النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: فوائد إدارة وتنظيم الوقت

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    فوائد إدارة وتنظيم الوقت

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أهمية الوقت في حياتنا،للوقت في حياة الأفراد والمجموعات قيمة كبيرة لا تساويها ثروة، ونحن نعبر عن هذا المعنى بقولنا،الوقت من ذهب، لذلك يتعين علينا حسن استغلال الوقت وتمضيته فيما ينفع ويفيد، ذلك أن عجلة الزمن تدور دون توقف ولا تنتظر أحداً، فمن الحكمة ألا يضيع الإنسان ساعة من عمره دون أن يستفيد،
    وها هو رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم،يوجهنا إلى تعمير أوقاتنا بالعمل الصالح المتعددة أبوابه،فلا نفرط في لحظة من وقتنا،
    ومن الحكمة في الاستفادة من الوقت،ويقابل ذلك التبكير إلى العمل،فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه(اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا )رواه الترمذي،
    فعلينا أن نكون واعين بمسألة الوقت لأننا مسؤولون عن حالنا،وحرص كل منا على المحافظة على الوقت وحسن استغلاله فيما ينفع البلاد والعباد،
    فلو نظرنا إلى الذين تركوا في الدنيا آثاراً صالحة،الذين استطاعوا الخلود بمبادئهم وتفكيرهم لوجدناهم أناساً عرفوا للزمن قيمته وللوقت حقه،والعمل المتواصل بلا هوادة،هذا كله جاء نتيجة الوعي بقيمة الوقت،وأن يكون صديقاً لنا نستثمر كل جزء منه فيما يعود بالخير على والمجتمع،
    إن الدقائق والثواني من حياة كل واحد منا لها وزن وحساب إذا أقبلنا عليها انتفعنا بها واستفدنا منها،وإن غفلنا عنها حتى تمر فإنها لن تعود،
    ويروى عن الحسن البصري قوله، ما من يوم ينشق فجره وتشرق شمسه إلا وينادي،يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنم وتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة،
    لا تدري أَمِن أهله أنتَ،إن حياة كل واحد منا هي هذه الأيام التي نعيشها,تذكر كيف كنت قبل بضع سنوات،بل أخرون كانوا معنا في هذه الدنيا وغادرون إلى دار البقاء،سنوات وأيام مرت من حياتنا بالأمس القريب كنا أطفالاً واليوم أصبحنا شباباً وغداً إن كان في العمر بقية إن شاء الله نصير شيوخاً,هذه هي سنة الحياة،
    لقد فطِن العقلاء لقيمة الوقت ولم يجعلوا أيامهم فارغة كما نفعل، بل عملوا واستغلوا أوقاتهم في عمل وعلم ديني ودنيوي ولم يضيعوها،
    والمتأمل في أيامنا، يدرك أن الوقت عند بعض الناس لم تعد له قيمة فقد يضيع الواحد منا الساعات الطوال أمام شاشات الحواسيب وفي المقاهي،
    وعلى أرصفة الشوارع دون أن يرجع عليهم هذا الوقت بالنفع،
    بل حتى ذلك الموظف الذي يشغل تلك المسؤولية لايعيرها إهتمام ويماطل في قضاء أعمال الناس ,
    بل يستعمل هاتفه ليدخل إلى مواقع التواصل الإجتماعي ليتصفح أخبار لا تغني ولا تسمن من جوع،
    وهو في هذه الحالة أثم مرتين،
    مرة لتضيعه الأمانة،وهي المسؤولية التي يشغلها من أجل أداء عمله مقابل الراتب الذي يتقاضاه ,
    ومرة ثانية لتصفحه تلك المواقع ومشاهدته لتلك الصور،

    لماذا أصبح الوقت عندنا أخر شيء نفكر فيه،
    من أراد أن يتأكد ما عليه إلا أن يلقي نظرة على المقاهي،ودور السينما،وهذا فقط مثال واحد والأمثلة كثيرة،
    بل حتى في أيام رمضان ونحن مقبلين على هذا الشهر الفضيل،نسأل الله أن يبلغنا رمضان ويعيننا فيه على الصيام والقيام,
    تجد تضيع الأوقات يزداد بكثرة, نوم طيلة النهار،ولهو وسهر بالليل لمشاهدة المسلسلات والأفلام،
    يا ابن أدم أيامك هي حياتك لو فرطت وضيعت يوماً بل ساعة ستندم عليها غداً,لو أعطي للأموات فرصة لكي يعودوا لهذه الحياة لتمنو ساعة من أجل إستغلالها في ذكر أو صلاة أو استغفار أو توبة،هم من يعرف حقيقة الوقت الذي نضيعه ,
    أما نحن نضيع الساعات الطوال والأيام واليالي في أشياء لن تنفعنا لا في الدنيا،ولا في الأخرة،
    شرود أدهان أمام شاشات التلفاز،وعقول غابت عن التأمل والتدبر في الأرض والسموات،
    ,أموات بأجساد تتحرك تأكل وتشرب،وتتوالد ألهذا خُلقنا،
    عن عبد الله بن عباس يقول، إنكم من الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة من زرع خيراً يوشك أن يحصد،
    ومن زرع شراً يوشك أن يحصد ندامة،
    ولكل زارع مثلما زرع،فمن أُعطي خيراً فالله أعطاه،ومن وقي شراً فالله وقاه, المتقون سادة والعلماء قادة ومجالستهم ريادة،
    كان الحسن يقول، ابن آدم إنك بين مطيتين يوضعانك،
    يوضعك الليل إلى النهار،والنهار إلى الليل حتى يُسلِماك إلى الآخرة،فمن أعظم منك يا ابن آدم خطراً،
    وقال،ليس يوم يأتي من أيام الدنيا إلا يتكلم يقول، يا أيها الناس إني يوم جديد،وإني على ما يُعمل فيّ شهيد فإني لو قد غربت الشمس لم أرجع إليكم إلى يوم القيامة،
    عن محمد الصفار قال، حدثني داود الطائي،قلت له يوماً،قد عرفت الذي بيننا فأوصني قال،فدمعت عيناه ثم قال،يا أخي إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة حتى ينتهي بهم ذلك إلى آخر سفرهم فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زاداً لما بين يديها فافعل ,فإن انقطاع السفر عن قريب, والأمر أعجل من ذلك فتزود لسفرك واقض ما أنت قاض من أمرك فكأنك بالأمر قد بغتك,
    يخبر ربنا عن فئة تتمنى العودة إلى الدنيا من أجل العمل الصالح وأنى لهم ذلك،قال تعالى(وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ)فاطر،فيجيبهم الحق جل وعلا(أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ)فاطر،
    فئة عاشت يومها وليتها عاشت فيما يرضي الله بل ولم تتعظ بالأمس فكانت النتيجة وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل،
    يجب الابتعاد عن تأجيلِ الأعمالِ، فظاهرةُ التأجيلِ هي أحد أكثرِ الأمورِ الّتي تسببُ الارتباكَ وتراكمَ الأعمال،فيجبُ ترتيبُ الأمورِ حسبَ أهميّتها والقيامَ بها تباعاً، والانتباه إلى عدم التكاسل الذي يؤدي إلى الشعور في الاكتئاب والنوم لوقت طويل وبذلك إضاعة الكثير من الوقت دون فائدة،
    الوقت عند المسلمين نعمةٌ عظيمة، فبه تُؤدّى العبادات كلّها، وترتبط فيه ارتباطًا عميقًا، فنجد أنّ لكلِّ عبادةٍ شرعها الله عزّ وجل،وقتاً مُحدّداً تؤدّى فيه، ولا يصحّ لنا تغييره أو تقديمه وتأخيره،
    فالصّلاةُ على وقتها خمس مرات في اليوم والليلة،
    والصّيام في شهر رمضان،
    والحجُّ في موسمه من كلّ عام،
    وكذلك باقي العبادات، وهذا يدلّ على القيمة العليا للوقت، والحرص على إدارته واستثماره بالشكل الصّحيح،

    فالإنسان مسؤولٌ عن هذا الوقت،وما الذي فعله فيه،حيث نبهنا إلى أننا سنسأل عن ذلك فقال(لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه،وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه،وماذا عمل فيما علم)رواه الترمذي،
    وعمره هو وقته الذي عاش وعمل فيه، وكذلك علمه وماله حصل عليهما ضمن هذا الوقت،
    كيفية تنظيم الوقت،يحرص المرء على تنظيم وقته وإدارته بشكلٍ صحيحٍ عن طريق التّخطيط الواضح، ويبتعد عن هدر وقته بالمضيّعات التي تسرقه منه، وتشغله بغير المفيد،كالمُماطلة، والتأجيل، والنوم الكثير، وعدم القدرة على تحديد أهميّة الأمور،
    وعدم التّركيز، فكلُّ هذا يجعل زمام وقته ملكًا لغيره، فيكون مصيره الانقضاء والضياع دون فائدة،
    وقد قال ابن القيِم رحمه الله، عن أهمية الوقت وقيمته في حياتنا(فالعارف ابنُ وقته،فإن أضاعه ضاعت عليه مصالحه كلها)
    فوائد إدارة وتنظيم الوقت،
    تنظيم الوقت، يساعد في رسم تصوّر دقيقٍ وواضح عن الأعمال التي يجب أن يقوم بها الفرد في يومه،
    وبالتالي يعلم الوقت المناسب لكلّ عمل، وهذا يجعله قادراً على التّعامل مع العقبات التي قد تحاول عرقلة سير اليوم بالشكل الصحيح،
    الاستغلال الأمثل لليوم، كلُّ دقيقة في اليوم تُدرَج ضمن برنامج إدارة الوقت لمعرفة الأعمال الواجب إتمامها فيها، وهذا يمنح صاحبها الحماسة والطاقة لإنجازها،
    تنظيم الوقت يسمح بوجود مُتّسع لتنمية المهارات الشخصية، لأنّ صاحبه يكون قد أنجز مهمّاته كما حدّدها لنفسه، ولم يتراكم عليه شيءٌ منها،
    معرفة كيفية تحديد الأولويات، بالتركيز على الأهم فالمهم،
    تعلُّم النظام،بالابتعاد عن العشوائية والفوضى، وكلّ مضيّعات الوقت،كالتّسويف،
    الشّعور بالثّقة، باحترام الذّات وتقديرها،والاستمتاع بالإنجازات والنّجاحات،فالسّعادة تكمن في كون الحياة التي يَعيشها المرء متّزنة مُنظّمة،



    اللهم بارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا وأرزاقنا،وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واجعلنا من عبادك الصالحين،ووفقنا لما تحب وترضى واجعلنا هداة مهتدين،واختم بالصالحات أعمالنا،واجعل خير أيامنا يوم لقائك.




  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •