباده أن يشكروا من أحسن إليهم، وأن يقابلوا المعروف بالمعروف،
    ولهذا يشرع للمؤمن أن يدعو لمن دعا له،وأن يقابل من أحسن إليه بالإحسان، وأن يثني عليه خيراً في مقابل إحسانه إليه، وبذل المعروف له،فهذا من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال،فالذي ينبغي للمؤمن أن يشكر على المعروف من أحسن إليه من أقارب وغيرهم،
    والذي لايشكر الناس، يدل على سوء الخلق وقلة المروءة وفساد الرأي وأنانية النفس وضعف الإيمان،إنه إنكار للفضل وجحود بالإحسان،الذي من الله به على عباده وفتح عليهم به،وكفران للنعم،من صنع إليه معروف فوجده فليجز به،فإن من أثنى فقد شكره،ومن كتم فقد كفره، ومن كانت عادته كفران نعم الخلق وترك شكرهم كانت عادته كفران نعم الله وترك شكره،فلا يليق بالعاقل أن ينكر الإحسان ويتنكر له،
    إن اعتراف الإنسان بفضل الغير ومعروفه لا ينقص من قدره ولا يحط من منزلته بل يعلي قدره عند الله وفي عيون الخلق،إن المؤمن ينبغي عليه أن يكون وفياً شاكراً لأهل الإحسان ذاكراً للجميل،حسن العهد بمن أحسن إليه يحفظ الود ويرعى حرمة من له صحبة وعشرة طويلة ولا ينسى المعروف لأهله ولو طال به الزمان،إن حسن العهد من الإيمان،
    فإياك إياك ونكران الجميل، واشكر صنائع المعروف، وكن من الأوفياء، فإن الكريم يحفظ ود ساعة،
    من لم يشكر الناس لم يشكر الله،
    وكذلك نذكر أصحاب الفضل علينا في عملنا وحياتنا،بالخير بين أهلنا وزملائنا وأصدقائنا وجيراننا، ونحفظ لهم الجميل، فهذا حقهم علينا،



    اللهم اجعلنا من المكافئين لأهل الفضل، الذاكرين معروفهم، والمقدرين جميلهم، ووفقنا لطاعتك أجمعين،وطاعة رسولك محمد الأمين صلى الله عليه وسلم،وطاعة من أمرتنا بطاعته.

  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •