النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: العلاقة الزوجية سكينة ومودة ورحمة

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    العلاقة الزوجية سكينة ومودة ورحمة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)الحجرات،
    أنّ أوثق علاقة وأوطدها على الإطلاق هي علاقة الزّوج بزوجته،فهي آية من آيات الله(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً)الروم،

    وهي السّكينة والمودّة والرّحمة(لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)الرّوم،
    ومن هذه العلاقة يعمّر الكون وتستمرّ الإنسانيّة وجوداً نابعاً من علاقة مشروعة بعقد إلهيّ مبارك(وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً)النّساء،
    وما زال الإسلام يوصي معاشر الأزواج أمراً ونهياً وتوجيهاً،نظراً لقدسية هذه العلاقة،فقال تعالى(وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً)النساء،
    ويوجّه الخطاب المباشر لهم بحسن المعاشرة قائلاً(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)النساء،
    كما لا يخفى على أحد ما جاء في وصايا الرّسول الأكرم،صلّى الله عليه وسلّم،كقوله(أوصيكم بالنّساء خيراً)
    وقوله(خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)
    وقوله(ما أكرمهنّ إلاّ كريم وما أهانهنّ إلاّ لئيم)

    أبعد هذا التّبجيل والتّكريم على مدى العصور والأزمان،ومراعاة واضحة من صاحب الشأن،وحاجاتها للرّجل، ككفيل وحام وراع يظلّل على زوجته ويشمل الأسرة برعايته وسلطته الأدبية والماديّة،
    وفي الآن نفسه حماية للمرأة من رجال لا يراعون الله في أهليهم، فيظلمون ويبطشون وينقضون الميثاق الغليظ الذي أبرم بينهم وبين زوجاتهم
    ولكن كيف يكون الأمر لو استأسدت المرأة وتنمّرت،وأصبحت في البيت هي الآمرة النّاهية،فإذا بها صاحبة السّلطة المطلقة،
    كيف يمكن أن نفهم حينها،قوله تعالى(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)النساء،
    لقد أصبحنا نعيش واقعاً أسريّاً مع الخلافات الزّوجيّة،واختلّ فيه التّوازن،وضاعت فيه المرجعيّات،

    ولنا في واقعنا من الأمثلة التي تستعصي على الزوج،
    تقوم بها المرأة تجاه زوجها نكاية فيه وإذلالاً له دون مراعاة للأبناء الذين سيتحوّلون ضحايا، ولا لمستقبلها في الدّنيا كامرأة مطلّقة، ولا لآخرتها حين تقف بين يدي خالقها ويحاسبها حساباً عسيراً،لما فرطت من حقوق زوجها،إنه الغرور،والتسلط الموهوم الذي لا ينتج عنه إلا خراب البيوت وتقطّع الأرحام وانحراف الأبناء وتفكك المجتمع،
    إنه من واقع مؤلم،لا بدّ أن نعيد للبيت المسلم توازنه لتتحقّق فيه السّكينة والاستقرار والأمن والأمان، ليجد الرّجل في قلبه فرحة وهو يعود لبيته،والابن سعادته وهو بين أفراد أسرة،

    وصايا الأمّ لابنتها،أي بنية،إنك مفارقة بيتك الذي منه خرجت، وعشك الذي منه درجت، إلى رجل لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمة ليكون لك عبداً،واحفظي له خصالاً عشراً يكن لك ذخراً،
    فأما الأولى والثانية،فالرضا بالقناعة وحسن السمع له والطاعة،
    وأما الثالثة والرابعة،فالتفقد لمواقع عينه،فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب الريح،
    أما الخامسة والسادسة،فالتفقد لوقت طعامه ومنامه، فإن شدة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة،
    وأما السابعة والثامنة، فالمحافظة لماله والإرعاء على حشمه وعياله،
    وأما التاسعة والعاشرة، فلا تعصي له أمراً ولا تفشي له سرّاً،فلا تخالفي أمره، وإياك والفرح إذا كان مهموماً،والكآبة لديه إذا كان فرحاً،
    هذا البيت الذي أسس على التقوى وعلى الاحترام وعلى الطّاعة لله ورسوله، فالزوّجة مطالبة بحسُن المعاشرة وتوفير جو من الودّ والاستقرار للزوج والأبناء، والابتعاد عن كل أسباب القلق والنفور، وتعكير صفو الحياة العائليّة،
    وذلك بالتحبّب للزوج والتودّد له وملء أجواء البيت بمشاعر الحبّ والجمال والحنان، بحيث لا يسمع منها ما يكره، فإن في توفير مثل هذا الجو أبلغ الأثر في حياة الزوج والزوجة والأبناء وسعادتهم العائلية،
    فكلما نما الإحساس في نفس الإنسان،ومشاعره بالحب والحنان،اختفت من نفسه أسباب القلق،
    وبالتالي يكون لهذا الجو العائلي المفعم بالحب والجمال والحنان أثره على سلوك أفراده وعلاقتهم بمجتمعهم، وخصوصاً الأبناء الصغار الذين يعيشون في ظلال هذه الأجواء ويتربون تحت مظلّة هذه الأسرة السعيدة،

    بعكس الأسرة الشقيّة التعيسة،التي يعايش فيها الزوج حياة الكراهية والتوتر،والنفور وسوء المعاشرة، فإنّ مثل هذه الأجواء تنعكس على نفس الطفل وتؤدّي إلى تعقيده وتعاسته، وربما ألجأته التشرّد، والميل إلى العدوان والتحلّل وحتّى الانحراف،
    لذلك تجد الإسلام يوصي المرأة باعتبارها منبع الحبّ، ومستودع الجمال ومصدر الاستقرار والطمأنينة في البيت، يوصيها بأن تحرص على خلق جو عائلي ومصدر السعادة والرّاعية في بيت زوجها بأتمّ معنى الكلمة،
    جاء رجل إلى رسول الله،صلى الله عليه وسلم،فقال، إن لي زوجة إذا دخلتُ تلقتني، وإذا خرجت شيّعتني، وإذا رأتني مهموماً قالت لي،ما يهمك،إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفّل الله به ،
    وفي المقابل فإنّ الزوجة التي تنغّص على الزّوج حياته رغم قيامه بواجباته، وتعصي أمره رغم أنّه على الحقّ، فلا تقبل منها صلاة،
    وقد جاء في الحديث الشريف(أيمّا امرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حقّ، لم يتقبّل الله منها صلاة حتّى يرضى عنها)
    لقد قسّم الإسلام الأدوار بين الرّجال والنّساء، ليس من باب التّفاضل ولكن من باب التّكامل والتّعاون،
    قال تعالى(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ)التوبة،
    لذلك من الخلط ومن العبث أن يحلّ أحد محلّ الآخر، فتنخرم الموازين، وتتبخّر القيم، وتضيع الأمانات، ولذلك لعن الله المتشبّهين من الرّجال بالنّساء، والمتشبّهات من النّساء بالرّجال في كلّ المجالات،
    فإنّ المسؤوليّة مشتركة بين كل من الزوج والزوجة،هو مقياس التّقوى لقوله تعالى(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)الحجرات،
    لا أغناكم ولا أشرفكم نسباً ولا أعلاكم منصباً، بل أتقاكم،لذلك(اظفر بذات الدّين تربت يداك)
    وما اكتنز المرء من بعد تقوى الله خيراً من امرأة صالحة، إذا نظر إليها سرّته، وإذا غاب عنها حفظته، وإذا أمرها أطاعته،
    ولذلك،إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه،فازوجوه،لأنّه إذا أحبّ زوجته أكرمها،وإذا كرهها لم يظلمها ولم يهنها،
    ومع ذلك فالخلافات واردة بين الزّوجين، ولكن لا بد أن لا تخرج من عش الزّوجيّة،لأنّها إذا خرجت شاعت، وإذا شاعت تعكرت وتعقدت وصعب حلها إلاّ من باب الاستنصاح من ذوي الخبرة والرّأي وأهل الحلّ والعقد، خاصّة من الأهل المقرّبين الذين يسعون للصّلح والإصلاح،
    قال الله تعالى(وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا)النساء،


    اللهمّ أصلح حال زوجات المسلمين وأزواج المسلمات، واغفر للمذنبين والمذنبات،واجعل لنا من أزواجنا وذرّياتنا قرّة عين لنا واجعلنا للمتّقين إمامًا، ووفّق أبناءنا لكلّ خير ونجاح وكلّ سداد وصواب ورشاد، وألهمهم التّقى والنّقاء والعفاف، وقوّهم بالعلم واليقين والإيمان، وأبعد عنهم وعنّا المضلّين ووساوس الشّياطين وكيد الكائدين ومكر الماكرين وحسد الحاسدين،فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين،



  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس

    بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •