لم يدر بخلد الكثيرين - وأنا أحدهم- أن الحرب على اليمن تخفي وراءها حقائق وأهدافا لم يعلن عنها في حينها، وذلك لإكساب هذه الحرب المشروعية اللازمة والدعم الشعبي والدولي، حيث كانت مبررات هذه الحرب مبدئية وأخلاقية في المقام الأول منها بل أولها إرجاع رئيسها الشرعي(أو هكذا يسمونه) إلى سدة الحكم ضمن مخرجات الحوار الوطني الذي صاغته دول الجوار قبل أهل صنعاء !
وبعد سنتين من هذه الحرب الطاحنة لم تراوح قوات الحزم مكانها إلا في أطراف محدودة، مع الكثير من الغموض يلف هذه المحنة كل ما طال الوقت، وازدادت معاناة الشعب اليمني في جميع نواحي الحياة ودموع الجانبين المتحاربين تذرف عليه كذبا وزورا.
إنني أريد أن أبين في هذا المدخل أن نواياً غير طيبة كانت ترافق هذه الحملة منذ بدايتها وقد كنا نشكك في من يطرح مثل هذه النوايا من المعارضين للغزو ونكيل له التهم وسؤ الطوية وذلك لسذاجتنا وطيب مقاصدنا، إلا أننا فوجئنا (نحن المتعاطفين)
بأن قوم ((التحالف)) كانوا قد فرغوا من كتابة السيناريو قبل إعلان الغزو واتفقوا على الإخراج في أرض الميدان في بلاد الشعب اليمني المغدور به.
وبعد أن سقطت الأقنعة شاء الله أن يُخرج قواتنا من أرض الدسائس والمؤامرات، حتى لاتكون شاهد زور على مايجري هناك.
إن الغموض في مآلات هذه الغزوة وقبح الوجه الذي تجلى فيها مؤخرا حملني على الشك في أن الحملة الظالمة على بلدنا ليست ببعيدة عن هذا المسرح، ولمرة أخرى أكرر الحمدلله الذي أخرجنا منها سالمين( ورحم الله شهداءنا وأعز الله من بقي)