بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زينة الرجال
دخل على الخليفة عمر بن الخطاب،زوج أشعث أغبر ومعه امرأته،وهي تقول،لا أنا ولا هذا، فعرف كراهية المرأة لزوجها، فأرسل الزوج ليستحم ويأخذ من شعر رأسه ويقلِّم أظفاره،فلما حضر أمره أن يتقدم من زوجته،فاستغربته ونفرت منه،ثم عرفته فقبلته ورجعت عن دعواها،
فقال عمر،هكذا فاصنعوا لهن،فوالله إنهن ليُحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم،
دائماً ننصح الزوجة بالتزين لزوجها وننسى أنها بشر، لها عينٌ ترى فتستحسن الجميل، ولها أنفٌ يعشق الرائحة الطيبة الزكية، ولها نفسٌ تشتاق وتُعجب بكل جميل،
إنَّ عِظم حق الرجل على زوجته لا يعني سلب حقها المقابل في حسن العشرة والمعاملة، وقد جمع،في قوله تعالى(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)البقرة،
حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها،إني لأتزين للمرأة كما أحب أن تتزين لي،
لماذا تُؤذي زوجتك،بمظهرك غير اللائق،ولا تقف أمام المرآة وتصلح هيئتك لتعجبها،وتطالبها أن تتشبه بالحُور العين،
هي سكنك وسترك ولباس لك،وأنت لباس لها،فمتع نظرها برؤيتك في أحسن حالة،
كان النبي صلى الله عليه وسلم، ذا لحية كثيفة،وكان يُمشِّطها ويعتني بمظهرها، كما كان من هديه صلى الله عليه وسلم،كثرة الطِّيب،والحرص على الرائحة العطرة، فهو فيقول(حبب إليَّ النساء والطِّيب)صححه الألباني في صحيح سنن النسائي،
وكان صلى الله عليه وسلم لا يرد الطيب، ويقول(من عُرض عليه ريحان فلا يرُده؛ فإنه خفيف المحمل، طيِّب الريح)صحَّحه الألباني في صحيح سنن النسائي،
يصفه ابن عباس رضي الله عنهما، فيقول،لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم(أحسن ما يكون من الحلل)صححه الألباني،في سنن أبي داود،
كما يفتن الرجل بالنساء في طريقه، وفي عمله، وعلى الشاشات هنا وهناك،
وتفتن المرأة بالرجال، وإن لم تخرج للعمل، فبعضهن للأسف تتابع المسلسلات وغيرها على التلفاز،ولهذا أُمِرت بغض البصر كما أُمر الرجل تماماً،فكيف يهمل الزوج في نفسه ويترك زوجته لوسوسات الشيطان،من حقها أن يرضيها كما مِن حقه أن ترضيه،وحتى إن لم تتابع وتغض بصرها وتتعفف، فهل جزاؤها على صلاحها وتقواها زوج أشعث مُهمِل في هيئته لا يمس العطر أبداً،
كذلك اللحية هي نعمة جليلة عظيمة تفضل الله بها على الرجال وميزهم بها عن النساء، وجعلها زينة لهم لما تفضي عليهم من سيما الرجولة والهيبة والوقار،بل إنها من شعائر الإسلام الظاهرة التي نتقرب إلى الله تعالى،بإعفائها وتعظيمها،
قال تعالى(ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)الحج،
فهي من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم،وقد أمر بإعفائها،
ولكن على كل ما جاء في تعظيمها والأمر بإعفائها، إلا أن كثيرا من المسلمين،
في هذا الزمن قد احتقروا هذه الشعيرة العظيمة حلقوها من وجوههم،فضلاً عن أن يكون مسلماً قد أمر بتكريمها وإعفائها،
قيمة اللحية ومكانتها عند السلف،إن إعفاء اللحية من هدي الأنبياء والمرسلين، عليهم الصلاة والسلام،وكذلك الصحابة الكرام،رضي الله عنهم،
فلم يذكر عن أحد منهم انه كان يحلق لحيته،بل كانوا يعظمونها ويعلون شأنها، وما ذلك إلا لأن اللحية عند هؤلاء الأخيار تعتبر من الجمال والرجولة والكمال لشخصية المسلم،
أدلة تحريم حلق اللحية، قال تعالى(ولآمرنهم فليغيرن خلق الله)النساء،
وحلق اللحية أو أخذ شيء منها هو تغيير لخلق الله،
قال صلى الله عليه وسلم،في تحريمها (خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب)متفق عليه،
وقال عليه الصلاة والسلام(جزوا الشوارب وأرخوا اللحى )رواه مسلم،
قال ابن تيمية، يحرم حلق اللحية،
وقال القرطبي، لا يجوز حلقها ولا نتفها ولا قصها،
وقال عبد العزيز بن باز، إن تربية اللحية،وإرخاءها فرض لا يجوز تركه،
وحلق اللحية ليس من الأمور الصغيرة كما قد يتوهمه البعض، بل يكون حلقها أعظم إثماً من بعض المعاصي الأخرى، لأن حلقها يعتبر من المجاهرة بالمعصية،وقد لا يعافى حالقها ولا يغفر له بسبب هذه المجاهرة لقوله صلى الله عليه وسلم(كل أمتي معافى إلا المجاهرين)
يا من اعتدت على حلق لحيتك، تب إلى الله من هذا العمل واترك لحيتك كما خلقها الله لك واتبع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم،الذي أمرك بها، ولا تعرض نفسك لسخط الله وعقابه بسببها،
فكما أنك أطعت الله في الصلاة والصيام وبعض الواجبات الأخرى، فما الذي يمنعك من أن تطيعه كذلك في أمر اللحية،أليس الذي أمرك بكلا الحالتين هو الله جل وعلا،لماذا تفرق بين أوامره فتطيعه في أمر وتعصيه في آخر،أين تعظيم الله،أين صدق الإيمان،والاستجابة للرحمن،لماذا هذا التلاعب بأوامر الشرع والاستخفاف بها،
إن الله قد ذم من يفعل مثل ذلك،فقال تعالى(أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون)البقرة،
فلا تعرض نفسك لمثل هذا الذم،والتزم بجميع أوامر الله صغيرها وكبيرها تسعد في الدنيا والآخرةن
وصالون الحلاقة إذا تبين أن حلق اللحية حرام، فإن الأجرة على حلقها حرام، لأن الله تعالى إذا حرم شيئاً حرم ثمنه،
لذا فاحرص،أن لا يكون صالونك محلاً لحلق لحى المسلمين، ومكاناً تباد فيه سنة من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم،
الذي تبرأ ممن رغب عنها بقوله(من رغب عن سنتي فليس مني)
ولأن المال المكتسب من هذا العمل حرام سحت لا خير فيه،قال صلى الله عليه وسلم(كل جسد نبت من السحت فالنار أولى به)
لقول النبي صلى الله عليه وسلم(من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه)
واعلم أن المال الحلال وإن كان قليلاً فهو خير من المال الحرام الكثير وبركته أعظم وأنفع،لقوله تعالى(قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث)المائدة،
فإن هذا المال الحرام سيذهب سريعاًوسيبقى عذابه طويلاً،
الجمال ليس في حلق اللحى، كيف يخلق الله رجلاً ويميزه عن المرأة برجولته ولحيته التي فيها وقاره وجماله ثم لا يرضى بذلك ويذهب يغير خلق الله يتشبه بالنساء،
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب)
اللهم إجعلنا نتبع لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم ،ونعتز به وانقياداً لأوامره.
|
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحسيمqtr
