النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم
    عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال،قال الرسول صلى الله عليه وسلم(تنكح المرأة لأربع،لمالها،ولحسبها،ولجمالها،ولدينها،فاظفر بذات الدين تربت يداك)رواه البخاري،ومسلم،
    وليس في الحديث أمر أو ترغيب في نكاح المرأة لأجل جمالها أو حسبها أو مالها،
    وإنما المعنى، أن هذه مقاصد الناس في الزواج،فمنهم من يبحث عن ذات الجمال،ومنهم من يطلب الحسب،ومنهم من يرغب في المال،ومنهم من يتزوج المرأة لدينها،وهو ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله( فاظفر بذات الدين تربت يداك )
    قال النووي رحمه الله في شرح مسلم،معنى هذا الحديث،أن النبي صلى الله عليه وسلم،أخبر بما يفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع،وآخرها عندهم ذات الدين،فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين ،
    وفي هذا الحديث الحث على مصاحبة أهل الدين في كل شيء، لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم وحسن طرائقهم ويأمن المفسدة من جهتهم،
    قول النبي،صلى الله عليه وسلم،في الحديث الصحيح، أن يكون همك الوحيد،هو صلاح دينها فإذا كان مع ذلك جمال، ومال، وحسب فهذا خير إلى خير طيب، لكن لا يكن همك الجمال، أو المال،أو الحسب لا ، ليكن أكبر الهم وأعظم القصد صلاح الدين واستقامة الأخلاق تسأل عنها،فإذا كانت ذات دين بعيدة عن التبرج، وعن أسباب الفتنة،محافظة على الصلاة في أوقاتها فاقرب منها،وإذا كانت بخلاف ذلك فاتركها،فعليك أنت بالمرأة المتدينة (بذات الدين تربت يداك)
    ونكاح المرأة لجمالها أمر لا يُنكر، بمعنى أن كثيراً من النفوس تتطلبه، والله،تبارك وتعالى،قد شرع لنا أن ينظر الرجل إلى المرأة إذا أراد أن يتزوجها،بل قال النبي،صلى الله عليه وسلم(أنظرت إليها)أخرجه مسلم،
    وحث على ذلك، وجعله سبباً للوفاق بين الزوجين، ولكن حينما يكون هذا المطلوب هو الوصف المنفرد الذي يطلبه الرجل من المرأة دون النظر إلى الدين مثلاً، فإن ذلك يئول غالباً إلى صفقة خاسرة،
    والسبب هو أن المرأة إذا كانت جميلة ولا تخاف من الله،عز وجل، فقد يكون ذلك سبباً لغرورها،ولترفعها على هذا الزوج، ولربما أسرت قلبه فلا يجد فكاكاً من متابعتها ومطاوعتها حتى على مساخط الله،عز وجل،ولربما أمرته فقطع رحمه أو عق والديه، كل ذلك من أجل أسْر الجمال،
    ولا شك أن الجمال يأسر كثيراً من النفوس،ثم قيل،فإذا عُرف أن هذه المرأة جميلة ولا تخاف من الله،عز وجل،وتتبرج وتظهر زينتها فإن الأنظار تتوجه إليها،
    فكون الإنسان يطلب الجمال هذا أمر لا يُذم ولا يُمنع، ولكن حينما يكون هذا هو المطلوب فحسب دون النظر إلى الدين والتقوى،فإن هذا أمر لا يسوغ بحال من الأحوال، فالجمال يذهب ولا يبقى إلا الحقائق، ومهما تطاولت الأيام والليالي فلابد أن ينقشع هذا الجمال،ثم بعد ذلك الأيام والسنون كفيلة بزواله، فتتغير الحال وتذهب تلك النضارة والحسن والبهاء،والشباب،
    ولربما تعافه النفوس وتنفر منه، وهذا لو أن العاقل تبصر ونظر إلى الحقائق دون المظاهر، فانظر إلى أجمل الجميلات ممن وصلن إلى سن الشيخوخة،هل بقي من جمالهن شيء، لو نظرت إلى كبيرات السن والعجائز في الدنيا في مشارقها ومغاربها هل تميز بين التي كانت جميلة والتي كانت قبيحة،كل ذلك قد زال وانتهى،
    فهكذا الذي يتزوج جميلة لجمالها فقط، أو لأنه رآها في مكان، أو كانت له علاقة بها يتأذى بأخلاقها، وبتعاملها وبغرورها، وبترفعها عليه،وبمطالبها ثم بعد ذلك يذهب جمالها،وتبقى تلك الأخلاق الفاسدة وقلة الخوف من الله،عز وجل،
    فالذي كان يطمع فيه قد ذهب،لكنه قد لا يستطيع فراقها،لأنه إمتلأ البيت بالأولاد،أين يذهب بهم،
    هؤلاء تزوجوا من أجل الجمال، لكن بعد ذلك تغيرت معالم الجسد، كما هي سنة الله،عز وجل،في الخلق، وبدأ ذاك الجمال والقوام يذهب، بدأ الترهل والتغير، وبدأت الأخلاق السيئة تكون هي الباقية، فهو يتمنى الخلاص منها، لكن ماذا يصنع،عنده أولاد،
    ومعروف أن المرأة غالباً إذا أنجبت خمسة أولاد، تكون قد ضمنت من هذا الزوج،

    فالمرأة تتمكن من الزوج غالباً،إما إذا كانت جميلة،أو يشعرها بأنها كل شيء في حياته،هي أفضل من أمه وأبيه والناس أجمعين،ويعطيها من الكلام الجميل، فتعرف أنها قد ملكت زمام قلبه،وتتعامل معه من هذا المنطلق،فالجمال ليس هو كل شيء،
    (ولحسبها) الحسب هو مآثر الإنسان،له كرم وشجاعة وجود،فما يعتد به الإنسان ويحسبه عند المفاخرة،أنا توليت المنصب الفلاني،وعميد ،ووكيل،ومدير سابقاً،هذه هي التي يسمونها الحسب،يعرضه أمام الناس،
    والمقصود أيًّا كان، إذا تزوج الرجل المرأة لمنصبها أو لحسبها ونسبها دون أن ينظر إلى الدين فإنها قد تترفع عليه،وكثير ممن يتزوج امرأة هي فوقه في المنصب والمرتبة، والنسب والشرف، وما أشبه ذلك لا يسلم في غالب الأحيان، وإذا كانت هذه الأمور كامنة في النفوس،فقد تظهر في أوقات الخصومات، كلمة واحدة تقال في حقه من أبيها، أو منها،أو من أخيها،وما حاجته لهذا،كلمة واحدة تكدر ماء البحر،يُلمز بها في نسبه أو في حسبه أو في بلده،ما حاجتك أن تتزوج بامرأة تكون سيدة لك،
    ولذلك الإنسان إذا تزوج يحرص أن يتزوج امرأة مشاكلة له لا تترفع عليه،لا تشعر أنها فوقه،وكثيراً إحدى النساء،تقول،نحن أرفع منه مرتبة وشرفاً ونسباً ومكانة اجتماعية،
    متى ظهر الكلام، يوم جاءت المشكلة، ما حاجة الإنسان لهذا كله، تزوج امرأة قريبة لك،من أصلك،من نسبك،وحسبك،
    أما أن يتزوج واحدة من بيئة بعيدة، وعادات أخرى تماماً، وتشعر أنها فوقه ونحو ذلك،
    تزوج واحدة مشاكلة لك، تتفاهم معها بسهولة، والعادات متقاربة، والمستوى متقارب،
    أمّا كل يوم تكتشف طبيعة،وعادة جديدة عندهم، عاداتهم غير، وعاداتنا غير، وتبدأ المشاكل، حاول أن تؤسس تأسيساً صحيحاً،
    فالشاهد قضية الحسب والنسب والجمال، إذا كان ذلك كله بعيداً عن الدين فإن ذلك قد يضره ولا ينفعه،
    (ولدينها، فاظفر) المرأة المتدينة تخاف من الله، فإذا وُجد مع هذا أن تكون امرأة تقية وذات جمال وحسب ونسب،والكمال لله،عز وجل،
    وكذلك يتزوجها لمالها، أكثر مشاكل الناس اليوم بسبب المال،يعرف أن هذه المرأة عندها مال، إما موظفة،أو عندها ميراث،
    لا يتزوجها لمالها،إذا أعطته يقول لها،أنا الحمد لله في سعة وغنى وخير لا أريد شيئًا،
    مثل هذه يحتاج الإنسان أن يتبصر بها، فالدين هو الذي يبقى، وباقي الأشياء تذهب،

    عن معقل بن يسار، قال،جاء رجل إلى النبي،صلى الله عليه وسلم،فقال،إني أصبت امرأة ذات جمال وحسب وإنها لا تلد،أفأتزوجها،قال،لا، ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة، فقال(تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم،يوم القيامة)رواه أبو داود،والنسائي،
    قوله(فإني مكاثر بكم الأمم)أي،أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم،يريد أن تكون أمته أكثر الأمم يوم القيامة،
    فعلى المسلم إذا أراد أن يتزوج أن يبحث عن النسل ولا يتزوج امرأة لا تلد، وقد يعرف أنها لا تلد بكونها قد تزوجت عدة مرات ولم تنجب، وتزوج أزواجها غيرها وأنجبوا،فهذا مما يستدل به على عدم الإنجاب وأنها عقيم،

    اللهم ارزق شباب المسلمين زوجات صالحات،وارزق بنات المسلمين أزواجاً صالحين،وزوج كل من لم يتزوج وقر عينه بالذرية الصالحة،
    اللهم زوج الطيبين بالطيبات، والصالحين بالصالحات، واحفظهم من شر الفتن،وأن يوفقهم، وأن يحسن العاقبة للجميع في الأمور كلها،اللهم آميـــن.







  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس

    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي جنة الفردوس

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •