بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضوابط ومحاذير زينة المرأة
أهم هذه المنكرات التي تتعلق بزينة المرأة،
التبرج، قد نهى عنه الإسلام نهياً شديداً، إذ قال الله تعالى﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾
وروى الإمام مسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)
وقد نقل الإمام النووي،لقوله صلى الله عليه وسلم(كاسيات عاريات، مميلات مائلات) معناه،تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهارا لجمالها،وتلبس ثوباً رقيقاً يصف لون بدنها،
وأما(مائلات مميلات) يمشين متبخترات مميلات،ومن ذلك يظهر لنا من النساء المحجبات،ولكن للأسف هن في الحقيقة متبرجات،فهذه ترتدي فستاناً قصيراً، أو بنطلوناً،ولكنه ضيق جداً،
وأخرى ترتدي ما يشف عما تحت ملابسها، وقد اقتنعن وقنعن بهذا الحجاب المتبرج،وتضع المساحيق والكحل ونحوهما أمام الرجال الأجانب، وتحسب أنها محجبة،
قال تعالى﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ﴾النور،
ويضاف إليهم العم والخال،فهؤلاء فقط هم الذي يجوز للمرأة أن تظهر أمامهم بزينتها،
وضع العطور عند الرجال الأجانب،لما رواه أحمد،بسند صحيح،عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية)
قال المباركفوري، زانية بعطرها،وحملتهم النظر إليها ومن نظر إليها فقد زنا بعينيه، فهي سبب زنا العين،فهي آثمة،
تغيير خلق الله بأية صورة من الصور،كوشم الأبدان ووشر الأسنان ونمص الحواجب،
روى البخاري،ومسلم،عن ابن عمر رضي الله عنهما(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة)
وعن ابن مسعود رضي الله عنه،قال،لعن الله الواشمات والمستوشمات،والنامصات والمتنمصات،والمتفلجات للحسن،والمغيرات خلق لله،
قال الشيخ صالح بن فوزان،ويحرم على المرأة المسلمة إزالة شعر الحاجبين أو إزالة بعضهما بأي وسيلة من الوسائل،من الحلق والتقصير،أو استعمال المادة المزيلة له أو لبعضه، لأن هذا هو النمص الذي لعن النبي صلى الله عليه وسلم،من فعلته، وقد ابتلي بهذه الآفة الخطيرة التي هي كبيرة من كبائر الذنوب كثير من النساء اليوم، حتى أصبح النمص كأنه من الضروريات اليومية، ولا يجوز لها أن تطيع زوجها إذا أمرها بذلك لأنه معصية،
وصل الشعر، بما يسمى بالباروكة وما نحوها، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال( لعن النبي صلى الله عليه وسلم،الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة)
تغيير الشعر الأبيض بصبغه باللون الأسود،روى أبو داود،والنسائي، بسند صحيح عن ابن عباس،رضي الله عنهما،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة)أما صبغ الشعر بأي لون آخر فلا بأس ما دامت الصبغة ليست ثابتة في الشعر،
إطالة المرأة أظافرها،أو وصلها بأظفار صناعية،ولا يخفى ما في ذلك من تغيير لخلقة الله والتشبه بالنساء الكافرات،ومخالفة الفطرة السليمة التي تدعو إلى تقليم الأظفار،وكل ذلك لا خلاف في تحريمه،
لبس الكعب العالي،تحريم لبس الكعب العالي الذي يبرز المرأة في صورة تفتن فيها الرجال، وتفسد عليهم دينهم،فاحذري أختي المسلمة لبسه أمام الأجانب من الرجال،فتأثمي بذلك،
ذهاب المرأة للرجل الأجنبي ليصلح شعرها،وهو ما يسمى(بالكوافير)فذلك منكر شديد، فالشعر عورة، فكيف تظهره أمام الرجل الأجنبي،وكيف يلمسه،مع غير ذلك انتشار الفاحشة،
التشبه بالنساء الكافرات،وهو من الطامات الكبرى التي انتشرت بين كثير من النساء،فالناظر إلى حال كثير من النساء يجدهن قد تشبهن بالكافرات تحت مسمى(الموضة والتمدن)في الملبس والزينة والمشية والحديث،
والدليل على تحريم تشبه النساء المسلمات بالكافرات وتقليدهن،عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم،أنه قال(لتتبعن سنن،من كان قبلكم شبراً شبراً، أو ذراعاً ذراعاً، حتى لو دخلوا حجر ضب تبعتموهم)قلنا،يا رسول الله،اليهود والنصارى،قال(فمن)وقوله صلى الله عليه وسلم(من تشبه بقوم فهو منهم)
لبس البنطلون،من أسوأ ما ترتديه النساء اليوم ما يعرف باسم(البنطلون)ارتدته الفتيات الصغيرات،والنساء الكبيرات،ورغم أنه يستر العورة إلا أنه يصفها وصفاً مهيجاً،لا سيما وقد تعددت ألوانه وأنواعه وأشكاله،
ولا خلاف بين أهل العلم الثقات على حرمة لبس المرأة البنطلون أمام الرجال الأجانب عنها،
يقول الشيخ محمد المنجد،هذه البنطلونات لا تخلو أن تكون ضيقة، شفافية من نوع القماش يلتصق بالجسد، وبعض البنطلونات،أشد إغراء وفتنة مما لو لم تلبسها هي،
لذلك كان من الحكمة ما ذهب إليه بعض أهل العلم ،من تحريم لبس المرأة البنطلون ولو قالت واسع،ولذلك لا يجوز للمرأة لبس البنطلون سداً للذريعة عند بعض أهل العلم،اللهم،إلا لبسه للزوج،ولا تخرج به أمام المحارم فضلًا عن الأجانب، لأن بعض البنطلونات التي تلبسها المرأة مثل (الجينز)أصبح لا فرق بينها وبين الرجل،ولذلك فلبسها له حرام،وهذا معروف أنه من لباس الرجل،
اللهم اجعل نساء وبنات المسلمين،صالحات تقيات قانتات تائبات،وحبّـب لهن الستر والحجــاب،واغرس فيهن الحياء والعفـاف،واحفظهم من الفتن،واحرسهم من دعوات المفسدين،واجعل قدوتهن أمهات المؤمنين،برحمتك يا أرحم الرّاحمين،
اللهم اَمــــــــــين.