ان الاسرة هي المدرسة الرئيسية والحياة هي مكملة لما بنته الاسرة ، فالاسرة هي من تهيئ الطفل لخوض الحياة ، فهي من تعلمه وتدرسه وتدربه ، فإما ان تغرس به اخلاقا صحيحة يطبقها في حياته كي يعيش مستقرا او ان تغرس به اخلاقا خاطئة تتعبه في حياته وتعرقلها ، ان من اهم العناصر الاخلاقية التي يجب غرسها هي الضمير والصبر وتحمل المسؤولية وبالاخص عنصر الضمير ، اذا تم غرسه في قلب الطفل فسوف يراعي ضميره في جميع تصرفاته ، والصبر الذي هو مفتاح الفرج ، حيث الحياة تحتاج الى صبر كي نحصل على مانريد ، والمسؤولية هي ماتجعل الابناء اعمدة صلبة يمكن للوالدين الارتكاز عليهم في جميع مراحلهم العمرية بالاضافة الى ان عنصر المسؤولية من الاسباب الرئيسية لانجاح الحياة الزوجية وغيابها يفشل تلك الحياة ، ان سبب وصفي للحياة بانها مدرسة ، هو ان الحياة هي من تصقل اخلاقنا ومواهبنا ، فمن خلالها نقع في التجارب التي نتعلم منها مايفيدنا في ادارة امورنا . مع الاسف الكثير من الوالدين يركزون على التفوق في المدرسة وفي الجامعة ، ونسوا التفوق في الاخلاق وفي الحياة ، فالاخلاق في الصغر كالنقش على الحجر وليس العلم فقط ، فلاخير في علم دون اخلاق ، من ناحية اخرى ، نسمع كثيرا من الناس يقولون بان اصدقاء السوء هم من يفسدون الابناء ، ولكنني اخالفهم في ذلك ، والسبب ان ابناءا اخرون وقعوا في نفس بيئة من انجرفوا مع اصدقاء السوء ولم يتاثرو بهم ، وذلك نظرا لان اسرهم علموا كيف يغرسون الاخلاق الحميدة في قلوب ابنائهم بطريقة علمية تتماشى مع تركيبة الطفل ، وبذلك يكون الخطأ خطأ الوالدين وليس خطأ الابناء ورفقاء السوء ، ختاما اخوتي فلنعلم ان الابناء صفحة بيضاء ان لم يشكلها الوالدان شكلتها البيئة ، فشكلوها قبل ان تشكلها بيئتكم .