بلاد الشمس المشرقه اليابان

الموقع الجغرافي لليابان/
تقع اليابان في أقصي شرق القاره الآسيويه و هي تتكون من عدد كبير من الجزر الممتده
طولياً في شكل أشبه بالقوس و هو ما جعلها تتميز بتنوع كبير من حيث طبيعتها الجغرافيه
و المناخيه و البيئيه بشكل عام.
المساحه و التعداد السكاني/
اليابان دوله ذات مساحه محدوده لا تزيد عن 378,000 كيلو متراً مربعاً وهو الأمر الذي شكّل أحد
أكبر التحديات التي تواجه هذه الدوله خاصة إذا عرفنا أن التعداد السكاني في اليابان يكاد
يتخطي حاجز ال 128 مليون نسمه و هو رقم كبير جداً مقارنةً بالمساحه المتاحه من الأراضي
الممهده أو الصالحه للنشاط البشري و بتدقيق النظر في الطبيعه الجغرافيه لليابان نجد أن أكثر
من ثلثي المساحه السابق ذكرها هي عباره عن غابات كثيفه و مرتفعات جبليه غير مأهوله
و غير قابله لممارسة أي من الإنشطه البشريه المعروفه.
تتكون اليابان في معظمها من أربعه من الجزر كبيرة الحجم و هي متراصه طولياً من الشمال
إلي الجنوب علي النحو التالي أولاً جزيرة هوكايدو الشماليه يليها جزيرة هونشو ثم جزيرة
شوكوكو ثم جزيرة كيوشو في أقصي جنوب اليابان و يحيط بهذه الجزر الأربعه عدد كبير من
الجزر الصغيره و بعضها غير مأهول بالسكان حتي الأن.
الطبيعه المناخيه وتأثيرها علي الحركه السياحيه/
تقع اليابان من حيث الموقع الجغرافي في المنطقه المعتدله الشماليه حيث تهب عليها رياح جنوبيه شرقيه
من المحيط الهادئ في فصل الصيف بينما تهب عليها الرياح الشماليه الغربيه من الشمال
في فصل الشتاء.
تعد الطبيعه المناخيه هي أحد أهم عوامل الجذب السياحي لليابان و ذلك لما تتميز به من تنوع
و تباين كبير في مميزات كل فصل من فصول السنه الأربعه بشكل لا مثيل له في أي مكان
آخر من العالم.
و لعل أبرز فصول السنه و أكثرها إقبالاً من حيث الحركه السياحيه هما فصلي الربيع و الخريف
حيث يتميز كل منهما بطبيعه خاصه تجذب إليها الكثيرين من محبي الطبيعه الخلابه هذا بالإضافه
لتمتع كلا الفصلين بمناخ معتدل من حيث درجات الحراره و الرطوبه.
يمتد فصل الربيع في اليابان ما بين شهري مارس و مايو من كل عام ويتميز هذا الفصل دون
غيره من فصول العام حيث بإزدهار الحياه النباتيه المنتشره في جميع أرجاء اليابان و خاصة
فيما يعرف بفترة تفتح أزهار الكرز المعروفه بإسم زهرة الساكورا اليابانيه الشهيره
و هي زهره صغيره رائعة الجمال تتميز بلونها الأبيض المائل إلي اللون الزهري, و تعد فترة
تفتح هذه الأزهار هي أكثر فترات السنه إقبالاً حيث تنتشر أشجار الساكورا في كافة أرجاء اليابان
ما يجعل معظم المدن اليابانيه تبدو و كأنها مغطاه بغطاء أبيض رائع يجذب إليه عدد كبير من
السائحين للإستمتاع بهذا المنظر الخلاب الذي لا مثيل له في أي مكان أخر من العالم.
ننتقل بالحديث إلي فصل آخر من فصول المتعه و الجمال في الطبيعه اليابانيه و هو فصل
الخريف الذي يمتد في الفتره ما بين شهري سبتمبر و نوفمبر من كل عام و هو أيضاً أحد أبرز
فصول السنه من حيث الطبيعه المناخيه و النباتيه , و يتشابه هذا الفصل مناخياً مع فصل الربيع حيث
إعتدال درجات الحراره و الرطوبه إلا أنه يختلف عنه إختلافاً كلياً من حيث الطبيعه النباتيه المميزه لهذا
الفصل فنجد أنه بحلول فصل الخريف تتلون معظم أوراق الأشجار في جميع أنحاء
اليابان بالعديد من الألوان الزاهيه التي تتباين فيما بينها من اللون الأصفر و البرتقالي إلي
الأحمر القاتم وهو ما يعد أحد أكثر المناظر الطبيعيه إبهاراً و متعه للناظرين.
كذلك يتميز كل من فصلي الصيف و الشتاء بالعديد من المميزات و عوامل الجذب السياحي
حيث تعد المناطق الشماليه من اليابان هي أكثر المناطق جذباً للسائحين في كل من فصلي الشتاء
والصيف و ذلك إما لهدف ممارسة رياضة التزحلق علي الجليد و الرياضات الشتويه الأخري في
فصل الشتاء أو لهدف الإستمتاع بالطقس المعتدل و ممارسة العديد من الأنشطه الترفيهيه
علي شواطئ البحر في فصل الصيف.
الشعب الياباني و كلمة السر في حضارة اليابان/
يعد الشعب الياباني هو كلمة السر الحقيقيه فيما وصلت إليه اليابان من تقدم علمي و حضاري كبير حيث
تتميز الشخصيه اليابانيه بالعديد من المزايا و الخصال الحسنه التي يستطيع الزائر لليابان أن يلمسها
منذ الوهلة الأولي للوصول, و يمكن تلخيص هذه المميزات الشخصيه في بعض النقاط
حيث تتميز الشخصيه اليابانيه بالأدب الشديد و دماثة الخلق و هو الأمر الذي يستشعره الزائرين
بمجرد أن تطأ أقدامهم أرض المطار وصولاً إلي اليابان حيث تستشعر حرص جميع العاملين
علي الإهتمام الشديد و الحرص علي توجيه كلمات الترحيب بالزائرين و هو ما يضفي شعوراً
بالراحه و السعاده و لعلني لست مُبالغاً إذا ذكرت أن هذا السلوك هو ركن أساسي من أركان
الثقافه اليابانيه التي تتوارثها الأجيال منذ مئات السنين تلك الثقافه القائمه علي الإحترام
المتبادل بين أفراد المجتمع الواحد و التأكيد علي نشر معاني السلام و المحبه و أن الإنسان
خُلق ليتعايش لا ليتصارع ذلك الأمر الذي يجعل من اليابان تبدو واقعياً بمثابة واحه من الأمن
و الأمان في هذا العالم.
كما تتميز الشخصيه اليابانيه بالمثابره و الإتقان الشديدين في العمل و هو ما يتجلي واضحاً في
الصناعات اليابانيه عالية الجوده ذات الشهره العالميه.
إلا أنه و كنتيجة لما سبق ذكره عن جدية اليابانيين و إلتزامهم الشديد قد يظن البعض أن الشعب
الياباني هو شعب جاد للغايه و غير محب للمرح أو الضحك و هي الصوره التي سرعان ما تتبدد
عند المحاوله الأولي لتجاذب أطراف الحديث مع أحد اليابانيين حيث يكتشف الزائر أن الشعب
الياباني شعب ودود للغايه و محب للضحك و الحديث المطول في مجالات عده, خاصة وقد أبدت
الحكومات المتعاقبه في اليابان إهتماماً كبيراً مؤخراً بتعليم اللغات الأجنبيه عامةً و الإنجليزيه
علي وجه الخصوص من أجل مساعدة العامه من الشعب الياباني للإنفتاح علي العالم و توسيع
دائرة المعرفه لديهم و كذلك زيادة قدراتهم علي التواصل مع شعوب العالم و هو ما يبدو واضحاً
للزائرين لليابان أثناء تعاملهم مع العاملين سواء في الفنادق أو وسائل المواصلات العامه حيث
أصبح من السهل الأن أن تتوجه بالحديث أو بالسؤال عن أي شئ لأي شخص و أنت واثقاً من
الحصول علي المساعده في سهولة و يسر خلاف ما كان عليه الوضع في العقود السابقه التي
إقتصرت فيها معرفة اليابانيين و قدراتهم علي التواصل إلا من خلال اللغه الرسميه للبلاد
اللغه اليابانيه.
اليابان بين الواقع و الخيال/
يتسم الحديث حول اليابان بالعديد من التصورات التي قد تحاكي الواقع في بعض منها
إلا أنها لا تخلو من بعض المغالطات و التصورات التي تجافي الواقع جملةً و تفصيلاً.
و من منطلق رؤيتي لليابان كدوله تملك جميع مقومات المقصد السياحي المثالي أري أنه قد حان
الوقت لتوضيح العديد من النقاط التي قد تبدو غامضه عن اليابان كمقصد سياحي جدير بالزياره.
أولاً: الصوره السائده أن اليابان دوله يقتصر زيارتها علي الأشخاص أصحاب القدرات الإنفاقيه
العاليه و ذلك لإرتفاع المستوي المعيشي بها و صعوبة قضاء عطله سياحيه إقتصاديه علي غرار
العديد من دول شرق آسيا المجاوره لها وهو التصور الذي يخالف الواقع في كثير من الجوانب
حيث تتميز اليابان واقعياً بتنوع كبير في خدماتها السياحيه المقدمه لتناسب جميع الزائرين من
مختلف دول العالم بمختلف فئاتهم و قدراتهم الإنفاقيه بالشكل الذي يجعل من قضاء عطله سياحيه
ممتعه بتكلفه إقتصاديه أمر سهل المنال.
ثانياً: قد تبدو اليابان ظاهرياً كمقصد سياحي غير مناسب للسائحين من الدول العربيه و الإسلاميه
علي وجه التحديد و خاصةً فيما يتعلق بنوعيات الطعام المتوفره و تعارضها مع التعاليم
الإسلاميه و شروطها المحدده في قواعد الذبح للأبقار و الدواجن وكذلك شرط خلوها من كافة
أنواع الخمور و المسكرات التي تبدو منتشرة بعض الشئ في العديد من أنواع الطعام الياباني,
إلا أن الواقع الحالي لليابان و الذي فرضه الإنتشار الكبير للمسلمين سواء المقيمين بشكل دائم
أو الوافدين علي سبيل الدراسه أو السياحه و ما صاحبه من إنتشارٍ ملحوظ للعديد من المطاعم
و المحال التي تقدم وجبات الطعام الحلال المطابقه لشروط الشريعه الإسلاميه قد غير كثيراً
من هذه الصوره حيث أصبح من السهل الأن العثور علي مطعم أو أكثر للوجبات الحلال في كل
منطقه داخل المدينه الواحده لاسيما في المدن و المحافظات الكبيره مثل طوكيو و أوساكا هذا
بالإضافه إلي عدد غير قليل من المساجد و أماكن إقامة الشعائر الإسلاميه في عدد من محافظات
اليابان و التي تم إنشائها بالتعاون بين الحكومه اليابانيه و عدد من سفارات و جاليات الدول
الإسلاميه في اليابان كما تحرص الحكومه اليابانيه مؤخراً علي توفير عدد أخر من أماكن إقامة
الصلاه والشعائر الإسلاميه في عدد من المطارات و محطات القطارات الرئيسيه بالمدن و هو
الأمر الذي كان له بالغ الأثر علي عدد السائحين الوافدين من الدول العربيه و الإسلاميه في
الفتره الأخيره.
السفر إلي اليابان/
أبدت الحكومه اليابانيه في الآونةِ الأخيره إهتماماً ملحوظاً بالسياحه الوافده إليها عن طريق تقديم
العديد من التسهيلات للحصول علي تأشيرة الدخول لليابان و كذلك توفير بعض الخدمات اللازمه
لراحة السائحين و هو ما إنعكس إيجاباً علي أعداد السائحين الوافدين كل عام حتي بلغ العدد في
العام الماضي أكثر من 20 مليون سائح و هو ما يمثل تقدم كبير إذا ما تم مقارنته بعقود سابقه
لم تبدي فيها الدوله نفس الإهتمام بالسياحه الوافده.
وقد صاحب هذا الإهتمام بالسياحه إهتماماً أخر بمد العديد من خطوط الطيران التي تصل بين
اليابان و العديد من مدن و عواصم العالم,
فنجد علي سبيل المثال أن هناك العديد من خطوط الطيران التي تربط بين مدن و عواصم
دول الشرق الأوسط و بين مدينتي طوكيو و أوسكا في اليابان كخطوط طيران الإمارات,
الخطوط الجويه القطريه, شركة طيران الإتحاد, الخطويه الجويه التركيه.
ما ساعد كثيراً علي إزدهار حركة السفر و التنقل بين دول منطقة الشرق الأوسط و اليابان.
رحله سياحيه في اليابان/
من خلال هذا المقال نستعرض نموذج لأحد البرامج السياحيه المقترحه لقضاء عطله قصيره
في اليابان بشكل إقتصادي قد يكون مناسب للشباب أو لحديثي الزواج.
اليوم الأول: يبدأ البرنامج بالوصول عبر أي من خطوط الطيران السابق ذكرها إلي مطار ناريتا
الدولي و هو المطار الرئيسي في العاصمه اليابانيه طوكيو و من ثم الإنتقال من المطار إلي وسط
العاصمه بواسطة خدمة حافلات المطار والإقامه في أحد الفنادق.
اليوم الثاني: يبدأ البرانامج السياحي بزيارة أهم المعالم و الأماكن الشهيره في العاصمه طوكيو
كمنطقة معابد أساكوسا الشهيره, منطقة مدينة الإلكترونيات أكيهابارا, ثم الإنتقال بعدها إلي مدينة
ألعاب ديزني لاند الشهيره و الإستمتاع بمشاهدة عروض ديزني الفنيه و خوض تجربة الألعاب
التي تشتهر بها المدينه الترفيهيه ثم العوده مره أخري إلي فندق الإقامه لقضاء الليله.
اليوم الثالث: ننتقل في الصباح إلي محطة قطارات طوكيو حيث يمكنكم خوض تجربة الإنتقال
بواسطة قطار الطلقه الياباني الشهير إلي مدينة أوداوارا حيث يمكنكم الإنطلاق منها للقيام بجوله
سياحيه في منطقة جبل فوچي الشهير و منطقة هاكوني الطبيعيه حيث بحيرة آشي الطبيعيه كذلك
يمكنكم الصعود إلي قمة جبل أوواكوداني الشهير بواسطة العربات الكهربائيه (تليفريك).
ملحوظه: تتم هذه الجوله السياحيه بواسطة سياره خاصه يتم حجزها مسبقاً.
بعد الإنتهاء من الجوله السياحيه نتجه للإقامه في أحد فنادق منطقة أتامي القريبه من منطقة
هاكوني و تشتهرهذه المنطقه بعيون المياه الطبيعيه الساخنه و التي يمكنكم الإستمتاع بها داخل
فندق الإقامه حيث تنتشر هذه العيون بكثره في معظم فنادق المنطقه كأحد عوامل الجذب للسائحين.
اليوم الرابع: الإنتقال بواسطة قطارالطلقه متجهين جنوباً إلي محافظة كيوتو التاريخيه الشهيره,
عند الوصول التوجه إلي فندق الإقامه لترك الأمتعه به و من ثم القيام بجوله سياحيه بواسطة
المواصلات العامه لزيارة معالم المدينه التاريخيه التي تشتهر بآثار العصور القديمه من معابد و
قصور حيث نبدأ بزيارة المعبد الذهبي الشهير (كين كاكوچي) أحد أجمل المعابد اليابانيه القديمه
ثم نتجه لزيارة منطقة (أراشي ياما) الشهيره و هي منطقه فريده تضم غابه واسعه من أشجار
الخيزران الكثيفه حيث يمكنكم الإستمتاع بالمناظر الطبيعيه الرائعه التي تشتهر بها المنطقه
و من ثم العوده إلي فندق الإقامه.
اليوم الخامس: الإنتقال صباحاً من مدينة كيوتو بواسطة القطار إلي مدينة أوساكا و التي تبعد
حوالي ساعه واحده من كيوتو و هي تعد العاصمه الثانيه لليابان بعد طوكيو.
عند الوصول إلي أوساكا يمكنكم التوجه إلي فندق الإقامه و ترك الأمتعه إستعداداً للقيام بجوله
سياحيه في المدينه, تشمل الجوله زيارة قلعة أوساكا التاريخيه الشهيره, منطقة تسوق
(شينساي باشي) و هي من أكثر مناطق مدينة أوساكا شهره حيث يمكنكم التسوق والإستمتاع
بقضاء بعض الوقت بين جنبات هذه المنطقه الحيويه من مدينة أوساكا.
اليوم السادس: يمكنكم زيارة أحد أشهر الأماكن الترفيهيه في أوساكا مدينة ألعاب يونيفرسال ستوديو
و قضاء يوم كامل من المتعه و الإثاره.
اليوم السابع: الإنتقال إلي مطار كانساي الدولي في محافظة أوساكا والسفر النهائي في رعاية الله
بعد قضاء عطله سياحيه ممتعه في اليابان تمزج بين المتعه و الترفيه من جانب و بين الإسترخاء
و الإضطلاع عن قرب علي حضارة اليابان من الجانب الأخر.