النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: معنى البر

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    معنى البر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    معنى البِرِّ لغة، الصِّدق والطَّاعة والخير والفضل، ويقال،فلان يطيع ربه،وهو الصَّادق التقي،وهو خلاف الفاجر،
    والبِر، ضدُّ العقوق،
    معنى البِرِّ اصطلاحاً، قال المناوي(التوسُّع في فعل الخير،والفعل المرضِي، الذي هو في تزكية النَّفس،يقال،توسَّع العبد في طاعة ربه،والبِرُّ في الصِّدق،وبِرُّ الوالدين، في الإحسان إليهم،والرِّفقُ بهم،وإسداء المعروف،والمبالغة في الإحسان لهما،
    وضدُّه،العقوق
    فوائد البر
    أولاً،البِرُّ طريق موصل إلى الجنَّة، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه(عليكم بالصِّدق،فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البر،وإن البر يهدي إلى الجنَّة، وإن الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقًاً)
    ثانياً،من فضائل البِرِّ أنه سبيل للزيادة في العمر، فعن سلمان رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال (لا يردُّ القضاء إلَّا الدُّعاء،ولا يزيد في العمر إلَّا البر)
    والبِرُّ من أسباب سعادة المرء في الدَّارين،والبِرُّ يؤدِّي إلى نيل محبَّة النَّاس، وإلى الألفة وشيوع روح المحبَّة في المجتمع،
    ثالثاً،بذل البِرِّ يؤكِّد المحبَّة، فقد قيل(حسن البشر، وبذل البِرِّ، وقصد الوفاق، وترك النِّفاق)يؤكد المحبة بين الناس،
    قال الماوردي(وأما البِرُّ،هو من أسباب الألفة،فلأنَّه يوصل إلى القلوب ألطافًا، ويثنيها محبَّة وانعطافاً)
    رابعاً،البِرُّ طريقٌ لراحة البال،واستقرار النَّفس واطمئنانها، ففي حديث وابصة بن معبد قال،أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال(جئت تسأل عن البِرِّ والإثم؟ قلت،نعم،قال،استفت قلبك، البرُّ ما اطمأنَّت إليه النَّفس، واطمأنَّ إليه القلب)فهذا الحديث أخرجه جمع من رواة الأثر,وحسنه الألباني،
    والبِرُّ إحدى الصِّفات التي لا تكتمل مكارم الأخلاق إلَّا بها،
    عن النواس بن سمعان رضي الله عنه(سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر،والإثم،فقال،البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطَّلع عليه النَّاس)
    خامساً،أنَّ كلَّ أنواع الخير ينطوي تحت كلمة البِر، قال ابن القيِّم(إنَّ أعمال البِرِّ تنهض بالعبد، وتقوم به، وتصعد إلى الله به، فبحسب قوة تعلُّقه بها يكون صعوده مع صعودها)وأن البر يحرس النِّعم ويحصنها،يقول النَّبي صلى الله عليه وسلم(ما نقص مال عبد من صدقة)ومن تلقَّى أوائل النِّعم بالشُّكر، ثم أمضاها في سبل البِرِّ، فقد حرسها من الزَّوال، وحصَّنها من الانتقال)
    وأنَّ البِرَّ والإحسان إلى النَّاس يعطي هيبة تعين على أمور الدُّنيا والدِّين،فمن أحسن إلى النَّاس عظم في أعينهم، ولقي الاحترام والتوقير، وبادلوه الحبَّ، ممَّا يجعل له مكانته وهيبته في المجتمع، فتعينه تلك المكانة على أموره،
    قال الشَّاعر،أحسن إلى النَّاس تستعبد قلوبهم،فطالما استعبد الإحسانُ إنساناً،
    أقوال السَّلف والعلماء في البِر،
    روي عن عيسى ابن مريم،عليه السلام (البِرُّ ثلاثة،المنطق والنَّظر والصمت، فمن كان منطقه في غير ذكر فقد لغا، ومن كان نظره في غير اعتبار فقد سها، ومن كان صمته في غير فكر فقد لها)
    وعن أبي الأشهب،قال (سمعت الحسن، يقول(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ)المؤمنون،
    قال،كانوا يعملون ما عملوا من أنواع البِرِّ، وهم مشفقون أن لا ينجيهم ذلك من عذاب الله)
    وقال سليمان بن عبد الملك، يا أبا حازم أيُّ عباد الله أكرم،قال، (أهل البِرِّ والتَّقوى)
    وقيل لسفيان بن عيينة، ما السَّخاء،قال(السَّخاء،البِرُّ بالإخوان، والجود بالمال)
    وقال ابن حزم(ينبغي أنْ يرغب الإنسان العاقل في الاستكثار من الفضائل وأعمال البِرِّ التي يستحق من هي فيه الذِّكر الجميل، والثَّناء الحسن،والمدح، وحميد الصِّفة. فهي التي تقرِّبه من بارئه تعالى، وتجعله مذكوراً عنده عزَّ وجلَّ الذِّكر الذي ينفعه، ويحصل على بقاء فائدته،ولا يبيد أبد الأبد)
    وقال سهل بن عبد الله(ليس كلُّ من عمل بطاعة الله صار حبيب الله، ولكن من اجتنب ما نهى الله عنه صار حبيب الله، ولا يجتنب الآثام إلا صدِّيق مقرَّب،وأمَّا أعمال البِرِّ فيعملها البَرُّ والفاجر)
    وقال محمد بن علي التِّرمذي(ليس في الدُّنيا حِمل أثقل من البِرِّ؛ لأنَّ من برَّك فقد أوثقك، ومن جفاك فقد أطلقك)
    وقال ابن القيِّم(إنَّ أعمال البِرِّ تنهض بالعبد، وتقوم به، وتصعد إلى الله به، فبحسب قوَّة تعلُّقه بها يكون صعوده مع صعودها)
    البِرُّ لفظةٌ تعمُّ جميع أعمال الإحسان، وتشمل كلَّ خصال الخير،ومن أبرز صور البِرِّ والإحسان،
    البِرُّ بالوالدين، قال الله تعالى مثنياً على نبيه عيسى عليه السلام(وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا)مريم،
    وقال عن نبيه يحيى عليه السلام(وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا)مريم،
    وقرن بر الوالدين بتوحيده فقال(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا،وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)الإسراء،
    وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال،سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله تعالى،قال،بر الوالدين،قلت،ثم أي،قال،الجهاد في سبيل الله)
    فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بر الوالدين أفضل من الجهاد في سبيل الله (ويكاد الإنسان لا يفي والديه حقهما عليه مهما أحسن إليهما، لأنهما كانا يحسنان إليه حينما كان صغيرًا وهما يتمنيان له كل خير، ويخشيان عليه من كل سوء، ويسألان الله له السلامة وطول العمر، ويهون عليهما من أجله كل بذلٍ مهما عظم، ويسهران على راحته دون أن يشعرا بأي تضجر من مطالبه، ويحزنان عليه إذا آلمه أي شيء)
    ولا يقتصر بر الوالدين على حال حياتهما، بل يمتد أيضًا إلى ما بعد مماتهما، وفي الحديث الآخر، حديث ابن عمر(مِنْ أبَرِّ البِرِّ، أن يصل الرَّجل أهل وُدِّ أبيه بعد أن يُوَلِّي)
    موانع فعل البِرِّ،
    أولاً، البعد عن الله سبحانه وتعالى،وكثرة الذُّنوب،وتحيل بين المرء، وبين عمل المعروف والبر،
    ثانياً، البخل والشُّحُّ، وحبُّ المال،والحرص عليه،والتعلق به،والحقد، والتَّحاسد، والكراهية تمنع الشخص من الإحسان إلى النَّاس،والجهل بما يرتَّب على عمل البِرِّ من أجر عظيم،
    الوسائل المعينة على فعل البِر،
    أولاً، طلب رضا الله، فمن أراد التقرُّب إلى الله، فإنَّه سيسعى بكلِّ عمل يوصله إليه، ومن ذلك كلُّ أعمال البِر،وتدريب النفس وتعويدها على عمل الصَّالحات، حتَّى وإن دعته نفسه إلى تركها،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إنَّ الصِّدق يهدي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنَّة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق)
    ثانياً، حبُّ النَّاس، والسَّعي للتودُّد إليهم، والتقرُّب منهم، مدعاة للبِرِّ، والإحسان لهم،ومعالجة النَّفس من مرض البخل والشُّحِّ، ومحاولة تعويدها على الإنفاق في وجوه الخير، وفي مختلف القرب،قال تعالى(لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ)آل عمران،
    ثالثاً، تقوى الله ومخافته،طريق يجعل الإنسان يسعى لإرضائه جلَّ وعلا،قال تعالى(وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى)البقرة،
    ونزع الحقد والغلِّ والحسد وغيرها من الصِّفات القبيحة، والتي تقف حائلًا أمام الإحسان إلى النَّاس وبرِّهم،



    اللهم اجعلنا بارين بوالدينا،مطيعين لهما فيما يرضيك عنا، وأعنا على طاعتهم،وارحمهما يالله،اللهم امين.




  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •