النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: التشاؤم بشهر صفر

  1. #1
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902

    التشاؤم بشهر صفر


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    التشاؤم بشهر صفر
    الشهور والأزمان لا فضل لشهرٍ على شهر،ولا ليوم على آخر، إلا ذكره رسوله صلى الله عليه وسلم،وخصها بفضل أو عبادة تقع فيها،
    فمن زعم أنَّ من الأيام يوم نحس وسوء، أو من الشهور شهر تطير وشؤم فقد شابه الجاهليين،والله مالك الليل والنهار يدبرها بحكمته وعلمه، لا خير إلا خيره، ولا طير إلا طيره،ولا إله غيره،
    عند بعض ضعاف الإيمان من التشاؤم بشهر صفر،والتشاؤم بالأيام والشهور،شهر صفر هو الشهر الثاني من شهور السنة الهجرية، بعد شهر الله المحرم،
    سبب تسميت شهر صفر،بهذا الاسم،سمَّوا الشهر صفراً لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صِفراً من المتاع (أي،يسلبونه متاعه، فيصبح لا متاع له)
    جاء في الأحاديث الصحيحة،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه،قال،إن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(لا عدوى،ولا طيرة ولا صفر،ولا هامة)متفق عليه،
    أن للعلماء في قوله صلى الله عليه وسلم(ولا صفر)ثلاثة أقوال،
    أولاً،داءٌ يكون في البطن يُصيب الماشية والناس، وهو أعدى من الجرب عند العرب،
    ثانياً،داءٌ يأخذ البطن، إنه دود فيه كبار كالحيات، وكانوا يعتقدون أنه يعدي، فنفى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم،
    ثالثاً،نفي ما كان أهل الجاهلية يفعلونه في النسيء، فكانوا يستحلون المحرم ويحرمون صفر مكانه،وأن أهل الجاهلية كانوا يتشاءمون بصفر ويقولون،إنه شهر مشؤوم، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم،ذلك،
    وكثير من الجهله يتشاءم بصفر،وربما ينهى عن السفر فيه، والتشاؤم بصفر هو من جنس الطيرة المنهي عنها،
    قال ابن رجب،رحمه الله، وأما تخصيص الشؤم بزمان دون زمان كشهر صفر أو غيره فغير صحيح، وإنما الزمان كله خلق الله تعالى، وفيه تقع أفعال بني آدم،
    فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه،وكل زمان شغله العبد بمعصية الله فهو مشؤوم عليه،
    فالشؤم في الحقيقة هو معصية الله تعالى،كما قال ابن مسعود،إذا كان الشؤم في شيء ففيما بين اللحيين(يعني اللسان)
    أنَّ الله تعالى خلق السَّنَة وعدة شهورها اثنا عشر شهراً، وقد جعل الله تعالى منها أربعة حُرمًا، حرَّم فيها القتال تعظيماً لشأنها،
    وهذه الأشهر هي، ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب،
    قال تعالى(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)التوبة،
    وقوله صلى الله عليه وسلم(إنَّ الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات،ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان)
    التشاؤم بشهر صفر،
    أما التشاؤم من شهر صفر فقد كان مشهوراً عند أهل الجاهلية، وجاءت الشريعة الغراء بنفيه والنهي عنه، وذلك في كتاب الله،
    قال الله تعالى(قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ،قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ)يس،
    فقد وصف الله تعالى في هذه الآيات،أعداء الرسل عليهم السلام بالتطير والتشاؤم على وجه الذم والتقبيح لفعلهم والتجهيل والتسفيه لعقولهم، فهم لا يفقهون ولا يعلمون، بل هم مفتونون مسرفون، وفي ذلك أعظم زاجر عن هذه الخصلة الذميمة،والتطير من عمل أهل الجاهلية المشركين، وقد ذمهم الله تعالى به، ونهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبر أنه شرك،
    وأما النهي عنه في السنة،فقد صحت أحاديث كثيرة،
    عن أبي هريرة رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر)
    قال النووي،والتطير،التشاؤم، وأصله الشيء المكروه من قول أو فعل أو مرئي،
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الطيرة شرك، ثلاثًا،وما منا إلا، ولكنَّ الله يذهبه بالتوكل)
    قال الإمام أحمد ( وما منا إلا، وقع في قلبه شيء عند ذلك على ما جرت به العادة، وقضت به التجربة، لكنه لا يقر فيه، بل يحسن اعتقاده أن لا مدبر سوى الله تعالى، فيسأل الله الخير، ويستعيذ به من الشر، ويمضي على وجهه متوكلًا على الله)
    وقال ابن حجر (وإنما جعل ذلك شركًا لاعتقادهم أنَّ ذلك يجلب نفعًا أو يدفع ضرًا، فكأنهم أشركوه مع الله تعالى)
    وقال صديق،(وهذا صريح في تحريم الطيرة، وأنها من الشرك،لما فيه من تعلق القلب بغير الله)
    وقال ابن عثيمين،واعلم أن التطير ينافي التوحيد، ووجه منافاته له من وجهين،
    الأول، أنَّ المتطير قطع توكله على الله واعتمد على غيره،
    الثاني، أنه تعلق بأمر لا حقيقة له،وهذا لا شك أنه يخل بالتوحيد،لأن التوحيد عبادة واستعانة،
    قال تعالى(إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}الفاتحة،
    فالطيرة محرمة، وهي منافية للتوحيد ،
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ليس منا من تَطير أو تُطير له)
    قال الحليمي،كانوا يتطيرون بصوت الغراب،فسموا الكل تطيراً،فجاء الشرع برفع ذلك كله، وقال(من تكهَّن أو ردَّه عن سفرٍ تطيرٌ فليس منا)
    فأما إن علم أن الله هو المدبر،
    خطورة التشاؤم،
    والتشاؤم من الاعتقادات الجاهلية،التي انتشرت،بين كثير من جهَّال المسلمين، نتيجة جهلهم بالدين،وضعف عقيدة التوحيد فيهم خصوصاً،وسبب ذلك الجهل، ونقص التوحيد،
    وضعف الإيمان وعدم، انتشار الوعي الصحيح فيهم، ومخالطة أهل البدع والضلال، وقلة من يرشدهم ويبيِّن لهم الطريق المستقيم،
    ومع ذلك لا زال كثير من الناس يتشاءمون من شهر صفر، ومن السفر فيه، فلا يُقيمون فيه مناسبة ولا فرحًا، فإذا جاءت في نهاية الشهر، احتفالًا كبيرًا،
    أما منْ أنعم الله عليه بسلامة العقيدة، وصحتها، فإنَّه دائمًا متوكل على الله معتمدٌ عليه، موقن بأن ما أصابه لم يكن ليخطِئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن التشاؤم والطيرة، واعتقاد النفع أو الضر في غير الله، ونحو ذلك كله من الشرك الذي هو من أشد الظلم، قال الله تعالى(إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)لقمان،
    قال الشيخ ابن عثيمين(والأزمنة لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله ï»·، فصفر كغيره من الأزمنة يقدَّر فيه الخير والشر)
    وبعض الناس إذا انتهى من شيء في صفر أرَّخ ذلك وقال،انتهى في صفر الخير، وهذا من باب مداواة البدعة ببدعة، والجهل بالجهل فهو ليس شهر خير ولا شهر شر)

    نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على إصلاح أنفسنا ومجاهدتها لنحصل على الهداية التامة ،كما جاء في وعده تعالى(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)العنكبوت،
    وأن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل، إنه على كل شيء قدير وهو حسبنا ونعم الوكيل.



  2. #2
    تميم المجد الصورة الرمزية الحسيمqtr
    رقم العضوية
    9845
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    مدينة الشمال
    المشاركات
    1,459
    جزاكِ الله جنة الفردوس

  3. #3
    عضو
    رقم العضوية
    52050
    تاريخ التسجيل
    Aug 2017
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    84
    بارك الله فيك اختي ام أحمد، موضوع في القيمة لعله تذكرة للكثيرين منا او لنقله منا الى آخرين
    سأل الله تعالى ان يبعدنا و يبعد عنا كل ما مايقرب للشرك به سبحانه و ان ينور بصيرتنا على الحق

  4. #4
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr مشاهدة المشاركة
    جزاكِ الله جنة الفردوس
    اللهم امين
    بارك الله في حسناتك اخوي الحسيم
    وجزاك ربي كل الخير

  5. #5
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غرايبية مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك اختي ام أحمد، موضوع في القيمة لعله تذكرة للكثيرين منا او لنقله منا الى آخرين
    سأل الله تعالى ان يبعدنا و يبعد عنا كل ما مايقرب للشرك به سبحانه و ان ينور بصيرتنا على الحق
    اللهم امين
    بارك الله في حسناتج حبيبتي
    وجزاك ربي كل الخير يالغلا

  6. #6
    عضو
    رقم العضوية
    52050
    تاريخ التسجيل
    Aug 2017
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    84
    كم انت رائعة ام احمد ماشاء الله منشوراتك مفيدة جيدا و راقية و انت ارقى
    واصلي التألق

  7. #7
    تميم المجد الصورة الرمزية امـ حمد
    رقم العضوية
    13778
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    قطر
    المشاركات
    20,902
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غرايبية مشاهدة المشاركة
    كم انت رائعة ام احمد ماشاء الله منشوراتك مفيدة جيدا و راقية و انت ارقى
    واصلي التألق
    تسلمين حبيبتي هذا من فضل ربي سبحانه وتعالي
    وانت الخير والبركة ومرورك على مواضيعي شرف كبير لي
    ربي يحفظك ويسعدك يالغاليه ويطول في عمرك وإني أحبك في الله مثل بناتي وجزاك ربي كل الخير والسعاده

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •