السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء
العفة هي، خلق إيماني رفيع للمؤمن،وخدش المروءة والحياء،ولذة وانتصار على النفس والشهوات،وثمرة من ثمار الإيمان بالله تعالى،وغرس الفضائل والمحاسن في المجتمعات
مفهوم العفة،هي تنزيه النفس وضبطُها عن الانسياق وراءَ الشهوات ، والكفُّ عن المحرمات،
والدليل على مشروعية العفة،
أولاً، حثّ عليها الإسلام بقول الله تعالى(وَمَن گانَ غًنِيًّا فَليستَعفف)النساء،
ثانياً(بروا آبائكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم)
ثالثاً،قول الرسول عليه السلام(ما يكونُ عندي من خيرٍ فلن أدَّخره عنكم،

أشكال العفة،
عفة الجوارح، المسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام،
العفة في كسب المال، فالمسلم يترفع عن أموال الصدقات،وفي الحديث،مرّ النبي صلى الله عليه وسلم،بتمرة في الطريق قال(لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها)
اجتناب الكسب الحرام، القناعة والترفع عمّا في أيدي الناس.
العفة عن الوقوع في الفاحشة،
تكون بالإبتعاد عن النظر إلى العورات،وعدم حضور مجالس الإختلاط المحرم،
آثار العفة،
نيل رضا الله تعالى والفوز بثوابه،وضبط المسلم لنفسه،وتحقيق المروءة وعزة النفس وكرامة الإنسان،

أهم المواقف على العفة،يدعو الله المسلمين إلى العفة وضرب مثلاً في العفة في مريم العذراء في القرآن،واختار نبي الله يوسف السجن بدلاً من ينتهك عفته حتى في ظل الضغوط الشديدة،
فقال تعالى(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)يوسف،
وقد حذر نبي الرحمة صَلى الله عليه وسلم من خطر فتنة النساء،
(ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)
وقد كان علاج القرآن لهذه الفتنة،إذ سدَّ الإسلام كل لذرائع وأغلق كل الأبواب التي يمكن أن يصل منها الشر إلى المسلم فيوقعه في الفاحشة،أو يفتنه بالمرأة،


لقد حرم الشرع الزنا، وسدَّ كل الطرق الموصلة إليه،وكان من الوسائل التي حفظ بها الشرع المسلمين من خطورة الفواحش،حثهم على العفة،والكفَّ عن الحرام في جانب النساء،وحلل الزواج،
غض البصر عفة،ولهذا أمر الله بغض البصر(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)النور،
ولما سئل النبي صَلى الله عليه وسلم،عن نظر الفجأة قال(اصرف بصرك)فمن غض بصره عف فرجه،
حجاب المسلمة عفة وطهارة ونقاء،إن الآيات التي تدعو إلى الحجاب ،هي في الحقيقة تدعو إلى الغفاف وتحض عليه،
قال الله تعالى(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ)الأحزاب،
وهكذا نجد أن حجاب المرأة المسلمة،صيانة لها فهو وسيلة العفة والفضيلة في المجتمع،
العفة نجاة من المهالك، ففي حديث الثلاثة الذين انسد عليهم باب الغار فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم توسل أحدهم بعفته وتركه الزنا مع قدرته عليه ففرج الله عنهم،
المبادرة إلى الزواج،إن من أهم أسباب العفة الزواج،ولهذا حثَّ النبي صَلى الله عليه وسلم،شباب أمته على المبادرة إليه وعدم التأخير(يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج،فإنه أغضُّ للبصر،وأحصن للفرج)
العفة تحفظ المجتمع وتحميهفإن من عفَّ عن المحارم عفَّ أهله(عفُّوا تعفَّ نساؤكُم)حالة المجتمع التي تشيع فيه روح الفضيلة،كيف يتآزر أبناؤه ويتحابون وينتشر فيه الأمن، وتحفظ فيه الأنساب،
وممّا يُعين على العفة،أن يتّقي الإنسان ربه في السِّر والعلانية،وأن يعلم أن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)
وذلك لأنه لو كان عنده إيمان صادقٌ لرَاقب الله،عزَّ وجل، عن هذه الفاحشة ولكن لضعف ونقص إيمانه تجرّأ عليها وعدل عن الصراط المستقيم،عمّا وعد الله به من الزكاء والفلاح، قال الله عزَّ وجل(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)النور،
ومن أسباب العفّة،أن يبتعد الإنسان عن مشاهدة النساء في الأسواق، في التلفزيون، فإن ذلك من أسباب الزنا وتعلّق القلب بغير الله، والإنسان إذا تعلّق بغير الله انصرف عن الله بقدر ما تعلّق فيه،
هربوا من الرّقِّ الذي خُلقوا له،،،،،،وبُلوا برِقّ النفسِ والشيطان،

الرّقُّ الذي خُلقنا له هو،عبادة الله، هؤلاء هربوا من عبادة الله، خالفوا،وعصوا أمر الله ولكنهم بُلوا بعبادة النفس،
وبلوا بعبادة الشيطان، فإن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر،

والقرار في البيت وعدم الخروج الا لحاجة،لابد منها،
لقوله تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى )
السفر مع ذي محرم،وهذا ماأرشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( لا يحل لامراة ان تسافر الا ومعها ذو محرم منها )رواه مسلم،
عدم الخلوة بالأجنبي، حتى لو كان قريباً كابن العم وابن الخال وقريب الزوج،لقوله صلى الله عليه وسلم ( اياكم والدخول على النساء قالواارايت الحمو،قال الحمو الموت )رواه البخاري،ومسلم،
والحمو هو قريب الزوج،
ولقوله صلى الله عليه وسلم (ماخلا رجل بامرأة الاكان الشيطان ثالثهما )
عدم الخضوع بالقول، والخضوع بالقول هو تليينه وترقيقه واظهاره بأسلوب ناعم فاتن عند مخاطبة الرجال،سواءً كان ذلك مباشرةً أو عن طريق الهاتف،
لقوله تعالى(فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا)
غض البصر عن النظر الى مايؤثر في القلب، كالنظر الى اللاعبين والممثلين والمغنين والمذيعين ومتابعة الصور التي تظهر في الصحف والمجلات،
قال تعالى (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)
عدم خروج المرأة متعطرة، لقوله صلى الله عليه وسلم (أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ) رواه احمد،
جدير بنا أن تسلك سبيل هذا الخلق النبيل،وأن نحيى عفيفاً شريفاً،ونغض الطرف،ونتجنب مواطن الفتن،فان أصل التقوى،هو أن نجعل بيننا وبين العقاب وقاية وحجاب،وهل يقوى أحد على النار وحرها وزمهريرها،
فاحرص على تقوى الله في السر والعلن،

جعلنا الله واياكم من أهل العفاف والتقى والخشية،وأن يوفقنا لما فيه صلاح امر ديننا ودنيانا وأن يصلح نساء المسلمين،اللهم آمين.